جدل حول تسجيل "تي.آر.تي" وكيل أجنبي يفتح ملف الدعاية التركية في واشنطن

قانون تسجيل الوكلاء الأجانب يفرض على الوكالة تقديم إفصاحات مالية عامة بشكل منتظم في الولايات المتحدة.
الأربعاء 2020/04/15
ذراع تركيا الدعائية

واشنطن - أعرب هارلم ديسير، ممثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن حرية الإعلام، عن قلقه من قرار وزارة العدل الأميركية تسجيل التلفزيون التركي الرسمي “تي.آر.تي” وفقا لقانون تسجيل الوكلاء الأجانب (فارا)، فيما أكد خبراء أن هذا القانون يهدف إلى زيادة شفافية الأنشطة السياسية المقنعة ولا يؤثر على عمل  وسائل الإعلام الأجنبية.

ويفرض هذا القانون على الوكالة تقديم إفصاحات مالية عامة بشكل منتظم في الولايات المتحدة، وسبق أن تم تسجيل شبكة “آر.تي”، ووكالة سبوتنيك الروسيتين بموجب هذا القانون.

وقال أيكان إردمير، مدير برنامج تركيا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن “إن محطات البث العامة للأنظمة الاستبدادية غالبا ما تعمل كأذرع دعائية تشوه وترهب وتهدد وتجرم الصحافيين المستقلين والأصوات المنتقدة الأخرى”.

وأضاف إردمير في تصريحات لموقع “أحوال تركية”، “إضافة إلى ذلك غالبا ما توفر هذه المنافذ غطاء مؤسسيا لممارسة الضغط السري وأنشطة التدخل التي تهدف إلى تقويض الديمقراطيات الليبرالية والتحريض على الكراهية والتحيز”.

وتم تشريع قانون فارا عام 1938 لمكافحة انتشار الدعاية النازية والفاشية في الولايات المتحدة. وتم استخدامه بشكل محدود حتى السنوات الأخيرة، لكنه أصبح أداة شائعة بشكل متزايد يستخدمها المسؤولون الأميركيون الذين يتطلعون إلى معالجة التأثير الأجنبي الخبيث.

وقال كاسي ميشيل، الصحافي والباحث الذي يغطي الموضوعات المتعلقة بقانون “فارا”، ومؤلف كتاب سينشر مستقبلا بعنوان “الفساد الحكومي الأميركي”، “بشكل نظري، يجب ألا يغير تسجيل قانون فارا سلوك أي مسجّل. وبفضل بنود حماية التعديل الأول، تظل القدرة على بث المعلومات ونشرها وتغطية التطورات المتنوعة محمية على نطاق واسع في الولايات المتحدة”.

أيكان إردمير: محطات بث الأنظمة الاستبدادية تشوه الأصوات المنتقدة
أيكان إردمير: محطات بث الأنظمة الاستبدادية تشوه الأصوات المنتقدة

وأضاف ميشيل أن هذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت وسائل الإعلام الروسية، مثل آر.تي وسبوتنيك، قادرة على البث على نطاق واسع داخل الولايات المتحدة وسمحت بنشر مجموعة من نظريات المؤامرة.

غير أن ديسير غرد بأنه يشعر بالقلق من خطوة تسجيل الوكالة كوكيل أجنبي، لأن “تسجيل ’فارا’ له تأثير تقييدي وسلبي على حرية الإعلام ولا يجب أن ينطبق على وسائل الإعلام من دولة أخرى مشاركة في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا”.

وتعد منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أكبر منظمة حكومية دولية ذات توجه أمني. وتمتد عضويتها إلى أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا. وبالإضافة إلى حماية الحريات الصحافية، تتعامل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مع قضايا تشمل السيطرة على الأسلحة والديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان.

وبصفته مراقب لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا على انتهاكات الحريات الصحافية عبر الدول الأعضاء في المنظمة، انتقد ديسير سابقا قرار الولايات المتحدة بإجبار قناتي “روسيا اليوم” و”سبوتنيك” على تسجيل “فارا”.

من جهته، انتقد هاري كاميان، المندوب المؤقت للولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، تصريحات ديسير حول تسجيل فارا في اجتماع للمجلس الدائم للمنظمة.

وأبلغ كاميان الهيئة “أشعر بضرورة تصحيح ما أعتبره رواية زائفة، والتي تتعلق بالهجوم على حرية وسائل الإعلام في الولايات المتحدة. تستمر منافذ روسيا الإخبارية ’آر.تي’ و’سبوتنيك’ في البث بحرية في الولايات المتحدة. بهدف تسجيل فارا ببساطة إلى إضافة الشفافية من خلال التأكد من أن الجمهور الأميركي يعرف متى يكون مصدر المعلومات، هي وكالة أجنبية”.

وقال ميشيل إن التسجيل كوكلاء أجانب لم يكن له تأثير يذكر على المنظمات الإعلامية المعنية. وأضاف “هناك مخاوف حقيقية بشأن التأثير على بنود الحماية المحتملة للتعديل الأول، ولكن لا يبدو أن سلوك أي من هذه المنافذ، بما في ذلك ’آر.تي’ و’سبوتنيك’، قد تغير منذ تسجيل فارا”.

18