جورج خباز يحوّل لبنان إلى مبنى مُعرض لخطر الانهيار

الكاتب المسرحي اللبناني جورج خباز يحاول من خلال مسرحيته الجديدة “إلا إذا” أن يعكس حال لبنان في ظل الانقسامات السياسية والتناحر الديني بأسلوب فني ساخر يهدف إلى شد المشاهد اللبناني وحثّه في الآن ذاته على الحب والمودة رغم كل ما يعايشه من تناقضات.
بيروت – يبدو السكان المتناحرون في مبنى متداع معرض لخطر الانهيار رمزا للانقسامات السياسية والدينية في لبنان في عرض مسرحي جديد للكاتب المسرحي الساخر جورج خباز.
وقال خباز إن المسرحية التي تحمل عنوان “إلا إذا” تهدف لتصوير مشاكل البلد بينما تحثّ الناس على حب بعضهم البعض. وكتب خباز المسرحية وأخرجها وشارك في التمثيل فيها.
وأضاف الكاتب المسرحي اللبناني“كل ما أردت قوله من خلال المسرحية هو أنها تحمل في طياتها مشاهد تعكس عدة تناقضات وعدة صراعات تجري داخل المجتمع اللبناني، كالصراعات الطائفية، وصراعات الأنظمة، والصراعات البيئية، كل ذلك قمت بطرحه بالمسرحية بشكل يدعو إلى المحبة بدون وعظ مباشر”، فالمشاهد اللبناني غالبا لا يحب أسلوب الوعظ والإرشاد لأنه بحدسه وفراسته يمكنه أن يتفاعل مع فحوى رسالة المسرحية.
وقسمت الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990 البلاد على أسس طائفية وزادت الفجوة بين المسيحيين والمسلمين. ولا تزال تحدد معالم السياسة في لبنان.
وتُعرض مسرحية “إلا إذا” في وقت فشلت فيه الأطراف السياسية في لبنان في الاتفاق على حكومة ائتلافية جديدة بعد أكثر من ستة أشهر على الانتخابات، رغم المشاكل الاقتصادية الملحة.
وخباز هو ممثل ومؤلف وملحّن ومخرج ومنتج لبناني من مواليد 1976، بمدينة البترون اللبنانية، هو ابن الممثلين جورج خبّاز وأوديت عطيّة، وفي رصيده العديد من المسلسلات، ونفّذ العديد من المسرحيات التي يفوق عددها الـ15 لكنّها ليست كلّها من تأليفه.
وأوضح خباز أن فكرة هذه المسرحية تعكس بالتحديد “القدرة على خلق توازن بين الواقع والخيال”.
وأضاف “أي مزيج التناقضات العبثية التي لدينا بلبنان، المضحكة المبكية، التي يتفاعل معها اللبناني بحس يعبّر عن واقعه بامتياز، إذ أن هذه المسرحية ترسم على شفاهه البسمة وبعينيه الدمعة، وهذا فعلا ما يعايشه المشاهد اللبناني لأنه تواق للحياة وإرادة العيش عنده فوق كل اعتبار، لكن في ذات الوقت الظروف الأمنية والاقتصادية تعكسه وتعرقله وتحد من طموحه وحبه وتوقه للحياة وتكسر بداخله أي مظاهر للفرح والإقبال على المباهج”.
وأججت حالة الشلل السياسي في الفترة الأخيرة مخاوف من وقوع البلاد في أزمة اقتصادية. وتحدث الساسة عن ضرورة تشكيل حكومة لكنهم لا يزالون عاجزين عن التوصل لاتفاق نهائي.
وفي مسرحية خباز، لا يستطيع سكان المبنى الاتفاق على كيفية إنقاذه، وعند نقطة ما، تسخر المسرحية من النفوذ الأجنبي في لبنان من خلال رجل يحاول شراء المبنى، وتلقى جهوده التأييد والمعارضة بين السكان.
وأفادت ماريا جزرة، وهي صيدلانية حضرت عرض المسرحية في الآونة الأخيرة، “في الحقيقة لا يوجد بلبنان ما نطرحه غير هذه المواضيع. التي باتت تجمعنا حول نفس الفكرة”.
وأكدت جزرة “لا شيء يجمعنا نحن اللبنانيون إلا أننا نحب نفس القصص، فكلنا شعب يحب كثيرا الفرح والانبساط، وأيضا نحب أن نتقدم، لكن لسوء الحظ نحافظ على ذات الأدمغة لذلك من المستحيل أن نتقدم”.