جينات تسبب انقطاع الطمث مبكرا وترتبط بخطر الإصابة بالسرطان

طفرة جين "بي.آر.سي.أي 1" تسبب تدهور بويضات المرأة بشكل أسرع.
الاثنين 2024/09/16
استئصال الثدي يحد من خطر انتشار السرطان

يؤكد الباحثون أن طفرة في جين “بي.آر.سي.أي 1” تسبب تدهور بويضات المرأة بشكل أسرع وترتبط بخطر الإصابة بالسرطان. ويمكن للتغيير الهرموني أن يحدث قبل خمس سنوات إذا كانت المرأة لديها مجموعة معينة من الجينات. وتولد النساء بعدد محدود من البويضات وعندما ينفد يمكن أن يسبب ذلك حدوث تغيرات هرمونية تؤدي إلى انقطاع الطمث.

لندن - وجدت دراسة أن النساء اللائي يعانين من انقطاع الطمث في سن مبكرة عن المتوسط قد يكن أكثر عرضة للإصابة ببعض أشكال السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والمبيض، بما يصل إلى ستة أضعاف.

واكتشف باحثون بريطانيون أن التغيير الهرموني يمكن أن يحدث قبل خمس سنوات إذا كانت المرأة لديها مجموعة معينة من الجينات.

كما ثبت أن نفس المجموعة الجينية تزيد من خطر إصابة المرأة بالسرطان. ويشمل ذلك طفرة جين “بي.آر.سي.أي 1” التي اشتهرت بها الممثلة أنجلينا جولي التي خضعت لاستئصال الثديين الوقائي بعد اختبار إيجابي لها في عام 2013.

وتوصل خبراء من جامعتي إكستر وكامبريدج إلى اكتشافهم بعد تحليل البيانات الجينية لأكثر من مئة ألف امرأة بريطانية. ووجدوا مجموعة من الجينات التي تسبب تدهور بويضات المرأة بشكل أسرع.

انقطاع الطمث يمكن أن يحدث بسبب تشوهات في الحمض النووي أو مرض مناعي أو أحد الآثار الجانبية لعلاج السرطان

وتولد النساء بعدد محدود من البويضات وعندما ينفد هذا العدد يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث تغيرات هرمونية تؤدي إلى انقطاع الطمث. وتشير الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة “نيتشر”، إلى أن بعض النساء اللاتي لديهن خصائص وراثية معينة، من المرجح أن تنفد لديهن البويضات بشكل أسرع.

وعلى وجه التحديد، كانت النساء اللاتي لديهن نسخة معيبة من الجين المسمى “زي.أن.أف 851 أي” الأكثر عرضة للوفاة في سن انقطاع الطمث، حيث عانين في المتوسط من التغيير قبل خمس سنوات ونصف من أولئك اللاتي لديهن نسخة طبيعية.

ووجد الباحثون أن هذا يحدث فقط في واحدة من كل أربعة آلاف امرأة بناء على حجم العينة في المملكة المتحدة. وحلل جانب آخر من الدراسة ما إذا كانت الجينات المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض تؤثر أيضا على توقيت انقطاع الطمث.

ووجد الخبراء أن “بي.آر.سي.أي 1″، الذي يزيد من احتمال إصابة المرأة بسرطان الثدي بنسبة تصل إلى 85 في المئة، يقلل من متوسط عمر انقطاع الطمث بمقدار 2.1 سنة.

وقد وجدوا أن جينا آخر، وهو “بي.آر.سي.أي 2”، والذي يزيد من احتمال إصابة المرأة بسرطان الثدي بنسبة تصل إلى 77 في المئة، يقلل من متوسط سن انقطاع الطمث بنحو 1.2 سنة.

وحدد الخبراء جينا آخر مرتبطا بتوقيت انقطاع الطمث، يسمى “أس.أي.أم.إيتش 1”، ووجدوا أنه يؤثر أيضا على خطر الإصابة بالسرطان من جميع الأنواع لدى النساء بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وخاصة سرطان الثدي، وأنه يؤخر متوسط سن انقطاع الطمث بعام واحد.

وقال الباحثون إن استكشاف العوامل الوراثية التي تؤثر على انقطاع الطمث وسّع المعرفة بالارتباطات المحتملة بأمراض أخرى. وأضافوا أن إيجاد طرق للتأثير على هذه الجينات يمكن أن يحسن النتائج مثل توسيع خيارات الخصوبة. وجدير بالذكر أن انقطاع الطمث المبكر نادر بشكل عام، حيث تعاني منه 5 في المئة فقط من النساء.

حح

وتم ربط انقطاع الطمث المبكر بمشاكل صحية من قبل، حيث يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام وأمراض القلب والاكتئاب والخرف ومرض باركنسون.

ويمكن أن يحدث انقطاع الطمث المبكر بسبب تشوهات في الحمض النووي، أو مرض مناعي ذاتي أو أحد الآثار الجانبية لعلاج السرطان.. ولكن في 90 في المئة من الحالات، يكون سبب انقطاع الطمث المبكر غير معروف.

من جهة أخرى أكدت دراسة جديدة أن الذين يعانون من طفرة جين “أس.أي.أم.إيتش 1” التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، معرضون أيضا لخطر متزايد من ضعف الخصوبة.

وتحمي جينات  “أس.أي.أم.إيتش 1” و“أس.أي.أم.إيتش 2” من سرطان الثدي والمبيض، ويزيد حدوث طفرة في أي من الجينين من خطر الإصابة بالسرطان. وتشير التقديرات إلى أن 1 من كل 350 امرأة لديها طفرة في “أس.أي.أم.إيتش 1” أو “أس.أي.أم.إيتش 2”.

ومن المعروف أن “أس.أي.أم.إيتش 1” و“أس.أي.أم.إيتش 2” هما جينان يظهران بشكل طبيعي في الثدي وخلايا الأنسجة الأخرى، وينتج كلاهما البروتينات للمساعدة في إصلاح الحمض النووي التالف، أو تدمير الخلية ذاتها إذا كان الحمض النووى غير قابل للإصلاح.

واشتهرت أنجلينا جولي بخضوعها لعملية استئصال الثدي الوقائية في عام 2013 بعد اكتشاف أنها ورثت طفرة  “أس.أي.أم.إيتش 1” وهو ما جعل الطفرة تحمل اسم “جين جولي”.

ووجدت الدراسة التي أجرتها جامعة موناش، والتي نشرتها مجلة “إي بيومدسن” أن عدم وجود جين “أس.أي.أم.إيتش 1” في الفئران يقلل من حجم البطن (النسل الذي ينتج في عملية ولادة واحدة) وجودة بويضاتها، خاصة مع تقدم العمر.

وانخفضت معدلات نضوج البويضات بنسبة 45 في المئة في الفئران في سن الإنجاب التي تفتقر إلى “أس.أي.أم.إيتش 1”. وحللت الدراسة مستويات الهرمونات في الدم وتقدير عدد البويضات في أنسجة المبيض لدى النساء المصابات بطفرات “أس.أي.أم.إيتش 1”.

وقالت المؤلفة الرئيسية البروفيسورة كارلا هوت، رئيسة مختبر “هوت” التابع لمعهد موناش لاكتشاف الطب الحيوي، إن النماذج السريرية السابقة أشارت إلى أن الفقدان الجزئي لوظيفة “أس.أي.أم.إيتش 1” قد يقلل من أعداد البويضات في المبيض.

حح

وأضافت “لم تتم دراسة التأثيرات المحتملة للفقدان الكامل لوظيفة ‘أس.أي.أم.إيتش 1’ على عدد البويضات والخصوبة من قبل. وباستخدام نموذج فأر فريد من نوعه مع فقدان مستهدف لجين ‘أس.أي.أم.إيتش 1’ على وجه التحديد في البويضات، قامت هذه الدراسة بتقييم الخصوبة بشكل شامل عبر عمر الإنجاب بالكامل. وتظهر البيانات أن ‘أس.أي.أم.إيتش 1’ مهم للحفاظ على عدد البويضات وجودتها والخصوبة”.

وتم إنشاء الفئران دون جين “أس.أي.أم.إيتش 1” في بويضاتها، ما أدى إلى ظهور الطفرة  المسببة للفقدان الكامل لوظيفة “أس.أي.أم.إيتش 1″، وفي حين لم يتغير طول عمر الخصوبة لديها، إلا أن الطفرة أدت إلى انخفاض أحجام البطن وأعداد البويضات. كما تضرر نضج البويضات مقارنة بالفئران الخالية من الطفرة.

وعند النساء، يعد قياس مستويات هرمون مضاد مولر “أي.أم.أيتش” في الدم المؤشر غير المباشر القياسي لعدد البويضات التي قد تكون لديهن. ومع ذلك، لم يجد الباحثون أي ارتباط بين مستويات هرمون مضاد مولر وأعداد البويضات المقدرة من أنسجة المبيض في مجموعة صغيرة من النساء في سن ما قبل انقطاع الطمث مع طفرات “بي.آر.سي.أي”. وهذا يشير إلى أن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لفهم أفضل لما إذا كان الهرمون مؤشرا جيدا لعدد البويضات لدى النساء المصابات بطفرات “بي.آر.سي.أي 1”.

وقالت الدكتورة إيمي وينشيب، المؤلفة المشاركة الرئيسية للدراسة، من مختبر “هات”، إن الدراسة وسعت المعرفة بالدور الحاسم لـ”بي.آر.سي.أي 1” في الحفاظ على الخصوبة.

وأشارت الدكتورة لورين أليسي، المؤلفة المشاركة للدراسة، من مختبر “هات”، إلى أن الدراسات المستقبلية ضرورية لفهم تأثيرات علاجات السرطان على الخصوبة في سياق طفرات “بي.آر.سي.أي 1”.

16