حالة طوارئ منتظرة بشأن فايروس "إمبوكس"

جنيف (سويسرا) - منذ سبتمبر 2023، ارتفعت حالات الإصابة في جمهورية الكونغو الديمقراطية بجدري القردة بسبب سلالة من الفايروس رُصِدَت مؤخرا في بلدان أفريقية مجاورة.

وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس استدعاء لجنة خبراء بشكل طارئ لتقديم المشورة بشأن ما إذا كان ينبغي إعلان تفشي فايروس “إمبوكس” (جدري القردة) الذي يزداد في أفريقيا حالة طوارئ دولية.

وقال تيدروس إنه نظرا لتفشي الفايروس خارج جمهورية الكونغو الديمقراطية “واحتمال انتشاره على المستوى الدولي”، تقرر استدعاء لجنة طوارئ.

وأضاف في مؤتمر صحافي الأربعاء أن “اللجنة ستجتمع في أقرب وقت ممكن وستتكون من خبراء مستقلين من مجموعة من التخصّصات ذات الصلة من كل أنحاء العالم”.

وستقدّم اللجنة المشورة لتيدروس بشأن ما إذا كان ينبغي إعلان تفشي فايروس “إمبوكس” حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا.

وحالة الطوارئ الصحية العامة التي تثير قلقا دوليا هي أعلى إنذار يمكن أن تطلقه منظمة الصحة العالمية.

ويمكن لتيدروس، بصفته المدير العام للمنظمة، أن يعلن حالة الطوارئ هذه بناء على مشورة لجنة من الخبراء في هذا المجال.

يُعدّ إمبوكس (وكان يُعرف باسم مونكي بوكس سابقا) مرضا معديا يسببه فايروس ينتقل إلى الإنسان عن طريق حيوانات مصابة ويمكن أن ينتقل أيضا من إنسان إلى آخر من خلال اتصال جسدي وثيق.

واكتُشف الفايروس للمرة الأولى لدى البشر عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية. ويسبب المرض حمى وأوجاعا عضلية والتهابات جلدية تشبه الدمامل.

وقال تيدروس إن جمهورية الكونغو الديمقراطية شهدت هذا العام تفشيا “شديدا” للفايروس، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 14 ألف حالة إصابة، و511 حالة وفاة.

وبينما أُبلغ عن انتشار للفايروس في جمهورية الكونغو الديمقراطية على مدى عقود، إلا أن عدد حالات الإصابة به في الأشهر الستة الأولى من هذا العام يطابق العدد المسجل خلال العام 2023 بأكمله.

إلى ذلك، بلغ انتشار الفايروس في البلاد التي تعد ثاني أكبر دولة في أفريقيا مناطق لم تشهد حالات إصابة في السابق.

وقال تيدروس “خلال الشهر الماضي، تم الإبلاغ عن حوالي 50 حالة مؤكدة وتم الاشتباه بحالات إصابة أخرى في أربع دول مجاورة لجمهورية الكونغو الديمقراطية” لم تبلغ عن إصابات بالفايروس في السابق وهي بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا.

وجدري القردة (إمبوكس) هو مرض فايروسي يسببه فايروس جدري القردة، وهو نوع من جِنْس الفَيْرُوسة الجُدَرِيَّة. ويوجد له فرعان حيويان مختلفان أحاديا السلف، هما: الفرع الحيوي الأول والفرع الحيوي الثاني.

والأعراض الشائعة لجدري القردة هي الطفح الجلدي أو الآفات المخاطية التي يمكن أن تستمر من أسبوعين إلى 4 أسابيع وتكون مصحوبة بالحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والوهن وتورم الغدد الليمفاوية.

ويمكن أن ينتقل جدري القردة إلى البشر من خلال المخالطة الجسدية لشخص معد أو الملامسة البدنية لمواد ملوثة أو حيوانات مصابة.

ويتم التأكيد المختبري لحالات الإصابة بجدري القردة عن طريق اختبارات تشخيص مادة الآفة الجلدية بواسطة تفاعل البوليمراز التسلسلي.

ويُعالج جدري القردة من خلال الرعاية الداعمة. ويمكن استخدام اللقاحات والعلاجات المُطوّرة لجدري القردة والمعتمدة للاستخدام في بعض البلدان لعلاج جدري القردة في بعض الظروف.

وفي الفترة 2022 – 2023، حدثت فاشية عالمية لمرض جدري القردة بسبب سلالة تعرف باسم الفرع الحيوي الثاني (ب).

ويمكن الوقاية من جدري القردة بتجنب المخالطة الجسدية مع شخص مصاب. ويمكن أن يساعد التطعيم في منع انتشار العدوى بين الأشخاص المعرضين للخطر.