جائزة بيليز للأدب النسائي تعلن عن قائمتها القصيرة لعام 2017

في أغلب الجوائز الأدبية غالبا ما يتم تهميش المرأة الكاتبة، سواء من قبل المشاركين في الجائزة أو من لجان التقييم والتحكيم التي غالبا ما تكون رجالية، وهذا ما يجعل الجوائز الأدبية رجالية في الغالب. لذا تأسست في بريطانيا منذ أزيد من عشرين عاما جائزة أورانج للأدب النسائي والتي بات اسمها جائزة بيليز تقوم على تنظيمها نساء كاتبات وتموّلها شركة بيليز لإنتاج الويسكي، وباتت هذه الجائزة الأهم في عالم الأدب النسائي.
الأربعاء 2017/04/05
روايات عن أفريقيا وأوروبا في الماضي والمستقبل

في احتفال كبير أعلنت شركة بيليز، المنتِج الأكبر للمشروب في بريطانيا الثلاثاء، عن القائمة القصيرة لجائزة بيليز لأدب المرأة. وضمت القائمة القصيرة للجائزة ست روايات لكاتبات من مختلف الجنسيات بداية برواية “رياضة الملوك” للأميركية سي إي مورغان، ورواية “الحب الأول” للبريطانية جويندولين رايلي ورواية “لا تقل إننا لا نمتلك شيئا” للكندية مادلين ثين، إضافة إلى رواية “ابق معي” للنيجيرية أيوبامي أديبايا و”الدائرة القاتمة” للبريطانية ليندا غرانت، وانتهاء برواية “السلطة” للبريطانية ناعومي أولدرمان.

جديدات ومخضرمات

كانت لجنة التحكيم قد قرأت 165 كتابا مرشحا للجائزة منذ العام الماضي، حتى انتهت إلى فرز قائمة طويلة من ست عشرة رواية لتخلص أخيرا إلى انتقاء ست روايات في القائمة القصيرة قبل الإعلان عن العمل الفائز بالجائزة لاحقا.

والملاحظ في قائمة الجائزة القصيرة هذا العام أنها ضمت كاتبات ممّن ينشرن رواياتهن لأول مرة مثل النيجيرية أيوبامي أديبايا بروايتها “ابق معي” وكاتبات مخضرمات حصدن العديد من الجوائز سابقا مثل ليندا جرانت التي فازت عام 2000 بجائزة بيليز عن روايتها “عندما عشتُ في العصر الحديث”.

أما لجنة التحكيم، فبالإضافة إلى تيس روس رئيسة اللجنة، فقد تكونت من السيدات لا غير. وبعد اختيارهن للقائمة القصيرة سيتم الإعلان عن الرواية الفائزة في السابع من يونيو القادم في حفل يقام بمركز ثاوسبانك. وتتلقى الفائزة شيكا قدره 30 ألف جنيه إسترليني بالإضافة إلى تمثال برونزي صغير يحمل اسم بيسيمن من تصميم الفنانة البريطانية جريزيل نيفين. ويذكر أن الجائزة في دوراتها السابقة كانت من نصيب زادي سميث وليونيل شريفر وغيرهما من الأسماء الأخرى اللامعة.

وتأسست جائزة بيليز المعروفة في الماضي بجائزة أورانج عام 1996 “لتعويض ميل الجوائز الأدبية إلى تجاهل المرأة”. وقد أطلقتها الروائية البريطانية كيت موس حين أخفق الحكام في ترشيح كاتبة واحدة لجائزة البوكر عام 1991. وكانت موس قد أجرت إحصاء في عام 1992 لتكتشف أن ما لا يزيد على 10 بالمئة من الروايات المرشحة للبوكر كانت بأقلام نسوية.

ليندا غرانت وجويندولين رايلي وناعومي أولدرمان ومادلين ثين وسي إي مورغان وأيوبامي أديبايا: كاتبات من مختلف الجنسيات قدمن روايات أصيلة

وبعد أربع سنوات من هذا التاريخ أثمرت الترتيبات وحملات الدعاية جائزة للنساء وحدهن فتم إطلاق هذه الجائزة باسم أورانج في صيغتها الأولى، والتي جاءت لتحتفي “بالامتياز والأصالة وسهولة التلقي” في كتابات المرأة. واللافت أن الجائزة لا تفرض شروطا للمشاركة فيها، فهي متاحة لأي امرأة في كل أرجاء المعمورة ولا تتقيد بجنسية أو محل إقامة، فقط تركز على العمل المرشح الذي يجب أن يكون باللغة الإنكليزية.

الزمن والأمكنة

في دورة هذا العام أشادت تيس روس رئيسة لجنة التحكيم بقيمة الروايات المرشحة وأصالتها، حيث تنوعت النصوص الروائية المقدمة بين ديستوبيا متشائمة في عهد بعيد قادم تحكمه النساء، ونص عن ولاية كنتاكي الأميركية في القرن التاسع عشر، وآخر عن نيجيريا في التسعينات من القرن العشرين، إضافة إلى عمل آخر حول حياة في مصحة لندنية بعد الحرب العالمية الثانية.

وفي رواية “الدائرة القاتمة” للبريطانية ليندا غرانت تتطاير القنابل وتطير العقول في جو من التقشف الكادح في لندن المهشمة والتي تنزف دما، ولكنها مع ذلك تصدح بحب الحياة والأدب. أما رواية مواطنتها جويندولين رايلي “الحب الأول” فتباغتنا فيها ندوب الماضي وديون الحاضر على خلفية من موسيقى الجاز وبصور منمنمة وجودية، حيث يصير المبتذل سرياليا عندما تنقلب علاقة زوجية سادية طافحة بالسموم.

وتبدو رواية “ابق معي” للنيجيرية أيوبامي أديبايا قصة منزلية بسيطة الطابع، تحمل في طياتها إسقاطات سياسية واجتماعية لواحدة من أحلك الفترات التي شهدتها نيجيريا. البطلة يجيدي تطمح إلى صنع معجزة ومعجزتها هي إنجاب طفل. ومن أجله تطوف مختلف الأنحاء في رحلة تقطع الأنفاس وتبيع كل غال في سبيل الاستشارات الطبية والعلاج الذي وصل بها حد الرقص مع المشعوذين.

كاتبات يشرحن الأوضاع الاجتماعية المعقدة بقصص بسيطة

لكنها في النهاية تتورط في دائرة من الغيرة والخيانة ويصير مآلها اليأس. ولكن تأتي شخصية أديبايا لتحل ألغاز هذه الزيجة الهشة والملغومة باضطرابات اجتماعية حلت على نيجيريا الخربة في التسعينات من القرن الماضي. وهكذا تمس الرواية بؤس الحزن على مجتمع دمّرته الأيديولوجيا وإن وصلت بينه رابطة الأمومة الخالصة.

وفي رواية “رياضة الملوك” تتناول الأميركية سي إي مورغان سيرة حيوان هو الحصان، الحيوان المسكين الذي ركبه الملوك تعبيرا عن الفحولة والمهابة. وبعثت به إلى الحياة في حلبة يتبدى فيها في الظاهر وكأنما يتسابق، ولكنه هو والراكب يركضان في ملحمة غربية كبرى، يسقط فيها الحلم الأميركي ومريدوه سقطة الموت عن ظهر الجياد.

أكبر الحظوظ

ربما كانت أكبر الحظوظ للفوز بالجائزة من نصيب الخيال العلمي في رواية ”السلطة” للبريطانية ناعومي أولدرمان، ومحورها نسوي وسياسي محض. تستدعي حبكتها لعبة الكراسي الموسيقية بأسلوب لا يخلو من الكوميديا السوداء.

ووصف العديد من النقاد رواية أولدرمان بأنها مزيج من فيلم “مباريات الجوع” ورواية “حكاية الخادمة” للكاتبة الكندية مارغريت أتوود.

تتأمل هذه الدستوبيا جذور كراهية النساء من خلال عكس الأدوار الجندرية في مجتمع مستقبلي يهيمن على أكثر من نصفه المجتمع الناعم. وعندها يجيء دور النساء للإساءة للسلطة وكتمها بكل ما يشينها الآن على يد الرجل. إنها نسخة بشرية معدلة من “كوكب القردة”. فيصبح الرجل هو الضحية بينما تتحول المرأة إلى السيد القهّار. لقد انعكست الأدوار غير أن الآلية والنتيجة واحدة.

14