جدة ألمانية تتعلم فن الغرافيتي في سن الثمانين

مانهايم (ألمانيا) - تحب الأم والجدة إنجي هيس (80 عاما) الرسم منذ نعومة أظفارها. وبعد أن فرغت من تربية ثلاثة أبناء، تحولت إلى استخدام ألوان الماء.
وجاءتها فكرة تنفيذ أعمال فنية في الأماكن العامة، عندما اضطرت مع زوجها إلى إغلاق مطعمهما الذي كان يقدم السلطات الطازجة، عندما تفشت جائحة كورونا، ثم صارت من فناني الغرافيتي، وقدمت أعمالا تشع بالتفاؤل والبهجة وحب الحياة، وهي ذات المشاعر التي تملأ قلبها.
وقامت هيس بتعلم الرسم بنفسها، واستقت أسلوبها الفني من مواقع الإنترنت، ثم جمعت النصائح من فناني الغرافيتي الآخرين، كما اكتسبت المزيد من الإلهام من فن الشوارع، الذي شاهدته أثناء رحلة لها إلى نيويورك.
ثم اتجهت هيس للرسم على صناديق توزيع الكهرباء التي يتم وضعها على طول الشوارع في ألمانيا، والتي عادة ما تكون مطلية باللون الرمادي، وتتعرض غالبا للخدوش أو لنمو الطحالب وتراكم القاذورات عليها.
وتقوم الجدة الفنانة أولا بوضع طبقة خفيفة لتكون قاعدة لونية، تحل محل الظل الأصلي الباهت، ثم تستخدم طريقة الرش لترسم شخصيات اشتهر بها جانوش، وهو كاتب ألماني ذائع الصيت ورسام لكتب الأطفال، أو ترسم تصميمات لفنان الشوارع البريطاني بانكسي، باستخدام نماذج للرسم تبتكرها.
وترى هيس أن هذه الصناديق يمكن أن تبدو أكثر بهاء، وقامت بالفعل بتجميل 20 صندوقا في المنطقة التي تقيم فيها.
وتشع أعمالها بالتفاؤل والبهجة وحب الحياة، وهي ذات المشاعر التي تملأ قلبها، تقول “كلما رأيت مثل ذلك الصندوق، شعرت بأنه يجب علي أن أطليه أو أرسم عليه”.
ومن النادر أن نجد سيدة تمارس نشاطا في مجال الغرافيتي، حيث إن معظم العاملين فيه من الشباب.
وتتمتع هيس بمكانة النجومية في بلدتها التي تقع بالقرب من مدينة هايدلبرغ، وظهرت في العديد من البرامج التلفزيونية والتحقيقات الصحفية، مما جعلها ثاني أشهر شخصية في بلدتها ليمن، بعد نجم التنس السابق بوريس بيكر.
وتقول إن الجيران يشعرون بالسعادة حينما يعلمون بخططها الفنية.