جدل بين الرياضيين والأطباء مع عودة استخدام لاصقات الأنف

خبراء يرون أن تأثير اللاصقات على الأداء الرياضي يندرج ضمن نطاق تأثير الدواء الوهمي.
الأربعاء 2025/03/26
حقيقة أم وهم

برلين - احتدم الجدل مجددا بين الرياضيين والأطباء مع عودة الحديث عن استخدام لاصقات الأنف لتحسين التنفس أثناء ممارسة الرياضة الاحترافية.

لكن الأطباء ما زالوا يقولون إن اللاصقة لا تحدث فرقا يذكر، على الرغم من إشادة العديد من الرياضيين بهذه الشرائط الصغيرة، التي يتم وضعها على الأنف.

كانت هذه اللاصقات رائجة للغاية في تسعينيات القرن الماضي، حيث استخدمها نجوم رياضيون مثل أسطورة كرة القدم الأمريكية جيري رايس، ونجم التنس أندريه أجاسي، وعدد لا يحصى من لاعبي كرة القدم.

وقام بعض العلماء والأطباء بدحض هذه الممارسة حيث وصفوها بالخرافات.

لكن الآن، أعاد نجما التنس الإسباني كارلوس ألكاراز والنرويجي كاسبر رود، والمتزلجة الإيطالية صوفيا جوجيا، ومجموعة من لاعبي كرة القدم، استخدام شرائط الأنف، التي تم تصميمها في الأصل لمساعدة من يعانون من الشخير.

وصرح ألكاراز مؤخرا للصحفيين: “هذا من أجل صحتي. أعاني من نزلة برد خفيفة، ويمكنني التنفس بشكل أفضل بهذه الطريقة.”

أما فيليب تيتز، لاعب فريق أوغسبورغ، الناشط ببطولة الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا)، فقال لوكالة الأنباء الألمانية: “مع شريط الأنف، أشعر أنني أستطيع التنفس بشكل أفضل والحصول على المزيد من الهواء.”

وأضاف “أضع شريط الأنف أثناء المباريات، ولكن ليس في وقت التدريب. أحيانا أضعه ليلا أثناء النوم. إنه يمنحني شعورا جيدا.”

الأطباء ما زالوا يقولون إن اللاصقة لا تحدث فرقا يذكر، على الرغم من إشادة العديد من الرياضيين بهذه الشرائط الصغيرة، التي يتم وضعها على الأنف

وعلى النقيض، يرى الأطباء أن الأمر غير مؤثر، حيث يقول عالم الرياضة لارس دوناث، من معهد علوم التدريب والمعلوماتية الرياضية بجامعة كولونيا الرياضية الألمانية “إن تأثير تلك اللاصقات على الأداء الرياضي يندرج ضمن نطاق تأثير الدواء الوهمي، إذ أن تأثيره المعزز للأداء ضئيل أو غير قابل للقياس.”

وتوصل تحليل أجري عام 2020، واستعرض 624 دراسة حول هذا الموضوع، إلى نفس النتيجة، لكن دوناث يرى أن علم النفس يلعب دورا.

أوضح دوناث “تأثير وهمي أفضل من عدم وجود أي تأثير على الإطلاق. وخاصة في الرياضات الاحترافية، تكون الفروقات الطفيفة مؤثرة على النتائج، ويمكن أن يكون تأثير الدواء الوهمي مفيدا. ولكن لا تنبغي مقارنته بالتأثير الفسيولوجي.”

ولاصقات الأنف هي أدوات تستخدم لتحسين التنفس عن طريق توسيع فتحات الأنف، مما يسمح بمرور كمية أكبر من الهواء إلى الجهاز التنفسي. تستخدم هذه اللاصقات بشكل رئيسي أثناء النوم أو خلال الأنشطة البدنية لتحسين تدفق الهواء.

وتعمل لاصقات الأنف عن طريق رفع جانبي الأنف بلطف عندما تُلصق على الجلد فوق فتحات الأنف. هذا التمدد يؤدي إلى توسيع الممرات الهوائية الأنفية، مما يقلل من المقاومة أثناء التنفس ويزيد من كمية الهواء المتدفقة.

وتعتبر لاصقات الأنف فعالة لدى بعض الأشخاص في تحسين التنفس وعلاج الشخير، خاصة إذا كان الشخير ناجما عن انسداد بسيط في مجرى التنفس في الأنف. وتعمل لاصقات الأنف عن طريق فتح مجرى التنفس فيه مما يسمح بدخول كمية أكبر من الهواء بسهولة أكبر، وبالتالي تقليل الجهد المطلوب للتنفس خلال النوم.

وتعمل اللاصقات على جانبي الأنف حيث ترفع وتفتح الممرات الأنفية، مما يساعد على تقليل الانسداد وتحسين تدفق الهواء.

هذا يساعد الأشخاص الذين يعانون من انسداد خفيف في الأنف أو أولئك الذين يعانون من شخير ناتج عن انغلاق الممرات الأنفية عند النوم.

وتكون اللاصقات فعالة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من انسداد أنفي بسبب احتقان الأنف أو انحراف الحاجز الأنفي.

ومع ذلك، إذا كان الشخير ناتجا عن أسباب أخرى مثل انقطاع التنفس أثناء النوم أو زيادة الوزن، فقد لا تكون اللاصقات كافية لعلاج المشكلة.

16