حادثة السويس تعمق أزمة الوقود في سوريا

السلطات السورية تلجأ إلى ترشيد توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية لتجنّب انقطاعها.
الأحد 2021/03/28
أزمة مألوفة لدى السوريين

دمشق – فاقم تعطل حركة عبور السفن من قناة السويس لليوم السادس على التوالي، أزمة المحروقات التي تعاني منها سوريا، ما دفع المواطنين إلى الاصطفاف في طوابير أمام محطات البنزين.

وأعلنت وزارة النفط السورية السبت أنها تعمد إلى “ترشيد توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية” لتجنّب انقطاعها، بعد أن تأخر وصول ناقلة كانت تحمل النفط ومشتقات نفطية إلى البلاد بسبب تعطّل حركة عبور القناة المصرية.

وتواجه سوريا الغارقة في الحرب منذ العام 2011 أزمة اقتصادية حادة، وكانت السلطات قد أعلنت في منتصف مارس رفع سعر البنزين بأكثر من 50 في المئة، في ظل تفاقم أزمة شحّ المحروقات التي دفعت دمشق إلى تشديد الرقابة على التوزيع.

وجاء في بيان لوزارة النفط والثروة المعدنية السورية أن تعطّل حركة الملاحة في قناة السويس بسبب جنوح سفينة حاويات عملاقة، “انعكس على توريدات النفط إلى سوريا وتأخر وصول ناقلة كانت تحمل النفط ومشتقات نفطية إلى البلد”.

ومنذ الثلاثاء تعطّلت حركة عبور قناة السويس بعد جنوح سفينة "إيفر غيفن” في الممر الحيوي الذي يمر عبره سنويا 1.1 مليار طن من البضائع، أي نحو 10 في المئة من مجموع حركة التجارة العالمية.

ويؤثر إغلاق القناة على نحو 14 في المئة من الطلب اليومي على النفط حول العالم. كما أدى تعطل الملاحة إلى ازدحام مروري في القناة وتشكل طابور انتظار طويل يضم أكثر من 300 سفينة كانت بصدد عبور القناة البالغ طولها 193 كيلومترا، ما تسبب في تأخير بالغ في عمليات تسليم النفط ومنتجات أخرى.

وأوضح بيان الوزارة السورية أنه “بانتظار عودة حركة السفن إلى طبيعتها عبر قناة السويس والتي قد تستغرق زمنا غير معلوم بعد، وضمانا لاستمرار تأمين الخدمات الأساسية للسوريين، من أفران ومشاف ومحطات مياه ومراكز اتصالات ومؤسسات حيوية أخرى، فإن وزارة النفط تقوم حاليا بترشيد توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية (مازوت – بنزين) بما يضمن توفرها حيويا لأطول زمن ممكن”.

وفي تصريح أدلى به للتلفزيون الرسمي قال وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة إن الشحنة النفطية ستصل ميناء بانياس الجمعة.

وأوضح الوزير “إذا استمر هذا الوضع سنسلك الطريق الآخر وهو رأس الرجاء الصالح لأننا نتزود من إيران”، مشددا على أن البديل الوحيد لقناة السويس هو رأس الرجاء الصالح.

وقبل اندلاع الحرب، كانت سوريا تتمتع بشبه اكتفاء ذاتي على صعيد الطاقة، لكن منذ أن بدأ النزاع تضرر القطاع النفطي السوري بشدة وتكبّد خسائر تقدّر بـ91.5 مليار دولار، وعوض النفط الإيراني سوريا لسنوات عن خسارة إنتاج النفط المحلي الناجمة عن الصراع.

وكانت سوريا تنتج قبل الحرب حوالي 400 ألف برميل نفط يوميا. وتراجع الإنتاج بشكل حاد إلى 89 ألفا في اليوم في العام 2020، يتم إنتاج 80 ألفا منها في المناطق الكردية. ويتركّز أكثر من 90 في المئة من الاحتياطات النفطية السورية في مناطق خارج سيطرة النظام.

ويأتي نقص الوقود في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية، وسط انهيار العملة وتضخم هائل ومصاعب متفاقمة على السوريين المتضررين من سنوات الحرب.

وتشدد السلطات السورية على أن الأزمة الاقتصادية سببها العقوبات الغربية والانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان، الذي لطالما شكّل الرئة المالية لدمشق.