جناح الكويت في إكسبو دبي.. رؤية جديدة للاستدامة

يوفر إكسبو دبي الدولي منذ نشأته فرصة نادرة لتكوين سرد حضاري خاص بكل دولة من الدول المشاركة، وتصميم صورة ممتدّة من الماضي والحاضر إلى المستقبل، وتشارك الكويت تصميم جناحها ومحتواه ليقدم الرسالة التي تعرضها على الزائرين القادمين من كل دول العالم.
دبي - اختارت دولة الكويت أن يكون جناحها في إكسبو دبي في منطقة الاستدامة تحت عنوان “كويت جديدة.. فرص جديدة للاستدامة”، لتعكس دورها والتزامها بالتنمية المستدامة لتأمين مستقبل آمن ومزدهر لاقتصادها وبيئتها ومدنها وشعبها عبر رؤية “كويت جديدة 2035”.
وينعكس عنوان الجناح من تصميمه الخارجي بتوقيع المعماري الإيطالي ماركو بيستالوزا، حيث يشكل التصميم خاصية معمارية مستوحاة من رؤية الكويت للاستدامة مع التركيز على البيئة المحلية من خلال عرض الكثبان الرملية والإبل على المبنى الخارجي.
وفي بداية الجناح يشاهد الزائر “برج المياه” الذي تم تصميمه لتخزين المياه المحلاة، ويعبر عن رمز الاستدامة في الكويت والأمن المائي، حيث يتوسط الجناح ويمتد على جميع أدواره ليعكس رؤية الدولة الصغيرة للمستقبل من خلال الاحترام العميق لبيئتها الطبيعية ومناخها ومواردها.
وفي الليل تضيء الأنوار أزرق “المغلف” وهو اسم القمع العريض المائل أعلى الجناح.
ويعتبر الانتقال الجمالي الملحوظ للمبنى من النهار إلى الليل مثالا على الطرق البسيطة والفعالة، التي ينقل بها الجناح موضوعاته الأساسية المتمثلة في الاتصال والاستدامة والتنويع بعيدا عن النفط.
وضمن مشهد افتراضي غامر يعرض جناح الكويت الماضي والحاضر لتشكيل رؤية بعيدة المدى لمستقبل البلاد، الذي تضع أسسه دولة مرنة ومبتكرة في سبيل رفاهية شعبها بأكمله وتوفير احتياجاته.
وتتناسب طرق عرض المعلومات عن الكويت مع التطور التكنولوجي مع الكثير من التشويق والاستكشاف، فيتعرف الزائر على الكويت عبر تجربة حسية تحاكي الحواس الخمس، حيث الألحان والموسيقى والأغاني والمشاهدة وتذوق الأطباق الكويتية برائحتها الزكية.
وتعمّد الجناح من خلال محتواه وتصميمه أن يكون جاذبا لكل الفئات العمرية، حيث تجذب طرق العرض التفاعلية الصغير والكبير ليتلقى الزائر المعلومة عن الكويت بمتعة ومرح.
ويستعرض الجناح طبيعة الحياة البرية تحت عنوان “الحديقة” عبر عرض حيوانات محنطة مع التركيز بالتأكيد على الحياة البحرية، حيث البوم الكويتي وصناعة السفن الشراعية المختلفة وعرض الغوص على اللؤلؤ وصيد السمك.
كما بيّن الجناح دور الكويت في تمكين المرأة وإشراكها في جميع الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والرياضية وغيرها.
ومن الطابق الأرضي، يصعد الزوار درجا منحنيا ويتم الترحيب بهم من خلال مقطع فيديو آخر، يقدم هذه المرة مشهدا خلابا لمدينة الكويت الحالية، كما يُرى من جسر الشيخ جابر الأحمد الصباح. في هذا الفيلم، تظهر الحياة البحرية الغنية في الكويت بشكل بارز أيضا، بما في ذلك لقطات للدلافين وهي تلعب في الأمواج.
ومن حاضر البلاد، تتحول القصة التي يرويها الجناح إلى ماضيها، حيث يطلع الزوار على سلسلة من المعارض التي تستكشف التراث الثقافي الكويتي والتراث الغني الذي يعود تاريخه إلى حوالي 7000 عام.
وتعتبر القطع الأثرية المعاد إنشاؤها بشق الأنفس من جزيرة فيلكا، والتي يُعتقد أن اسمها مشتق من الكلمة اليونانية القديمة التي تعني “البؤرة الاستيطانية”، من المعالم البارزة بشكل خاص.
وبما أن لدولة الكويت حضورا بارزا في محافل الأدب والفنون الدولية، فقد فرض المشهد الثقافي الكويتي نفسه ليأخذ حيزا كبيرا من الجناح، مؤكدا على إبداع الإنسان في مختلف مجالات الحياة.
وتحرص الكويت من خلال مشاركتها في معرض إكسبو 2020 على التواصل مع الدول وصنع المستقبل للأجيال القادمة، وقال نائب مدير الجناح، مازن الأنصار “سيأخذك الجناح عبر مراحل تطور الكويت من ماضي ما قبل النفط إلى الدولة الحديثة الغنية بالنفط تحت قيادة حكيمة مستمرة، ليتمثل أحد أهم أهدافنا الاستراتيجية من المشاركة في المعرض في عرض مبادراتنا التنموية في إطار رؤية الكويت الجديد 2035”.