جولات سياحية تعلّم الزوّار العجن وحلب الماعز في الأردن

أطلقت سيدة أردنية منصة إلكترونية مهمتها تنظيم جولات سياحية تتيح للزائرين ممارسة أنشطة زراعية مختلفة، وتعلّم طهي الوجبات التقليدية، واكتشاف فوائد البعض من النباتات وطرق الحفاظ عليها، إلى جانب حلب الماعز ورعاية النحل.
البلقاء (الأردن) - يحظى السياح الذين يستمتعون بالسياحة الزراعية في الأردن بفرصة ممارسة عدة أنشطة وتعلّم بعض العادات بدءا بحلب الماعز والأبقار ورعاية النحل وجمع البيض وركوب الخيل وصولا إلى إعداد المخبوزات التقليدية.
وتنظم منصة إلكترونية تحمل اسم “بوك أجري” هذه الرحلات السياحة الزراعية بعد تزايد شعبيتها، والتي يعيش بفضلها الزوار تجربة مختلفة بما فيها تعلّم طريقة حصاد المحاصيل وطهي الوجبات التقليدية، وغير ذلك من الأنشطة المتعلقة بالحياة الريفية.
ويمكن للسياح والراغبين في المشاركة في هذه الجولات السياحية التعليمية، حجز رحلة عن طريق هذه المنصة الإلكترونية لقضاء يوم في مزرعة في واحدة من المدن الزراعية الأردنية مثل جرش والسلط والكرك وعجلون.
وترى ردينة حداد مؤسسة منصة “بوك أجري” أن المشروع مفيد للسياح وللمجتمعات المحلية على حدّ سواء.
وأوضحت حداد أن “المشروع يمنح السائح سواء كان أردنيا أو أجنبيا فرصة تمضية يوم برفقة أحد المزارعين وتتبع تفاصيل ما يقوم به أثناء أداء عمله، والأهم أن يتعرف على فوائد واستعمالات بعض النباتات كنبتة الزعتر وهي عشبة متغلغلة في الموروث الثقافي الأردني تستخدم لأغراض الطهي والطب، وتعلم كيفية المحافظة على زراعة مثل هذه النباتات”.
وأضافت “من المهم للغاية أن يعلم السائح الأجنبي أن الأردن بلد زراعي، وأن ينفتح على العادات الغذائية والزراعية للمملكة”.
ويتعلم السياح لاسيما الشباب منهم كجزء من الأنشطة التي تشرف حداد رفقة أنور زريقات على تنظيمها بمحافظة البلقاء كيفية تحضير المعجنات مثل “قرص العيد”، بالإضافة إلى أنهم يسعدون بتجربة هلام الصبار الطازج على وجوههم نظرا لفوائدها التجميلية على البشرة.
ويستمتع المشاركون في هذه الجولات أيضا بارتداء الملابس الخاصة بمربي النحل لضمان حمايتهم من لسعات هذه الحشرة، قبل فحص خلايا النحل والتعرّف عن كثب على كل ما يتعلق بتربيتها والحصول على عسلها.
وبحسب حداد، فإن أهمية مشروع “بوك أجري” بالنسبة إلى الأهالي في المناطق الزراعية تكمن في ما تدره عليهم من فائدة اقتصادية، حيث يتيح المشروع للسيدات مثلا فرصة للعمل وكسب الرزق، إلى جانب توفير منصة لعرض منتوجاتهن اليدوية.
ويحمل المشروع كذلك فائدة ثقافية، فدخول الأردنيين والأجانب بيوت المزارعين والتواصل مع عائلتهم يفتح أمامهم دفاتر الماضي والحاضر لينهلوا من الثقافات المجتمعية المختلفة عنهم بما يلمسونه من عادات وتقاليد تبرز في كل ما يحيط بالمكان من أثاث وطعام وطرق زراعية، وحتى الأردني يكون قادرا على التعرف على أسرار أجداده وتراثهم.
وتترك الجولات السياحية الكثير من الانطباعات الجديدة في نفوس كلّ من عاشها، حيث أعربت ميرا بلبيسي وهي واحدة من الزوار المحليين، عن سعادتها بالمشاركة في جولة أتاحت أمامها “فرصة التعرف أكثر على البلاد، وعلى أشياء كانت تجهلها في السابق”، معتقدة أن الإقبال سيكون كبيرا في المستقبل على خوض تجارب مماثلة لتجربتها التي تصفها بالرائعة والمفيدة.
أما إسراء الزعبي، وهي واحدة من المستفيدات من المشروع، فتقول إنه “أصبح بإمكاني وأبنائي التعرف على الكثير من الناس الجدد والاختلاط بهم، وهو أمر ساهم في دعم أسرتي ماديا ومعنويا”.
ووفقا لهيئة تنشيط السياحة الأردنية، فإن السياحة تسهم بنحو 15 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وبلغت إيراداتها 5.3 مليار دولار في عام 2019.
والسياحة الزراعية معترف بها كأداة فعالة للتنمية المستدامة وبدأت في الظهور بدرجة أكبر كمنتج سياحي أردني قبل انتشار جائحة فايروس كورونا. لكن القطاع السياحي برمته كاد يتوقف تماما في الأردن بسبب الوباء فانخفضت إيراداته بنسبة 81 في المئة.
لكن ردينة تقول إنها لمست بوادر تحسن مع زيادة الطلب وتخفيف إجراءات مكافحة المرض في الأردن والعديد من دول العالم الأخرى.