جامعة لبنانية تحول أروقتها إلى أجواء فينيقية

طلاب الجامعة اللبنانية يجسدون تاريخ الفينيقيين في مسرحية "أسمعك يا فينيقيا"، حيث تخللت العرض رقصات بالزي الفينيقي ومعارك وحروب على المسرح.
الجمعة 2019/04/05
مسرحي ضمن بحث علمي يستعيد تاريخ المنطقة

بيروت - افترش طلاب الجامعة اللبنانية في بيروت، التي ازدانت بأزياء وديكور ورسوم ونقوش فينيقية علقت على الجدران، باحة جامعتهم لأداء عرض مسرحي ضمن بحث علمي يستعيد تاريخ المنطقة ويحمل عنوان “أسمعك يا فينيقيا”.

الحدث هو تجسيد لتاريخ الفينيقيين الذي يمثل جزءا من تاريخ لبنان، حيث تم تصميم سفينة تسع 18 بحارا بطول عشرة أمتار بالإضافة إلى ألبسة للملك والملكة وألبسة وأسلحة للمحاربين.

وتجمع أكثر من 60 طالبا وطالبة من كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية في حلقات وارتدوا الثياب التي ترمز إلى مرحلة فينيقية نشأت في شرق البحر الأبيض المتوسط وغرب الهلال الخصيب قبل أكثر من خمسة آلاف عام.

وأدى الطلاب أمام أساتذتهم والجمهور أدوارا في فناء مفتوح واستخدموا الأبجدية الفينيقية التي كانت بارزة على الجدران المصنوعة لهذا العمل.

وجاءت حوارات العرض لتكشف عن حضارة قديمة كانت تشمل المناطق الساحلية في شمال فلسطين ولبنان وجنوب سوريا وصولا إلى قرطاج. وجسد طلاب الدراسات العليا في الجامعة اللبنانية أدوارا تمحورت حول الحب والتجارة وعلاقة الشعب بالملك الذي كان يرسل الشباب للتجارة عبر البحر حيث لا يعودون.

وتخللت العرض رقصات بالزي الفينيقي ومعارك وحروب دارت رحاها على المسرح بالسيف والترس والمنجنيق. وقد رافق صوت الفنان خالد العبدالله بالغناء هذه العروض.

واستخدم الطلاب الأقمشة والفلين والكرتون والحديد والنحاس والجلد والبلاستيك والخشب وكل المواد الخفيفة في هذا العرض.

ونظم هذا العرض قسم الدراسات العليا التخصصية في السينوغرافيا بكلية الفنون والعمارة بالجامعة تحت إشراف رئيس القسم علي مسمار الذي تولى الإخراج مع زميله أحمد زراقط.

وقال مسمار إن الإعداد لهذا العرض استغرق نحو ستة أشهر، معتبرا أن “ما أنجزه طلاب الجامعة هو تجسيد للتاريخ الحقيقي عن منطقة اخترعت الحرف واللون والتجارة وبنت أول سفينة تجارية في العالم”.

وأوضح أن هذا العرض هو عمل تمهيدي يهدف إلى إنتاج أول فيلم عن تاريخ الفينيقيين في العالم، مضيفا “لقد أنهينا الخرائط التنفيذية للمدينة الفينيقية، وما نشاهده اليوم هو مجرد تمهيد للمشروع الكبير عن الفيلم السينمائي”.

وتابع أن الفينيقيين تميزوا عن بعض شعوب المنطقة “بالسفر والتجارة وقدراتهم على التأقلم، بدليل أنهم أبحروا وبنوا مستوطناتهم في مختلف أنحاء البحر الأبيض المتوسط، هم شعب حمل ثقافته على متن سفنه وأبحر بها”.

وقال رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب إن الجامعة استطاعت ضمن إطار تمويل الأبحاث لديها أن تطور وتمول بحثا علميا ذا طابع ثقافي في استعراض فني. وأضاف “هو نشاط مميز يسلط الضوء على تاريخنا، فنحن شئنا أم أبينا نشكل جزءا من هذا الشاطئ الذي تواجدت عليه مجموعة من السكان جاءوا من اليمن وأسسوا لتاريخ حلو على هذا الشاطئ الممتد على الساحل العربي”.

وأعلن أن الجامعة اللبنانية تسعى إلى تطوير أبحاثها وتضاعف الأموال سنويا لخدمة الأهداف العلمية. وأكد “سنة بعد سنة سترون أبحاثا جديدة ممولة من قبل الجامعة لأن لدينا طاقات كبيرة على مستوى الطلاب والأساتذة”.

24