جمعية تونسية تنقذ الكلاب الضالة بتسفيرها للخارج

مركز لرعاية الكلاب والقطط الضالة في تونس يشكل إحدى المبادرات القليلة التي تهدف للحد من ظاهرة إبادة الكلاب المشردة في البلاد.
الجمعة 2019/01/25
الهجرة جواز سفر ينقذ الكلاب من حياة التشرد

أول مركز تونسي من نوعه لإيواء الكلاب والقطط الضالة، لا يعمل فقط على إنقاذ ومعالجة هذه الحيوانات من طلقات رصاص عشوائية، بل هو يبحث لها عن عائلات تتبناها من دول أجنبية لتسافر وتنعم بحياة لا تمتّ بصلة لحياة التشرّد والضياع.

تونس - طوت الكلبة “مانو” قصتها نهائيا مع حياة التشرد في الشوارع وخطر الموت برصاص الشرطة، بعد أن حصلت على فرصة لتسفيرها إلى الولايات المتحدة بعد أن خضعت لفترة علاج في مركز إيواء شمال العاصمة تونس. وهي الآن تعيش حياة الملوك مع عائلتها الجديدة.

وبخلاف الكلبة المدللة “مانو” التحقت الكلبة “لولو” أيضا بعد أشهر من إنقاذها من الشوارع، بالولايات المتحدة فيما بدأت الكلبتان “كليمونتين” و”فيندي” حياة جديدة لدى عائلتيهما في إنكلترا بعد قضائهما لنحو ثلاث سنوات في مركز إيواء يتبع “جمعية حماية الحيوان”.

ويجري التحضير في المركز الأول من نوعه في تونس، لإرسال دفعات أخرى من الكلاب الشعبية المشردة إلى عائلات متبنية في إيطاليا وإنكلترا وكندا.

وقالت الناشطة في المركز منوبية النكاع، التي اكتسبت شهرة في وسائل الإعلام المحلية، “أغلب الكلاب تواجه مشكلات صحية هنا ويصعب إجراء عمليات جراحية مستعصية لها في تونس لذلك نبحث لها عن عائلات وجمعيات للتبني في الخارج”.

وتلقى أحد الكلاب رصاصة في الرأس تسببت له بعمى نصفي، بينما فقد كلب آخر رجله بسبب رصاصة، وتعاني كلبة ثالثة من مرض نادر كانت مهددة بحقنة الموت الرحيم لكن المركز أبقى عليها وأخضعها للعلاج وهي تستعد للسفر إلى الخارج.

وأضافت النكاع (26 عاما) “نحن لا نبيع الكلاب لكن سعادتنا القصوى في أن نجد لها ملجأ لتبدأ حياة جديدة. للأسف هنا لا تحظى الكلاب الشعبية المشردة بتقدير واسع مع أنها تتميز بذكاء كبير وقدرة على التحمل وهي كلاب وفية ومطيعة وفعالة للحراسة”.

حياة جديدة
حياة جديدة 

وشيّد المركز في العام 2014 بمدينة الحمامات التي تبعد 60 كيلومترا عن العاصمة غير أنه تقرر لاحقا نقله بسبب مكانه المتواري عن الزوار ونقص التبرّعات.

ويقع المركز وهو مقر المنظمة اليوم في منطقة زراعية بالمدخل الشمالي للعاصمة، وهو عبارة عن ملجأ شيّد على قطعة أرض خاصة تبرع بها مالكها، ولا يزال في جانب منه في طور الإنشاء والتأهيل كما يحتاج إلى جمع المزيد من التبرعات للانتهاء من أشغال التوسعة والبناء.

لكن منذ نقله قرب العاصمة أصبح المركز أكثر استقطابا للعائلات والزوار الذين يأتون في الغالب في عطلات نهاية الأسبوع والعطل الرسمية، لقضاء أوقات الترفيه مع الكلاب والقطط وتقديم تبرّعات.

ويمثل المشروع إحدى المبادرات القليلة التي تهدف للحد من ظاهرة إبادة الكلاب المشردة في تونس، والتي بدأت تلقى تنديدا متزايدا من منظمات المجتمع المدني بعد أن ظلت على مدى عقود تمارس بلا رقيب.

ويضم المركز اليوم نحو 350 كلبا وقطة وهو بذلك يكون قد فاق طاقته القصوى البالغة نحو 250 حيوانا. ويتم إنقاذ الحيوانات المشردة في الشوارع أو تلك المهددة بالقنص من قبل السلطات البلدية عبر متطوعي الجمعية أو عبر تبادل المعلومات وتلقي الإشعارات على أرقام الجمعية أو من خلال صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن المنظمة توقفت عن استيعاب المزيد من الحيوانات لتفادي الاكتظاظ وبسبب عدم قدرتها على توفير الطعام لأعداد أكبر. كما لجأت إلى خطة التعقيم للتحكم في تناسل الحيوانات ومجابهة أعدادها المتزايدة.

وأوضحت النكاع أن التعقيم قد يكون الحل الأفضل لحماية الحيوانات عوض الركون إلى الحل الأسهل من قبل شرطة البلدية بإبادتها بالرصاص وحرمانها من الحق في الحياة.

وتتعاون الجمعية مع جمعيات أجنبية مثل “لاين ستينا” الفرنسية و”سيمونا” الإيطالية و”ياسمين عزيز” التونسية والمتخصصة في تسفير الكلاب المشردة.

وتابعت النكاع “نتحدث مع هذه الجمعيات ونعرض عليها صورا للكلاب ونسأل بشأن الجوانب البيئية الملائمة لطباعها. ثم نتلقى طلبات بعد ذلك من عائلات تبدي استعدادها ورغبتها في تبنيها”.

ويقوم المركز قبل تسليم الكلاب بعمل روتيني للتقصي بشأن العائلات المتبنية وما إذا كانت تملك خبرات سابقة في تدريب الكلاب والتعايش معها وما إذا كانت تتوفر لديها مساحات في سكنها تسمح باستيعاب كلب. وأوضحت النكاع “نعمل على أن نوفر بيئة جديدة لحياة أفضل للكلاب، بالبحث عن عائلات متبنية مهتمة سواء في الخارج أو من داخل تونس. نسمح بالتبني أو بهجرة الكلاب حينما نكون متأكدين من كل الظروف”.

24