جيران قطر يحبطون رهانها على اتفاق طالبان للخروج من العزلة

الدوحة – أحبطت دول المقاطعة مساعي قطر لتحويل مراسم توقيع اتفاق بين حركة طالبان والولايات المتحدة جرى السبت في الدوحة، إلى مناسبة لكسر عزلتها بعدما فوتت على نفسها فرصة المصالحة خلال القمة الخليجية التي جرت في الرياض في ديسمبر الماضي.
وتجاهلت الإمارات والسعودية والبحرين دعوات وجهتها قطر لحضور الاتفاق ما يعكس استمرار الموقف الموحد لهذه البلدان والذي عملت الدوحة على شقه منذ بداية الأزمة للتخفيف من وطأة العزلة التي تعيشها منذ يونيو 2017 والقفز على الشروط التي تضعها دول المقاطعة.
وكانت سلطنة عمان الطرف الخليجي الوحيد الذي أرسل وزير خارجيته لحضور الاتفاق الذي تنظر إليه الدوحة كإنجاز دبلوماسي من شأنه أن يساعد على تحسين صورتها وإبرازها كحليف للولايات المتحدة وأوروبا يمكن أن يتفاعل مع مجموعة من اللاعبين، مثل حركة طالبان.
ولم يخف وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خيبة أمل بلاده من تجاهل دول المقاطعة قائلا “كنا نأمل أن ينضم إلينا إخواننا وجيراننا من دول مجلس التعاون الخليجي في حفل الأمس (السبت). دعوناهم لحضور الحفل، لكن لسوء الحظ لم يحضروا”.
وراهنت الدوحة على الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة لإقناع الدول المقاطعة بالحضور.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس الأميركية أنه “على الرغم من تشجيع الولايات المتحدة للأعضاء الآخرين في مجلس التعاون الخليجي، فإن الشيخ محمد بن عبدالرحمن قال إن قطر لم تتلق أي رد على دعواتها، والتي تم إرسالها على الرغم من انهيار محادثات يناير التي هدفت إلى حل الأزمة”.
ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية القطرية قوله “نعتقد أن مجلس التعاون الخليجي الموحد مفيد للجميع، فهو يأتي في مصلحة الولايات المتحدة وفي مصلحة المنطقة ككل. كانت دول مجلس التعاون الخليجي، في وقت معين، مركز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. ولسوء الحظ، غيّر التوتر في العلاقات هذا التصور حول مجلس التعاون الخليجي وأصبح بمثابة مصدر للاضطرابات في المنطقة”.
وفرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة دبلوماسية واقتصادية على قطر منذ يونيو 2017 بسبب دعمها للإرهاب في عدة دول.
وتعكس التحركات القطرية ارتباكا بشأن موقف الدوحة من المصالحة مع جيرانها، ففي حين تستمر في استهداف وتشويه دول المقاطعة من خلال تنظيم حملات إعلامية على القنوات والمواقع الموالية لها، تحاول في الوقت نفسه فتح قنوات تواصل للعودة إلى محيطها الخليجي.

وكان مراقبون اعتبروا أن غياب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن قمة الرياض فوت فرصة لن تتكرر أمام الدوحة لإعادة العلاقات مع جيرانها، لكن قطر لم تكتف بهذا إذ أعقبت القمة بتحركات استهدفت عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض بشأن اليمن من خلال تحريك أذرعها من الإخوان المسلمين للتواطؤ مع الحوثيين، إضافة إلى استئناف دعمها للمجموعات المتطرفة في طرابلس ومساندة التدخل التركي في ليبيا.
ويعد فك قطر لعلاقتها مع تركيا وإيران، الدول المتهمة بزعزعة الاستقرار في المنطقة، أبرز الشروط التي وضعتها دول المقاطعة لإعادة العلاقات إضافة إلى وقف دعم التنظيمات المتطرفة. في المقابل ترفض الدوحة تلك الشروط وتطالب بالدخول في مفاوضات غير مشروطة لحل الأزمة.
ويربط متابعون بين استمرار تحركات قطر العدائية وقرار تعليق المحادثات التي بدأت في أكتوبر الماضي لإيجاد تسوية للأزمة.
وقال الشيخ محمد بن عبدالرحمن إن قطر لم تتلق بعد أي تفسير لتعليق المحادثات في يناير؛ “لا يوجد سبب واضح وراء تعليق المحادثات. لقد كان الأمر مفاجئًا للغاية بالنسبة لنا نظرًا للتوقيت مع كل ما يحدث في المنطقة. نحن نعتقد أن هذا هو الوقت الذي يجب أن يتوحد فيه الجميع نحو هدف واحد في ظل كل هذا الاضطراب الذي يحدث مع العراق وإيران والآخرين. لكن لسوء الحظ، لم يحدث هذا”.