جنوب ليبيا يحاول الظهور كقوة ثالثة لها موقفها من الانتخابات

اجتماع في سبها يطالب بانتخابات نزيهة وعادلة أمام كل المترشحين.
الأربعاء 2022/01/05
سلاح للحماية أم للتهديد

سبها (ليبيا ) - تحاول القوى السياسية والاجتماعية في جنوب ليبيا (إقليم فزان) التكتل وتوحيد موقفها للظهور كقوة ثالثة في المشهد السياسي لها موقفها من الانتخابات والذي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، وهي المحاولات التي تأتي في ظل سيطرة الشرق والغرب (إقليم برقة وطرابلس) على المشهد السياسي ومسار العملية الانتخابية.

وطالب ملتقى توحيد كلمة أهل الجنوب، الذي أًقيم الاثنين بمسرح بيت الثقافة في مدينة سبها أكبر مدن الجنوب، بتعديل المادة (20) من قانون انتخاب مجلس النواب وتحديد موعد غير قابل للتأجيل ليوم الاقتراع، داعيا إلى المصالحة التامة في ليبيا بداية من الجنوب وتشكيل فريق عمل يرعى ويهتم بذلك.

وأكد الملتقى الذي أقيم ليوم واحد تحت شعار “الجنوب المنطلق وليبيا الهدف” بمشاركة ممثلين عن فعاليات الجنوب الشرقي والغربي على أن “الجنوب جزء لا يتجزأ من ليبيا”، مشددا على ضرورة “توحيد الكلمة من أجل المطالبة بكافة الحقوق الاقتصادية والسياسية والأمنية والخدمية والإعلامية” وأن “يتمتع أهل الجنوب بثروات المنطقة”.

ونقل موقع “بوابة الوسط” المحلي عن الملتقى تأكيده توحيد كلمة أهل الجنوب على ضرورة تنفيذ “الاستحقاق الانتخابي بشكل عاجل وسريع مع إزالة كافة العوائق التي تقف أمام إجراء الانتخابات بشكل نزيه وعادل أمام المترشحين كافة من أجل ضمان تكافؤ الفرص لجميع المترشحين وتحديد موعد واضح غير قابل للتأجيل وهو يوم 24 يناير 2022 وتعديل المادة رقم (20) من القانون رقم (2) بشأن انتخاب مجلس النواب”.

وتنص المادة رقم (20) من قانون انتخاب مجلس النواب على أن “يحدد مجلس النواب يوم الانتخاب بعد (30) يوما من تاريخ انتخاب رئيس الدولة بناء على اقتراح من المفوضية، ويكون هذا اليوم عطلة رسمية، وإذا تعذر في أحد مراكز الاقتراع إجراء الاقتراع في ذلك اليوم، تعلن المفوضية خلال (48) ساعة عن موعد ومكان الاقتراع في مدة لا تتجاوز أسبوعا واحدا من تاريخ الموعد الأول، وتحدد المفوضية إجراءات عملية الاقتراع والفرز والعد في محطات ومراكز الاقتراع”.

قبائل أولاد سليمان علاقتها جيدة بقبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها سيف الإسلام القذافي، ولذلك قد يعقد تحالف بين القبيلتين لطرد الجيش

ومنذ بدء التحضير للانتخابات هيمنت مواقف مؤسسات وأطراف محسوبة على المنطقتين الشرقية والغربية في حين لم يظهر أي موقف للجنوب إلا عند بدء محكمة سبها النظر في الطعن المقدم من قبل دفاع سيف الإسلام ابن العقيد الراحل معمر القذافي حيث احتج أنصاره في المدينة على ما اعتبروه محاصرة للمحكمة من قبل قوات تابعة للجيش بقيادة المشير خليفة حفتر.

ويسيطر الجيش منذ 2017 على الجنوب المتكون من قبائل عربية من بينها قبيلة القذاذقة التي ينحدر منها ابن القذافي، والتبو والتوارق.

ويعكس تأكيد الملتقى على ضرورة السماح لكل المترشحين بالمشاركة في السباق الانتخابي دعما لسيف الإسلام القذافي الذي تطالب عدة أطراف بضرورة استبعاده في ظل استمرار ملاحقته من قبل محكمة الجنايات الدولية.

ويعتبر  مراقبون أن دعم الجنوب لابن القذافي  له مبرراته في ظل المعاناة التي يعيشها سكانه بسبب التهميش الذي تمارسه السلطات في المركز ضدهم، حيث تواجه المدن الجنوبية انقطاعا متواصلا للكهرباء وغيابا متواترا لغاز الطبخ والتدفئة.

واجهة روسيا في الجنوب الوازن
واجهة روسيا في الجنوب الوازن 

وكان الجنوب في العهد السابق يحظى باهتمام كبير من قبل القذافي حيث حرص على استرضاء قبائله سواء العربية أو التوارق والتبو.

ومنذ سقوط نظام القذافي لم يعد الجنوب يذكر إلا أثناء تشكيل الحكومات حيث يبرز الإقليم كطرف في توزيع المناصب القائم على الفيدرالية، أو تعرض إحدى مدنه لهجوم إرهابي أو من قبل المعارضة التشادية.

وفي منتصف ديسمبر الماضي شهدت سبها توترا عسكريا بين قوات تابعة للجيش الليبي وأخرى منشقة عنه بقيادة مسعود جدي سليماني.

روسيا المهتمة بالتمدد في أفريقيا لا يستبعد أن تكون تخطط لتمكين سيف الإسلام وجعله واجهة سياسية للجنوب الذي تتركز فيه أهم الحقول النفطية

وربط مراقبون بين هذا التوتر الذي تم تطويقه بسرعة، وعودة سيف الإسلام القذافي إلى المشهد السياسي بعد إعلان ترشحه بالإضافة إلى التوتر بين حفتر وروسيا بسبب دعمها لسيف الإسلام ما دفعه للعودة إلى التحالف مع فرنسا في عملية عسكرية لطرد المعارضة التشادية من الجنوب.

وتسيطر الكتيبة 116 مشاة – بإمرة مسعود جدي السليماني وتشكيلات مسلحة أخرى – على أجزاء كبيرة من مدينة سبها عسكريا وأمنيا في ظل تأييد لها من قبائل الجنوب الليبي الداعمة لسيف الإسلام القذافي.

ويقول مراقبون إن الصراع بين قوات حفتر ومسعود جدي بدأ بصراع نفوذ على المنطقة الجنوبية بخصوص مسارات التهريب والسيطرة على المناطق والتمويل المباشر من طرابلس.

وبحسب هؤلاء، فإن قبائل أولاد سليمان (عربية) التي ينتمي إليها مسعود جدي علاقتها جيدة بقبيلة القذاذفة ولذلك قد يعقد تحالف بين القبيلتين لطرد الجيش والتنسيق من أجل إعادة السيطرة على الجنوب بعد ظهور سيف الإسلام القذافي للعلن وحاجته للتحرك بشكل علني ومباشر.

وتعزز التقارير التي تتحدث عن سيطرة مجموعة فاغنر الروسية على قواعد عسكرية في الجنوب هذه التوقعات، حيث لا يستبعد أن تكون روسيا المهتمة بالتمدد في أفريقيا تخطط لتمكين سيف الإسلام وجعله واجهة سياسية للجنوب الذي تتركز فيه أهم الحقول النفطية (الشرارة والفيل).

اقرأ أيضا: بعد خروج التشاديين: فرنسا تنتظر انسحاب المرتزقة الروس والسوريين من ليبيا

4