جمال السويدي: لا يمكن قتل التطرف برصاصة

مكافحة آفة التطرف والإرهاب مثلت أبرز تحدّ واجهته الحكومات خلال العقدين الماضيين ولا تزال تحظى باهتمام دولي واسع.
السبت 2021/12/11
يدا بيد ضد العنف والكراهية

باريس - مثلت مكافحة آفة التطرف والإرهاب أبرز تحدّ واجهته الحكومات خلال العقدين الماضيين، ولا تزال تحظى باهتمام دولي واسع إذ لا تنحصر هذه الآفة في بلد واحد بل تمتد تداعياتها إلى العديد من دول العالم.

وتعتبر جهود مكافحة الإرهاب شأنا دوليا تتشارك فيه أغلب الدول ماديا ولوجستيا وحتى على مستوى الأفكار والخطط العسكرية، ومؤخرا الخطط التكنولوجية، وتخصص لدراسة هذه المعضلة التي تهدد الأمن العالمي ندوات ومؤتمرات دورية.

وفي ندوة افتراضية معدة للغرض استعرض سياسيون وخبراء الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف خلال العشرين سنة الأخيرة، مشيرين إلى أن أبرز أولويات المرحلة الراهنة هي مواجهة خطاب التطرف الذي تنامى في السنوات الأخيرة.

وجاءت الندوة بعنوان “السياسات الدولية لمكافحة التطرف والإرهاب عشرين عاما بعد هجمات 11 سبتمبر ما بين الواقع والمأمول”، وشاركت في تنظيم الندوة التي تمت عبر تطبيق “زووم” مراكز بحثية وإعلامية في العالم العربي وأوروبا.

ومن بين أهداف الندوة دراسة كيفية استخدام الجماعات المتطرفة للاتصالات والتقنيات الحديثة، حيث مكنت التطورات التقنية الجماعات الإرهابية -وفي مقدمتها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)- من استغلال شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لتسهيل أنشطتها؛ بما في ذلك الحضّ على العنف وتشجيع التطرف، والتجنيد والتدريب والتخطيط، وجمع المعلومات والتواصل والإعداد والتمويل.

كما شارك فيها مئة شخص من الأكاديميين والسياسيين والمختصين والدبلوماسيين الذين ينتمون إلى أكثر من عشرين دولة، منها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة.

وسلطت الندوة الافتراضية الضوء على بعض الأساليب المستحدثة من أجل تعزيز جاهزية الدول لمنع التطرف العنيف والحد من انتشاره.

الأمير تركي الفيصل: المنابر الإعلامية قادرة على الحد من خطاب التطرف

وقال الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، إن الحل للحد من خطاب التطرف يتمثل في استخدام كافة المنابر الإعلامية لإدانة فكرة الإرهاب والأعمال الإرهابية والتأكيد على المعنى الحقيقي للإسلام كدين للسلام والرحمة والتسامح، لافتا في هذا الصدد إلى النموذج السعودي المعتمد خلال السنوات القليلة الماضية.

من جهته تحدث جمال السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، عن جهود الإمارات التي أطلقت سلسلة من المبادرات والمشاريع تعزيزاً للحوار بين مختلف الثقافات والحضارات وترسيخاً للتسامح والاندماج.

وقال “لا يمكنك قتل الأيديولوجيات المتطرفة برصاصة. لهذا السبب تحتاج الحكومات اليوم إلى استراتيجيات جديدة قائمة على المشاركة المجتمعية والشراكة لمنع خطاب التطرف والكراهية”.

أما جيل دي كيرشوف، المنسق السابق لمكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، فشدد على أهمية استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لمواجهة الإرهاب الإلكتروني وخطاب الكراهية المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولفت إلى أنه منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر نجح العالم إلى حد ما في دعم خطاب بديل أو مواز للخطاب المتطرف.

من جانبه ميّز تشارلي ويمرز، العضو السويدي في البرلمان الأوروبي، بين خطاب التطرف العنيف ونظيره الهادئ، داعياً إلى مكافحة الاثنين بالتشريعات والقوانين وتجفيف التمويل.بدوره أكد نضال شقیر، أستاذ التواصل الاستراتيجي والعلاقات الحكومية في باريس، على “ضرورة إعطاء الأولوية لتشجيع الجهود الفكرية والتعليم الوقائي”، ودعا باسم المشاركين الحكومات إلى “صياغة مواد تعليمية خاصة بمكافحة التطرف والإرهاب وإدخالها في المناهج التعليمية”.

أما جينارو ميليوري، عضو البرلمان الإيطالي ورئيس الجمعية البرلمانية للبحر المتوسط، فشدد على أهمية إيجاد آليات تستند إلى مكافحة الفساد والمجموعات المتطرفة على حد سواء، معتبراً أن هذه الظواهر أصبحت عابرة للحدود إلى حد كبير وتهدد أبسط حقوق الإنسان فالإرهاب لا دين له ولا عرق ولا حدود.

في المقابل دعت إيفا ساينز دياز، الباحثة في معهد جيرماك بجامعة لوفان الكاثوليكية، إلى ضرورة إعادة النظر في المناهج التعليمية ومحتواها، لافتة إلى أن التعليم ركيزة أساسية للحد من التطرف والإرهاب.

وركز دوغ باندو، كبير محللي الشؤون السياسية والدولية في “معهد كاتو” للدراسات بالولايات المتحدة، على أهمية أخذ العبر من تجارب السنوات الماضية في مكافحة التطرف والإرهاب، والتوجه نحو تطوير سياسات دولية جديدة أكثر فاعلية وتعتمد على التعليم والخطاب البديل لمكافحة هذه الآفة.

7