جلطات دم نادرة تزيد من انتكاسة لقاح أسترازينيكا

سمعة شركة الأدوية البريطانية – السويدية تضررت بعد تعليق عدة دول استعمال لقاحها.
الثلاثاء 2021/03/16
المهم أن يأتي اللقاح

تواجه شركة أسترازينيكا انتكاسة بسبب إعلان الهيئة الناظمة للأدوية في الاتحاد الأوروبي أنه يتعين إضافة الحساسية المفرطة إلى الآثار الجانبية للقاح، إضافة إلى إعلان وكالة الأدوية النرويجية عن وجود 4 حالات جديدة أصيبت بجلطات دموية خطيرة بعد تلقي اللقاح.

لندن – علقت أيرلندا وهولندا الأحد استخدام لقاح أسترازينيكا المضاد لفايروس كورونا، بعد صدور تقارير عن حدوث جلطات دموية لدى البالغين الذين تلقوا اللقاح في النرويج.

وأوصت اللجنة الاستشارية الوطنية للمناعة في أيرلندا الأحد بتعليق استخدام لقاح “أسترازينيكا” البريطاني المضاد لفايروس كورونا، بشكل مؤقت بسبب مخاوف من جلطات دموية.

وجاء ذلك بعد تعليق 3 دول أوروبية الخميس استخدام لقاح أسترازينيكا، إثر مخاوف طبية.

وقال نائب الرئيس الطبي رونان جلين في بيان، إن “التوصية تم تقديمها بعد تقرير من وكالة الأدوية النرويجية عن وجود 4 حالات جديدة أصيبت بجلطات دموية خطيرة بعد تلقي لقاح أسترازينيكا ضد فايروس كورونا”.

وأضاف جلين أن اللجنة الاستشارية الوطنية للتحصين تعمل على أساس “المبدأ الوقائي”، حيث لم يؤكد بعد وجود أي صلة بين لقاح أسترازينيكا وهذه الحالات.

ومن جانبها قالت وزارة الصحّة  الهولندية في بيان إنّه “بناءً على معلومات جديدة، نصحت هيئة الأدوية الهولنديّة، في إجراء احترازيّ وبانتظار تحقيق معمّق أكثر، بتعليق إعطاء لقاح أسترازينيكا” المضادّ لكوفيد – 19.

ونقل البيان عن وزير الصحّة هوغو دي جونج قوله إنّه “يجب أن نتوخّى الحذر دائمًا، ولهذا فإنّ من الحكمة الضغط على زرّ التوقّف الآن، في إجراء احترازي”.

غياب الأدلة

تضررت سمعة شركة أسترازينيكا بالفعل، بعد تعليق استعمال لقاحها هذا الأسبوع في الدنمارك وأيسلندا والنرويج وبلغاريا إثر رصد حالات تجلط دم خطيرة لدى أشخاص تلقوه، فيما منعت إيطاليا والنمسا استخدام الجرعات العائدة لمجموعات منفصلة من أسترازينيكا.

وأجّلت الكونغو الديمقراطية أيضا حملتها التي كان يفترض أن تبدأ في 15 مارس الجاري بعد أن تلقت 1.7 مليون جرعة من هذا اللقاح.

ومني أسترازينيكا بانتكاسة بعدما أعلنت الهيئة الناظمة للأدوية في الاتحاد الأوروبي أنه يتعين إضافة الحساسية المفرطة إلى الآثار الجانبية للقاح بعد اكتشاف صلات محتملة بعدد من الحالات في بريطانيا.

وتم إعطاء حوالي 570 ألف جرعة من لقاحات فايروس كورونا في أيرلندا حتى الآن، وفقا للبيانات الحكومية التي تم تحديثها الأربعاء الماضي.

وكالة الصحة الدولية تؤكد أنه بعد حقن أكثر من 260 مليون جرعة من اللقاحات، لم تنسب أي وفاة إلى لقاح كوفيد – 19

وطورت اللقاح جامعة أكسفورد البريطانية ومختبر أسترازينيكا البريطاني – السويدي وهو يعتمد تقنية الناقل الفايروسي. وأجيز استخدامه في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وبعض الدول غير الغنية مثل الهند حيث يباع تحت اسم “كوفيشيلد”.

وأظهر اللقاح فعالية بنسبة 60 في المئة وفقا للوكالة الأوروبية للأدوية، وسعره أقل من اللقاحين الأولين وأسهل في التخزين. وأظهرت دراسات من

واقع الحياة أجرتها بريطانيا فعالية أعلى لتفادي الإصابة الخطيرة بكوفيد – 19.

وتم تصنيع ما مجموعه 109 آلاف من هذه الجرعات من قبل شركة الأدوية الإنجلو – سويدية العملاقة.

وقال متحدث باسم أسترازينيكا إن “تحليل بيانات السلامة الخاصة بنا والذي يغطي الحالات المبلّغ عنها بعد أكثر من 17 مليون جرعة من اللقاح المعطى لم يظهر أي دليل على المخاطر المتعلقة بالجلطة الدموية”.

وأضاف “إن الأرقام المبلّغ عنها لهذه الأنواع من الحالات المتعلقة بلقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد – 19 أقل من عدد الحالات التي ستحدث بشكل طبيعي في الأشخاص غير الملقحين”.

وبينما أعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة أنه لا يوجد سبب للتوقف عن استخدام لقاح شركة أسترازينيكا بعدما علقت العديد من الدول عمليات نشره وسط مخاوف من تسببه بتجلط في الدم، أضاف الاتحاد الأوروبي فرط الحساسية إلى الآثار الجانبية المحتملة.

وشددت المنظمة التي قالت إن لجنتها الاستشارية الخاصة باللقاحات تحقق في سلامة البيانات الواردة، على عدم التوصل إلى رابط سببي بين لقاح أسترازينيكا وتجلط الدم.

التأثيرات الجانبية

وقالت المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس للصحافيين في جنيف “أسترازينيكا لقاح ممتاز، مثل سائر اللقاحات المستخدمة”.

وأضافت “نعم، يجب أن نستمر في استخدام لقاح أسترازينيكا” مشددة على أن أي مخاوف مرتبطة بالسلامة يتعين التحقيق فيها.

وأكدت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة إنه بعد حقن أكثر من 260 مليون جرعة من كافة اللقاحات حتى الآن في أنحاء العالم، لم تُنسب أي وفاة إلى لقاح ضد كوفيد -19.

وقال المختبر السويدي البريطاني الذي رُخّص استعمال لقاحه في التكتّل نهاية يناير الماضي، “يأسف مختبر أسترازينيكا لإعلان خفض في عمليات تسليم اللقاح ضد كوفيد – 19 للاتحاد الأوروبي”.

مارغريت هاريس: يجب أن نستمر في استخدام لقاح أسترازينيكا
مارغريت هاريس: يجب أن نستمر في استخدام لقاح أسترازينيكا

وأشار إلى “القيود على تصدير” اللقاحات المصنّعة خارج الاتحاد الأوروبي لتبرير عجزه عن تسليم أكثر من مئة مليون جرعة خلال ستة أشهر تنتهي في يونيو المقبل، بينها 70 مليون جرعة فقط من أصل 180 مليون جرعة كان يفترض أن يسلمها للاتحاد الأوروبي خلال الربع الثاني من العام.

ورفضت المفوضية الأوروبية السبت كشف عدد الجرعات التي ينتظر الاتحاد الأوروبي تسلمها من أسترازينيكا، مشيرة إلى مواصلتها إجراء نقاشات حول المختبر مع الدول الأعضاء.

وكان المختبر قد خفّض في يناير الماضي أهدافه للربع الأول على خلفية مشكلة تتعلق بـ”الإنتاجية” في مصنعه ببلجيكا.

وقررت شركة أسترازينيكا التي تواجه صعوبات في الإنتاج، استخدام مواقعها للتصنيع خارج الاتحاد الأوروبي لتسليم الدول الأعضاء الـ27 طلبياتها لكن “للأسف، القيود على التصدر ستقلّص من عمليات التسليم في الربع الأول” من العام و”على الأرجح” في الربع الثاني، بحسب المتحدث.

وتعوّل المفوضية الأوروبية التي تفاوضت بشأن العقود باسم الدول الأعضاء الـ27، على ارتفاع وتيرة عمليات التسليم في الفصل الثاني من العام. وسبق أن واجهت انتقادات لاذعة لبطء عمليات تسليم اللقاحات في أوروبا وتأخر شحنات أسترازينيكا.

وقد يصل معدّل التسليم في دول الاتحاد إلى مئة مليون جرعة شهريا من كافة اللقاحات المرخصة بين أبريل ويونيو، أي 300 مليون جرعة في الفصل كاملا.

وتطمح المفوضية الأوروبية إلى تلقيح 70 في المئة من الأوروبيين بحلول نهاية الصيف.

وكانت أسترازينيكا قد أعلنت في أواخر يناير الفارط أنها لن تتمكن من تسليم الدول الـ27 الأعضاء سوى 40 مليون جرعة في الفصل الأول من العام من أصل 120 مليونا وعدت بتسليمها في البداية، بسبب صعوبات في الإنتاج في مصنع بلجيكي.

متى يأتي اللقاح

من جانبه، انتقد وزير الصحة المحلي لولاية بافاريا الألمانية التقليل من توريد لقاح أسترازينيكا من قبل الشركة المصنعة له.

وقال كلاوس هولتشك لصحيفة “بيلد أم زونتاج” الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر الأحد إن ذلك “غير

مقبول على الإطلاق” ويدمر الثقة بشكل كبير.

وأضاف أن شركة الأدوية البريطانية – السويدية أرجعت سبب تقليص التوريدات إلى قيود التصدير الخاصة بدول أخرى، مستدركا “لكن لا يمكن أن تكون قيود التصدير على حساب صحة الناس”.

ويشار إلى أن ولاية بافاريا تعتزم بدء التطعيم على أيدي أطباء الأسر في المناطق الحدودية بصفة خاصة في الأول من أبريل القادم.

وقال وزير الصحة المحلي “من المهم أن يأتي اللقاح الذي تم الإعلان عنه في بداية أبريل وأن يتم توريده سريعا على كل المستويات”.

17