جونسون في أول ظهور بعد تعافيه: بدأنا الآن في تحويل مسار الانتشار

جونسون يدعو البريطانيين في أول ظهور علني له منذ إصابته بفايروس كورونا إلى مواصلة الالتزام بالعزل.
الاثنين 2020/04/27
بريطانيا تحبس أنفاسها بانتظار خطة جونسون للخروج من العزل

لندن - دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاثنين مواطنيه إلى مواصلة احترام اجراءات العزل، مشيرا إلى أن البلاد بدأت "بتحويل مسار" انتشار الوباء، وذلك في أول ظهور علني له منذ تعافيه من الاصابة بفايروس كورونا.

وقال جونسون من أمام مقر الحكومة في لندن "لقد بدأنا الآن في تحويل مسار" الانتشار.

مشيرا إلى أنه يتفهم مخاوف مختلف القطاعات من استمرار الإغلاق، ولكنه حذر من أن التعجل في رفع الإغلاق قد يتسبب في موجة تفش ثانية ستكون أصعب بكثير.

ويتعرض رئيس الحكومة لضغوط من أجل الكشف عن استراتيجيته للخروج من اجراءات العزل المفروضة منذ أكثر من شهر في البلاد، مع معادلة عليه تسويتها ألا وهي كيفية إنعاش الاقتصاد البريطاني دون المجازفة بموجة ثانية من الإصابات قد تقضي على التضحيات التي قدمت حتى الآن.

وتحدثت صحيفة "دايلي تلغراف" القريبة من الزعيم المحافظ عن تخفيف تدابير العزل في حين عنونت "ذي غارديان" اليسارية على الانتقادات التي سيضطر جونسون إلى مواجهتها.

ومع 20732 وفاة في المستشفيات وحدها، تعتبر بريطانيا من الدول الأكثر تضررا بوباء كوفيد - 19 في أوروبا.

والحصيلة أعلى مع الوفيات في دور رعاية المسنين التي تقدر بالآلاف بحسب مسؤولين في القطاع.

وخلال المؤتمر الصحافي اليومي في داونينغ ستريت الأحد سجل وزير البيئة جورج وستيس "علامات مشجعة".

والحصيلة الأخيرة التي نشرت الأحد لعدد الوفيات بـ413 وفاة إضافية في المستشفيات، هي الأدنى منذ حوالي شهر.

وأشار أحد المسؤولين في أجهزة الصحة البريطانية ستيفن بويس إلى انخفاض عدد المرضى في المستشفيات خصوصا في لندن وكذلك عدد المرضى في العناية الفائقة. وتحدث عن "خشيته" من ارتفاع الحصيلة مجددا داعيا البريطانيين إلى مواصلة جهودهم.

وفي غياب علاج أو حتى تطوير لقاح قبل نهاية العام على الأقل، ستكون الطريق طويلة.

ويقول الأستاذ جايمس نيسميث عالم الإحياء المشرف على معهد في جامعة أوكسفورد إن "الفايروس يقودنا في مصعد سريع نحو الذروة. لكن علينا نحن إيجاد طريقنا للنزول عبر السلالم".

ويتوقع أن يستمر العزل المفروض منذ 23 مارس حتى السابع من مايو. وتستبعد الحكومة أي تخفيف مبكر لتدابير العزل التي قد تفضي إلى ظهور موجة ثانية من الإصابات.

والأحد أعلن وزير الخارجية دومينيك راب الذي تولى شؤون رئاسة الوزراء في غياب جونسون، أن بريطانيا "في مرحلة حساسة وخطيرة".

لكن في الكواليس هناك انقسامات داخل الفريق الحاكم بحسب الصحافة، إذ يقلق مسؤولون من العواقب الاجتماعية والصحية لعزل صارم على فترة طويلة. وسيضطر جونسون إلى اتخاذ قرار بهذا الصدد.

وبعدما بقي في المستشفى في لندن لأسبوع لتلقي العلاج، بدأ جونسون فترة نقاهة في 12 نيسان/أبريل. وخلال هذه الفترة واجهت البلاد ما يسميه العلماء بذروة تفشي الوباء وحكومته انتقادات عديدة.

وبقي جونسون ثلاثة أيام في العناية المركزة.

وكان رئيس الوزراء البريطاني أعلن أن معركته مع وباء كوفيد-19 "كانت لتأخذ أي منحى" وأن العاملين في نظام الرعاية الصحية البريطاني (أن أتش أس) انقذوه "من الموت بلا شك"، وهو "مدين لهم بحياته".

ووجه زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر في نهاية الأسبوع الماضي رسالة إلى جونسون كرر فيها انتقاداته مؤكدا انه ينتظر "بفارغ الصبر" لقاء رئيس الوزراء.

وأضاف أن "أخطاء" ارتكبت والحكومة "لم تتحرك بسرعة" إن لناحية تطبيق العزل وإجراء فحوص كشف الإصابة، أو لناحية النقص الكبير في معدات الحماية للطاقم الطبي ودور رعاية المسنين على حد سواء.

وغرد "قدم البريطانيون تضحيات كبيرة لتأتي تدابير العزل بنتائج إيجابية. يستحقون المشاركة في نقاش بين راشدين بشأن الخطوات المقبلة".