حادثة الطائرة الأثيوبية: النظام الآلي لبوينغ ماكس 8 محل اتهام

أديس أبابا - خلصت التحقيقات الأولية حول حادث طائرة بوينغ 737 ماكس 8 التابعة للخطوط الجوية الأثيوبية التي تحطّمت في جنوب شرق أديس أبابا في مارس 2019، إلى أن طاقمها اتبع إجراءات الطوارئ الموصى بها والمعتمدة من شركة بوينغ لكنه لم يتمكن من التحكم بالطائرة.
ترفع هذه النتيجة الاتهام عن طاقم الطائرة، لكنها لا تخرج بوينغ 737 من دائرة الجدل، بل إنها تزيد من أزمة الطائرة الأكثر مبيعا في العالم، وتشكك في جدوى نظامها الآلي الذي يتدخل أكثر في قيادة الطائرة.
ويقول الخبراء “عندما تسقط طائرتان جديدتان تقريبا من نفس الطراز، في وقت قصير نسبيا وفي وقت طيران مشابه، فإن نواقيس الخطر تدق بشكل صاخب”.
وقالت وزيرة النقل الأثيوبية داغماويت موغيس إن طاقم الطائرة التي قتل جميع ركابها وعددهم 157 شخصا نفذ الإجراءات التي توصي بها بوينغ، لكنه لم يتمكن من استعادة السيطرة على الطائرة. وأوصت موغيس “بمراجعة نظام التحكم بالطيران من جانب المصنِّع”.
وكان الصندوقان الأسودان للطائرة المنكوبة أرسلا إلى فرنسا لتحليل محتوياتهما. ويتعاون محقّقو مكتب التحقيق والتحليل في باريس مع محقّقين أميركيين وإثيوبيين لتحديد أسباب تحطّم الطائرة ومقتل كل من كانوا على متنها.
وسبق لأديس أبابا أن تحدّثت عن “أوجه شبه واضحة” بين تحطّم الطائرة الأثيوبية وتحطّم طائرة الرحلة 610 التابعة لخطوط لايون إير الإندونيسية التي سقطت في البحر في إندونيسيا في 29 أكتوبر مع 189 شخصا على متنها.

وتعد طائرات ماكس تطويرا لطائرة بوينغ 737 للمسافات المتوسطة، والتي بدأ تصنيعها في الستينات، تلك الطائرة التي لم تصنع طائرات أكثر منها حتى الآن على مستوى العالم، لكن هذه الطائرة شهدت الكثير من التطوير والتحديث مع مرور السنوات لمجاراة متطلبات عالم الطيران المتزايدة. كما حاولت بوينغ تحت ضغط الشركات المنافسة أيضا الوصول بالنموذج المتوفر من هذه الطائرة إلى أقصى درجة ممكنة من التطوير.
وعلى ذلك عملت الشركة على صناعة محركات أكبر حجما وأقل استهلاكا للوقود، من خلال طائرات ماكس، وذلك على غرار طائرات منافستها إيرباص وطائرتها إيه 320 الجديدة، غير أن هذه المحركات تبرز لدى طائرات بوينغ نحو الأمام أكثر مما هو الحال لدى الطائرات الأخرى، مما يصعب على الطيارين السيطرة على الطائرة في بعض أوضاع الطيران.
لذلك عمدت الشركة إلى تطوير برنامج آلي (إم سي إيه إس) لتوجيه الطائرة، ومعالجة مشكلات الحركة المرتبطة بتغيير الموقع ووزن المحركين اللذين يشغلان الآلة، لكن، أصبح هذا البرنامج يتدخل أكثر في قيادة الطائرة.
ومنذ حادث طائرة لايون إير الإندونيسية أصبحت أصابع الاتهام تشير إلى هذا البرنامج، على أنه المسؤول على الأقل في جزء من سلسلة الحوادث.
وتشير التحقيقات إلى أن النظام الآلي الذي يُعتقد أنه السبب في تحطّم طائرة 737 ماكس 8 التابعة لخطوط لايون إير، كان مفعلا أيضا في الطائرة الأثيوبية قبل خروجها عن السيطرة وتحطّمها.
ونتيجة أوجه الشبه بين الكارثتين، منعت سلطات الطيران حول العالم مؤقتا تحليق طائرات 737 ماكس، وهو قرار غير مسبوق يطال طائرة وضعت في الخدمة قبل أقلّ من عامين.
ودافعت شركة بوينغ عن نفسها معلنة إجراء تعديلات في النظام الآلي بهدف اكتساب ثقة الرأي العام من جديد وإقناع سلطات النقل حول العالم بإلغاء حظر التحليق المفروض على طائرات 737 ماكس.
وأكدت الشركة أنّ طريقة عمل النظام الآلي ستصبح أكثر شفافية للطاقم، وسيصبح بإمكان الطيارين تجنّبه بطريقة أسهل عند وقوع مشكلة.