جرعات لمتحورات كوفيد المتزايدة وليس تكرار جرعات سابقة

خبراء دوليون: الجرعة الثالثة من لقاح كوفيد غير ضرورية للجميع.
الخميس 2021/09/16
مقاومة ناجعة ومستمرة ضد الفايروس

في الوقت الذي بدأت فيد العديد من الدول حملات تطعيم بجرعة ثالثة من اللقاحات هدفها التخفيف من حدة الموجة الوبائية الرابعة، يؤكد خبراء دوليون أن الجرعة الثالثة غير ضرورية للجميع في الوقت الراهن. فاللقاحات تتمتع بالفاعلية والنجاعة خاصة في مواجهة المتحور دلتا، ومازال بوسعها إنقاذ عدد أكبر من الأرواح دون جرعات معززة.

باريس – أكد خبراء من منظمة الصحة العالمية ووكالة الأغذية والعقاقير الأميركية وعدة هيئات بحثية في العالم أن إعطاء جرعة معززة من اللقاحات المضادة لفايروس كورونا لكل السكان غير مبرر راهنا لأن اللقاحات تبقى فعّالة جدا في مواجهة أخطر أشكال مرض كوفيد – 19 بما في ذلك المتحور دلتا.

وكتب هؤلاء الخبراء في مجلة “ذي لانسيت” الطبية البريطانية “هذه اللقاحات المحدودة العدد ستنقذ عددا أكبر من الأرواح البشرية إذا أعطيت لأشخاص يعتبرون أكثر عرضة للإصابة الخطيرة بعدوى كوفيد – 19 ولم يتلقوا اللقاح بعد”.

وأوضحت هذه المجموعة من الأخصائيين والخبراء الدوليين “لا تُظهر البيانات الراهنة الحاجة إلى جرعات لقاح معززة للسكان عموما الذين تبقى فاعلية اللقاح عالية في صفوفهم حيال أخطر أشكال الإصابة بالوباء”.

ويثير احتمال إعطاء جرعة معززة لكل السكان نقاشات واسعة.

حتى لو تراجعت نسبة الأجسام المضادة لدى الملقحين فهذا لا يعني أن اللقاحات أقل فاعلية في مواجهة المرض

وبدأت دول بإعطاء هذه الجرعة المعززة لبعض فئات المجتمع التي تشمل المسنين بعد ستة أشهر على تلقيحهم وللأشخاص الذين لديهم مناعة ضعيفة.

ولتبرير ذلك تشير هذه الدول إلى تراجع في فاعلية اللقاحات في مواجهة المتحور دلتا، وهي فاعلية ما فتئت تتناقص من فترة إلى أخرى.

وقد ذهب البعض من الدول إلى ما هو أبعد من ذلك، وبعضها الآخر مازال يدرس إمكانية اتخاذ هذا الإجراء. ففي إسرائيل باتت الجرعة المعززة متوافرة اعتبارا من سن الثانية عشرة بعد خمسة أشهر على التلقيح. وستباشر الولايات المتحدة حملة اللقاحات المعززة في العشرين من سبتمبر الجاري بدءا بالمسنين.

وتجري مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها إلى جانب إدارة الغذاء والدواء الأميركية تقييما بشأن الحاجة إلى جرعات معززة، ويرجح أن المسنين سيكونون أول من يتلقاها فيما تبدأ إدارة جو بايدن إطلاقها في وقت لاحق هذا الشهر.

وصنّفت إحدى الدراسات، التي قيّمت فاعلية اللقاحات من يونيو حتى أغسطس في أكثر من 400 مستشفى وقسم طوارئ وعيادة رعاية صحية عاجلة، فاعلية اللقاحات بحسب العلامة التجارية.

وكانت الفاعلية ضد الحاجة للنقل إلى المستشفى الأعلى بالنسبة إلى موديرنا (95 في المئة) ثم فايزر (80 في المئة) وأخيرا جونسون آند جونسون (60 في المئة).

ورغم فاعلية اللقاحات تدفع المخاوف من موجة وبائية رابعة أكثر خطورة الدول إلى التسابق نحو الجرعات المعززة.

وستبدأ بريطانيا قريبا برنامجا واسع النطاق للجرعات المعززة من لقاحات كوفيد – 19 للأشخاص الأكبر سنا والأكثر عرضة للخطر في الوقت الذي تعول فيه حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون على اللقاحات بدلا من المزيد من عمليات الإغلاق خلال فصل الشتاء القارس.

وقال مسؤولون بريطانيون إن لقاحات كوفيد – 19 أنقذت أكثر من 112 ألف شخص ومنعت 24 مليون عدوى، فيما اقترحوا جرعة ثالثة للعاملين في المجال الصحي المناطة بهم مهمة مواجهة الوباء وأولئك الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما أو المعرضين للخطر أثناء التجارب السريرية، بدءا بالأشخاص الأكثر عرضة للخطر.

ويأمل جونسون أن يعني برنامج الجرعات المعززة، الذي يتم تنفيذه على أساس وقائي دون دليل قاطع على تأثيره المحتمل، تمكن المستشفيات من تحمل عبء جميع الإصابات الشتوية دون الحاجة إلى إغلاق آخر.

بريطانيا ستبدأ قريبا برنامجا واسع النطاق للجرعات
بريطانيا ستبدأ قريبا برنامجا واسع النطاق للجرعات

لكن منظمة الصحة العالمية أعربت مرات عدة عن معارضتها لمبدأ الجرعة المعززة لكل السكان والتي تعتبرها إجراء لا أساس علميا له ومجحفا في حق الدول الفقيرة.

ورأى الخبراء في “ذي لانسيت” أنه حتى لو تراجعت نسبة الأجسام المضادة لدى الملقحين فهذا لا يعني أن اللقاحات أقل فاعلية في مواجهة أخطر أشكال المرض.

وشدد هؤلاء على أن جانبا آخر من الاستجابة المناعية المعروفة بالمناعة الخلوية يبدأ عمله لكن لا يمكن قياسه بسهولة.

إلى جانب ذلك اعتبر الخبراء أنه من الأفضل العمل على التوصل إلى جرعات معززة معدة خصيصا لمواجهة المتحورات المقاومة التي قد تظهر في المستقبل بدلا من إعطاء جرعات إضافية من لقاحات موجودة راهنا.

ومطلع أغسطس الماضي أراد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إصدار قرار يقضي بتجميد إعطاء الجرعات المعززة حتى نهاية سبتمبر، لكن الكثير من الدول الغنية عارضته علنًا وأطلقت حملتها لبدء إعطاء الجرعة الثالثة من اللقاح.

ومع ذلك دعا تيدروس مؤخرا إلى “تمديد قرار الوقف على الأقل حتى نهاية عام 2021 للسماح لكل دولة بتلقيح 40 في المئة على الأقل من سكانها”.

وجدّدت واشنطن الأربعاء رفضها نداء منظّمة الصحة العالمية، مؤكّدة على لسان المتحدّثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أنّ على عاتق الرئيس جو بايدن “مسؤولية القيام بكلّ ما بوسعه لحماية الناس في الولايات المتّحدة”.

وشدّدت ساكي على أنّ إعطاء جرعة معزّزة في الدول الغنية لا يمنعها من التبرّع بلقاحات للدول الفقيرة. وقالت “نحن نقوم بكلا الأمرين معاً (إعطاء جرعة معزّزة والتبرّع بلقاحات للدول الفقيرة)، ونعتقد أنّه يمكننا القيام بكلا الأمرين معاً وسنواصل القيام بكلا الأمرين معاً”.

وتدين منظمة الصحة العالمية باستمرار صعوبات حصول البلدان الفقيرة على اللقاحات.

17