"جيمس ويب" يستقر لمراقبة مجرّات الكون الأولى

"ناسا" ترحب بوصول التلسكوب الفضائي إلى مداره النهائي.
الأربعاء 2022/01/26
انطلاقة ناجحة

واشنطن - وصل التلسكوب الفضائي “جيمس ويب” بعد نحو شهر على إطلاقه إلى مداره النهائي الذي يبعد 1.5 مليون كيلومتر عن الأرض، حيث سيتمكّن من مراقبة المجرات الأولى التي تشكّلت في الكون، وفق ما أعلنته وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”.

وشغّل التلسكوب محرّكاته مساء الاثنين قبل أن يصل إلى نقطة “لاغرانج 2″، الموقع المثالي لمراقبة الكون.

ورحّب رئيس “ناسا” بيل نيسلون في بيان بوصول التلسكوب إلى مداره النهائي قائلاً “أهلاً بك في منزلك ‘ويب’!”.

وتابع “تقدّمنا خطوة نحو اكتشاف أسرار الكون. وأتطلّع إلى رؤية الصور الأولى الجديدة للكون التي سيلتقطها التلسكوب ‘ويب’ هذا الصيف!”.

وفي هذا المدار الذي اختير بعناية ستكون الأرض والشمس والقمر موجودة كلّها على الجانب الآخر من أدرع التلسكوب الحرارية، ما سيضمن عمله في ظل ظلام وبرد قارس، وهما شرطان ضروريَّان لدراسة إشعاعات الكون الأولى عبر أجهزة استشعاره للأشعة تحت الحمراء.

وهذه المرة الثالثة التي يشغل فيها التلسكوب محركاته منذ إطلاقه على متن صاروخ “أريان 5” في الخامس والعشرين من ديسمبر.

وخُفّفت عمداً قوة الدفع التي يوفّرها الصاروخ لتفادي تجاوز التلسكوب هدفه وعدم تمكّنه بالتالي من العودة إلى الأرض، وسيتمكّن من خلال عمليات دفع صغيرة متتالية من أن يتمركز وحده في مكانه في الفضاء.

ويعتبر كيث باريش، وهو أحد المسؤولين عن المشروع، أنّ مهمّة “جيمس ويب” يمكن أن تمتد لعشرين سنة. ومن بين الاحتمالات غير المرجحة حاليّا إطلاق مهمة في المستقبل لتزويد التلسكوب بالوقود.

وبينما وُضع “هابل” سابقاً في المدار حول الأرض سيدور جيمس ويب في منطقة من الفضاء معروفة باسم “لاغرانج 2″، حيث ستكون قوى جاذبية الأرض والشمس في حالة توازن مع قوة الطرد المركزي للتلسكوب، ما سيوفّر مساراً ثابتاً يُستهلك فيه الوقود بكمية أقل.

Thumbnail

ولن يكون التلسكوب الجديد في النقطة “لاغرانج 2” بالضبط، لكنه سيتأرجح حولها في مدار “هالو” على مسافة مماثلة لتلك الموجودة بين الأرض والقمر، وستستغرق كلّ دورة له ستّة أشهر.

وسيسمح موقع التلسكوب ببقائه على اتّصال دائم بالأرض عبر “ديب سبايس نيتوورك”، وهي شبكة من ثلاثة هوائيات كبيرة موجودة في أستراليا وإسبانيا وكاليفورنيا.

ونجحت “ناسا” خلال أوائل يناير في إكمال عملية الكشف عن مرآة التلسكوب الضخمة التي ستمكّنه من التقاط الإشعاعات المنبعثة من النجوم والمجرات الأولى التي تشكّلت منذ أكثر من 13.4 مليار سنة، أي بعد أقل من 400 مليون سنة إثر الانفجار العظيم.

وجُهّز “ويب” -على عكس “هابل”- لالتقاط إشاراته تحت الحمراء، ما سيسمح له برؤية ليس فقط الأجسام القديمة وإنما أيضا سُحُب الغبار الموجودة بين النجوم، والتي تمتص ضوء الأخيرة وتخفيها عن “هابل”.

وعلى “جيمس ويب” أن يحقق خطوة مهمّة في استكشاف الكواكب الخارجية التي تدور حول نجوم أخرى غير الشمس، لتحديد أصلها وتطورها وقابليتها للحياة.

وتشمل الخطوة التالية تبريد هذه الأدوات العلمية قبل فحصها بدقة. ومن المتوقّع أن تصل صور التلسكوب الأولى في يونيو أو يوليو القادميْن.

20