جولة خامسة من الحوار السعودي - الإيراني في بغداد

عودة الحوار بين ممثلي البلدين بعد شهر من تعليق المباحثات، وسط تفاؤل باجتماع وزيري الخارجية قريبا.
السبت 2022/04/23
الحوثيون أكبر عقبة أمام عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين

طهران - استأنفت القوتان الإقليميتان المتنافستان إيران والسعودية المحادثات في العاصمة العراقية بغداد بعد تعليقها في مارس، حسبما أفاد موقع نور نيوز الإلكتروني الإيراني شبه الرسمي السبت.

ولم يكشف الموقع الإيراني تاريخ عقد الجولة الخامسة من المباحثات بين إيران والسعودية، غير أن وكالة "سبوتنيك" الروسية أشارت إلى أنها عُقدت الخميس الماضي.

وقال موقع نور نيوز التابع للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في تقرير نشره السبت "الاجتماعات حضرها مسؤولون كبار من الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ورئيس جهاز المخابرات السعودي بصفتهم ممثلين عن البلدين".

وأضاف "حددت الجولة الخامسة من المباحثات بين ممثلي إيران والسعودية، التي عقدت في العاصمة العراقية بغداد، رؤية أوضح لاستئناف العلاقات بين البلدين".

وتابع "لعب مسؤولون عراقيون وعمانيون رفيعو المستوى دورا مهما في تشكيل اجتماعات مشتركة بين ممثلي طهران والرياض".

وأوضح الموقع "خلال الجولات الخمس من المحادثات الصريحة، تم بحث التحديات الرئيسية على طريق استئناف العلاقات بين البلدين".

وعلى الرغم من عدم الإعلان عن أي أنباء رسمية حول مضمون الجولة الأخيرة من المحادثات والاتفاقات المحتملة، تشير المعلومات التي تلقاها موقع "نور نيوز" إلى أن المناخ الإيجابي للاجتماع الأخير قد رفع الآمال لدى البلدين لاتخاذ خطوة نحو استئناف العلاقات.

وبالنظر إلى تشكيل مساحة للحوار والمحادثات البناءة بين ممثلي البلدين، من المتوقع أن يتم في المستقبل القريب عقد اجتماع مشترك بين وزيري خارجية إيران والسعودية.

وقطعت الرياض العلاقات مع طهران في 2016 بعد أن اقتحم محتجون إيرانيون السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية بعد إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر، بعد إدانته في تهم تتعلق بالإرهاب.

وعلقت إيران المحادثات في مارس دون إبداء أسباب للقرار، الذي جاء في وقت كان من المقرر أن تبدأ فيه جولة جديدة من المفاوضات.

وجاءت الخطوة بعد أن أعدمت السعودية 81 رجلا في أكبر عملية إعدام جماعي منذ عقود. ونددت طهران بعمليات الإعدام التي قال نشطاء ومدافعون عن حقوق الإنسان إن 41 من الذين أعدموا شيعة من منطقة القطيف في شرق المملكة.

وأجرى البلدان أربع جولات من المحادثات في العراق، وتأمل بغداد في أن تؤدي وساطتها إلى منع جارتيها من السعي لتصفية حسابات على أراضيها. ووصفت السعودية المحادثات بأنها ودية لكنها استكشافية، بينما تقول طهران إنها قطعت "شوطا طيبا".

ويأمل دبلوماسيون أن يؤدي فتح قنوات مباشرة بين إيران والسعودية إلى تخفيف حدة التوترات في الشرق الأوسط، بعد سنوات من الأعمال العدائية التي دفعت المنطقة إلى شفا صراع واسع النطاق.

وبدأت المملكة العربية السعودية ذات الأغلبية السنية وإيران الشيعية، اللتان تخوضان صراعات بالوكالة في أنحاء المنطقة، محادثات مباشرة العام الماضي في محاولة لاحتواء التوتر.

وتعد الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية ومن أبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

وتورط الحوثيون في تنفيذ هجمات ضد السعودية بأسلحة إيرانية الصنع عبارة عن صواريخ باليستية وطائرات مسيرة.

كما تبدي السعودية الحليفة للولايات المتحدة، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.

وتوقفت المفاوضات مع إدارة الرئيس جو بايدن إلى حد كبير بسبب طلب طهران من واشنطن رفع الحرس الثوري من على لائحتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية، وهو أمر ترفض الولايات المتحدة النظر فيه إذا لم يوافق الحرس على كبح نفوذه في الشرق الأوسط ووقف تهديداته للقوات الأميركية.