جدة تستحضر المسحراتي بعد نصف قرن

تعريف الأجيال بمهنة عريقة وأناشيد يتم ترديدها لتبقى عالقة بالأذهان.
الأحد 2023/04/02
محاكاة للزمن الجميل

جدة (السعودية) - استحضرت فعاليات موسم جدة التاريخية مهنة "المسحراتي" في حقبة تعود إلى ما قبل نصف قرن، والتي كان قارع الطبلة فيها يجوب الحارات لإيقاظ النائمين للسحور، ويردد خلالها عبارات مناديا الأهالي وأصحاب البيوت بصوته الجهوري خشية أن يغلبهم النوم ويكون قد ذهب وقت السحور.

وتُحيي منطقة جدة التاريخية في معظم المهرجانات، في محاكاة للزمن الجميل، مهنة المسحراتي لتعريف الأجيال الحالية بهذه المهنة العريقة، والأناشيد التي يتم ترديدها، لرسم صورة المسحراتي في الأذهان باعتبارها من العادات العريقة والتقاليد الأصيلة التي تعود إلى ما قبل 50 عاما.

وقال المسحراتي مازن عبدالله الذي كان يجوب شوارع جدة التاريخية في محاكاة للفعالية، إن تحديد وقت المسحراتي كان قبل طلوع الفجر بأكثر من ساعة، بجانب ثلاثة مدافع، الأول للإفطار والثاني للسحور والأخير للإمساك.

◙ المسحراتي يعتبر من فاعلي الخير بالدرجة الأولى، فهو الرجل المنبه في زمن لم يوجد فيه منبه تقني

وأضاف عبدالله في حديثه لوكالة الأنباء السعودية أن معظم سكان حارات جدة القديمة كانوا لا يستيقظون إلا على صوت المسحراتي الذي اختفى في هذه الأيام مع تطور وسائل التقنية. وأشار إلى أن من بين العبارات التي كان يرددها المسحراتي "اصحى يا نايم وحد الدايم"، و"السحور يا عباد الله"، لافتا إلى أن هذه المهنة تقتصر على الشهر الفضيل فقط.

ويرى البعض أن للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي الأثر البالغ في الاستغناء عن عادات خلدت في الزمن وأبت النسيان أمام زحف أنماط عيش جديدة، وذوت مهنة المسحراتي مع مولد الأجهزة التكنولوجية الحديثة ومنبهاتها.

كما أنه إلى جانب وسائل التنبيه التي حلت محل المسحراتي، فهناك وسائل تسلية تستمر حتى وقت السحور وبعده في الإعلام المرئي، لاسيما مع كثرة المسلسلات الرمضانية والبرامج الكوميدية التي عادة ما تأخذ مشاهدة عالية من جانب الأسر وتراها فرصة تستمر معها مستيقظة حتى تناول السحور وأداء صلاة الفجر.

والمسحراتي هو من فاعلي الخير بالدرجة الأولى، لأن إيقاظ الناس لتناول السحور في رمضان مسؤولية جسيمة، فهو الرجل المنبه في زمن لم يوجد فيه منبه تقني.

 

18