جنوب لبنان تحت النيران الإسرائيلية بأمر من نتنياهو بعد إطلاق 3 صواريخ

بيروت – تصاعدت حدة التوتر العسكري على الحدود الجنوبية اللبنانية، بعدما أعلنت إسرائيل قصف مواقع لحزب الله جنوب لبنان اليوم السبت إثر اعتراضها صواريخ أطلقت عبر الحدود، ما أثار قلقا واسعا على المستويين المحلي والدولي، حيث حذر مسؤولون لبنانيون من مخاطر جر البلاد إلى حرب جديدة.
وندد الرئيس اللبناني جوزيف عون السبت بـ"الاعتداء المتمادي" على لبنان، بينما حذّر رئيس الوزراء نواف سلام السبت من "مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة".
وتثير هذه التطورات مخاوف جدية من اندلاع مواجهة عسكرية واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة، حيث يخشى المراقبون من أن يؤدي أي تصعيد عسكري إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها.
ووضعت هذه التطورات اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى حربا دامت عاما كاملا بين إسرائيل وحزب الله على المحك.
وأوقف اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر حربا مفتوحة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله استمرت شهرين، بعدما فتح هذا الأخير جبهة ضد الدولة العبرية "إسنادا" لحماس منذ بدء الحرب في قطاع غزة في أكتوبر 2023.
وقد صمد اتفاق وقف إطلاق النار عموما رغم الاتهامات المتبادلة بحصول انتهاكات فيما أبقى الجيش الإسرائيلي على قواته في خمسة مواقع استراتيجية في جنوب لبنان على طول الحدود مع شمال إسرائيل.
وأطلقت ثلاثة صواريخ السبت من لبنان باتجاه شمال إسرائيل لكن سلاح الجو الإسرائيلي اعترضها بحسب الجيش.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق أنه يشنّ ضربات ضد أهداف لحزب الله اللبناني في جنوب لبنان، ردا على إطلاق الصواريخ.
وأوضح الجيش الإسرائيلي إنه ضرب عشرات منصات إطلاق الصواريخ في لبنان. وأضاف في بيان "قبل فترة وجيزة، ضرب الجيش الإسرائيلي عشرات منصات إطلاق الصواريخ لحزب الله ومركز قيادة كان إرهابيو حزب الله ينشطون منه في جنوب لبنان".
وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس الجيش بضرب "عشرات الأهداف الإرهابية" في لبنان.
ودان عون في بيان للرئاسة اللبنانية "محاولات استدراج لبنان مجددا إلى دوامة العنف" وقال "ما حصل اليوم في الجنوب، وما يستمر هناك منذ 18 فبراير الماضي، يشكل اعتداءً متمادياً على لبنان وضرباً لمشروع انقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون".
ودعا "القوى المعنية في الجنوب اللبناني كافة، ولا سيما لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق تشرين الثاني(نوفمبر) 2024، والجيش إلى متابعة ما يحصل بجدية قصوى لتلافي أي تداعيات، وضبط أي خرق او تسيّب يمكن ان يهدد الوطن في هذه الظروف الدقيقة".
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ على الفور، لكن مصادر في حزب الله اللبناني أعلنت السبت التزام الحزب باتفاق وقف اطلاق النار.
وقالت المصادر لقناة "الجديد" اللبنانية نشرته على موقعها الإلكتروني "الحزب ملتزم بقرار الدولة ولم يخرج عن هذا الالتزام منذ اتفاق وقف اطلاق النار".
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن طائرات إسرائيلية حلقت فوق جنوب لبنان وأن صواريخ اعتراضية انفجرت فوق هذه المنطقة.
وكذلك، أعلن الجيش اللبناني أنه فكك ثلاث منصات إطلاق صواريخ "بدائية الصنع" في جنوب البلاد.
وبدوره، قال مكتب رئيس الوزراء الإعلامي إن سلام "حذر من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة، تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين" مضيفا أنه أجرى اتصالا بوزير الدفاع شدد خلاله على "ضرورة اتخاذ كل الاجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم".
ومن جانبها، أعربت قوة الأمم الموقتة في لبنان (يونيفيل) المنتشرة في جنوب لبنان السبت عن قلقها من "تصعيد محتمل للعنف" عقب الهجمات الصاروخية على شمال إسرائيل والرد الإسرائيلي.
وقالت في بيان "اليونيفيل قلقة من تصعيد محتمل للعنف" و"تحض جميع الأطراف على تجنب تقويض التقدم المحرز، خصوصا عندما تكون حياة مدنيين والاستقرار الهش على المحك. أي تصعيد إضافي قد تكون له تداعيات وخيمة على المنطقة".
وقتل شخصان أحدهما طفلة السبت جراء غارة إسرائيلية على بلدة في جنوب لبنان على ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، بعد إعلان الدولة العبرية أنها سترد بحزم على إطلاق صواريخ باتجاه أراضيها من لبنان.
وأفادت الوكالة بأن "غارة العدو الإسرائيلي على بلدة تولين أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد شخصين من بينهما طفلة وإصابة ثمانية بجروح".
وكانت الوكالة أفادت في خبر سابق بمقتل امرأة جراء الغارة.
وتأتي هذه التطورات في ظل توترات إقليمية متزايدة، وتزامنا مع حالة من الترقب بعد خروقات إسرائيلية متكررة للهدنة في قطاع غزة، ما يعزز المخاوف من اتساع رقعة النزاع إقليميا.
وتعتبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منطقة توتر دائمة، وقد شهدت في السنوات الأخيرة العديد من الحوادث المماثلة. وتثير هذه التطورات الأخيرة مخاوف من أن يؤدي أي تصعيد عسكري إلى جر المنطقة إلى حرب أوسع.
ونص اتفاق وقف إطلاق النار على التزام إسرائيل بسحب قواتها من مواقع متقدمة على التلال الحدودية، مقابل التزام الحكومة اللبنانية بإخلاء الجنوب من أي بنى تحتية عسكرية لحزب الله ومصادرة الأسلحة غير المرخصة، في خطوة تهدف إلى منع تكرار السيناريوهات التصعيدية السابقة.
غير أن كلا الطرفين تبادلا الاتهامات بشأن عدم الالتزام ببنود الاتفاق، إذ تقول إسرائيل إن حزب الله لم يفكك بنيته العسكرية في الجنوب، بينما يرى لبنان وحزب الله أن إسرائيل تواصل احتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية وتنفذ غارات جوية متكررة، فضلا عن إبقاء مواقع عسكرية في خمسة مواقع استراتيجية على التلال الحدودية.