جامعة بلجيكية تُدرّس أغاني تايلور سويفت

أغاني نجمة البوب الأميركية وكلماتها باب مفتوح للغوص في روائع الأدب الأنغلوساكسوني وموضوعاته.
الأحد 2023/08/20
سابقة في الجامعات الأوروبية

دفع حب نجمة البوب الأميركية تايلور سويفت أكاديمية بلجيكية إلى بعث دورة دراسية في جامعة “غاند” لتدرس فيها أغاني الفنانة وكلماتها التي تمثّل باباً مفتوحاً للغوص في روائع الأدب الأنغلوساكسوني وموضوعاته.

بروكسل - أطلقت جامعة بلجيكية دورة أدبية يُعتقد أنها الأولى من نوعها في أوروبا وسيجري فيها التطرق إلى المراجع التي استندت إليها نجمة البوب الأميركية تايلور سويفت في كلمات أغنياتها، بدءاً من كتاب “ذي غرايت غاتسبي” وصولاً إلى مؤلّفات الأخوات برونتي.

وترى الأستاذة المساعدة في جامعة “غاند” إيلّي مكوسلاند أنّ الكلمات التي ألَّفتها المغنية البالغة 33 عاماً، بالإضافة إلى أسلوبها، تمثّل باباً مفتوحاً للغوص في روائع الأدب الأنغلوساكسوني وموضوعاته.

وتشير مدرّسة الأدب الإنجليزي إلى إمكانية تفنيد كلمات أغنيات مثل “ذي مان” لاستكشاف موضوع النسوية، أو التمعّن بالشخصية المعاكسة للبطل في أغنية “أنتي هيرو”.

وكانت فكرة الدورة الدراسية طرأت على بال مكوسلاند، وهي من محبي المغنية وكاتبة الأغاني، قبل بضعة أشهر خلال استماعها إلى أغنية “ذي غرايت وور”.

وتقول إنّ “الطريقة التي تتناول فيها سويفت الحرب كتعبير مجازي عن علاقة ما أزعجتني قليلاً لكنّها جعلتني أفكّر في قصيدة سيلفيا بلاث ‘دادي’ التي تثير قراءتها الانزعاج أيضاً”.

وتؤكّد أنّ الدورة الدراسية التي تقدّمها تحمل عنوان “الأدب نسخة تايلور” وهي موجّهة إلى طلاب الماجستير، وأهمّ ما تهدف إليه هو جعل الأدب “مفهوماً بصورة أسهل”، مضيفةً “لا يرمي هذا الصف إلى إنشاء ناد لمحبّي المغنية”.

وتتابع أنّ “الهدف الكامن وراءه هو في جعل الطلاب يدركون أن الأدب الإنجليزي ليس كومة من الكتب القديمة التي أُلّفت منذ زمن ويتكدّس الغبار عليها في المكتبات، بل هو مسألة حيّة تتطوّر باستمرار”، حتى أصبحت مصدر إلهام لموسيقى البوب الراهنة.

وفي البرنامج الدراسي الذي أعدته مكوسلاند، تشكّل كلمات أغاني سويفت “بوابة” لقراءة أعمال عمالقة الأدب البريطاني، من أمثال وليام شكسبير، وشارلوت برونتي، وجيفري تشوسر ووليام ثاكري.

وقالت “ما أريد القيام به هو أن أظهر للطلاب أنه على الرغم من أن هذه النصوص قد تبدو غير قابلة للوصول، إلا أنه يمكن الوصول إليها إذا نظرنا إليها من زاوية مختلفة قليلاً”.

وأضافت “بطريقة ما، يعالج شكسبير في الواقع الكثير من الأسئلة نفسها التي تتعامل معها تايلور سويفت اليوم، والتي تبدو مجنونة. لكنه كذلك”.

وقالت الأكاديمية إنها رأت في كتاب “سويفت في الحرب العظمى” أوجه تشابه مع الطريقة التي كتبت بها سيلفيا بلاث عن الحرب والمعركة لإظهار الألم الذي شعرت به في قصيدة أبيها.

وفي أعمال سويفت اقتباسات من كتّاب متنوعين بينهم الروائي الإنجليزي تشارلز ديكنز والشاعرة الأميركية إميلي ديكنسون، بالإضافة إلى أوجه تشابه مع أسلوب الشعراء البريطانيين الرومانسيين من أوائل القرن التاسع عشر.

وفي مقابلة مع المغنّي في فرقة “بيتلز” بول مكارتني نشرتها المجلة الأميركية “رولينغ ستون” سنة 2020، عبّرت سويفت عن حبّها للكتابة، مشيرةً إلى أنّها انكبّت على القراءة خلال فترة الجائحة “أكثر من أي وقت مضى”. ومن الأعمال التي قرأتها رواية “ريبيكا” لدافنيه دو مورييه.

ويبدو أنّ الدورة الدراسية التي ستوفّرها مكوسلاند والتي من المقرر أن تنطلق في الخريف بدأت تحظى بشعبية، إذ تلقّت الأكاديمية طلبات تسجيل من طلاب خارج الجامعة، تَواصل بعضهم معها عبر حسابها في إنستغرام.

من جهة ثانية، أثار مشروعها انتقادات عبر الإنترنت، إذ تساءل البعض عن ماهية التطرق إلى أعمال سويفت في منهج جامعي أدبي وتحديداً في صفوف الماجستير.

وتعتبر مكوسلاند أنّ ردود الفعل هذه تذكّر بالجدل الذي أعقب منح بوب ديلان، وهو مغنّ وكاتب أغان يلجأ كثيراً إلى الكتب كمراجع، جائزة نوبل للآداب سنة 2016.

وتأتي مبادرة هذه الجامعة في وقت تشهد فيه سويفت التي أصدرت ألبومها الأول عام 2006، نجاحاً جديداً ضمن مسيرتها الفنية بفضل “إراس تور” (تضم أكثر من مئة حفلة موسيقية)، وهي جولة عالمية قد تتجاوز إيراداتها المليار دولار.

وباتت سويفت بفضل ألبومها الجديد “سبيك ناو (تايلورز فيرجن)” صاحبة أكبر عدد من الألبومات التي تتصدّر المبيعات في صفوف المغنيات، محطّمة الرقم السابق الذي كان للنجمة باربرا سترايسند. فقد احتل ما مجموعُه 12 من ألبومات سويفت المركز الأول في ترتيب “بيلبورد” المرجعي للأغنيات.

ومع أنّ صف مكوسلاند هو أول مبادرة من نوعها في أوروبا، فقد سبقتها برامج مماثلة في الولايات المتحدة وبريطانيا، إذ أطلق معهد “كلايف ديفيس” التابع لجامعة نيويورك دورات ركزت على المغنية، فيما وفّرت جامعة “كوين ماري” في لندن جلسة صيفية عن “تايلور سويفت والأدب” في يوليو.

18