ثورة الروبوتات تغير وجه صناعة المطاعم

نقص العمالة والتكاليف التشغيلية أديا إلى تسريع تبني استخدام النوادل الآلية في القطاع.
السبت 2023/04/08
تفضل طلبك واستمتع بوجبتك

تسعى صناعة المطاعم إلى اللحاق بركب التكنولوجيا، إذ ينظر العاملون بالقطاع إلى الإسراع في أتمتة أنشطتهم على أنه وسيلة لتنمية أعمالهم وتقليص النفقات وحصن لسوق العمل المكلفة، رغم التباين حول مدى نجاح التجربة في سوق آخذ في النمو بسرعة.

ميشيغان (الولايات المتحدة) - تتزايد قناعة الكثير من أصحاب المطاعم بأن النوادل الآلية هي الحل لنقص العمالة في قطاع نمت مبيعاته بسرعة خلال السنوات الأخيرة، حيث يتنقل عشرات الآلاف من الروبوتات الآن عبر غرف الطعام في جميع أنحاء العالم.

وقال دينيس رينولدز، عميد كلية هيلتون لقيادة الضيافة العالمية في جامعة هيوستن الأميركية، “ليس هناك شك في ذهني بأن هذا هو الاتجاه الذي يتجه إليه العالم”.

وبدأ مطعم الكلية في استخدام الروبوت في ديسمبر الماضي، وأكد رينولدز لوكالة أسوشيتد برس أنه خفف عبء العمل على الموظفين البشريين وجعل الخدمة أكثر كفاءة.

كريج لو كلير: من الصعب إدخال الأتمتة بطريقة مثمرة حقا في المطاعم
كريج لو كلير: من الصعب إدخال الأتمتة بطريقة مثمرة حقا في المطاعم

لكن آخرين يرون أن الربوتات ليست أكثر من مجرد وسيلة للتحايل، أمامها طريق طويل قبل أن تتمكن من استبدال البشر، إذ لا يمكنها تلقي الطلبات، والعديد من المطاعم بها فناءات خارجية وتحديات جسدية أخرى لا يمكنها التكيف معها.

وقال كريج لو كلير، نائب رئيس شركة فورستر الاستشارية التي تدرس الأتمتة، إن “المطاعم أماكن فوضوية جدا، ولذلك من الصعب جدا إدخال الأتمتة بطريقة مثمرة حقا”.

ومع ذلك، فإن الروبوتات تتكاثر، فقد قدمت شركة بير روبوتيكس في ريدوود سيتي بولاية كاليفورنيا روبوتها سيرفي في عام 2021. وتتوقع الشركة أن يتم نشر عشرة آلاف روبوت بحلول نهاية هذا العام في 44 ولاية أميركية وخارج الولايات المتحدة.

وفي خضم هذه الثورة، قامت شركة بودو روتيكس الصينية، والتي تأسست قبل ست سنوات، بنشر أكثر من 56 ألف روبوت في جميع أنحاء العالم.

وقال فيل زينغ في شركة ريتشتك روتيكس، صانع خوادم الربوتات ومقرها أوستن، “تتطلع كل سلسلة مطاعم نحو أكبر قدر ممكن من الأتمتة”. وأضاف “سيرى الناس هذه الأشياء في كل مكان في العام أو العامين المقبلين”.

وواجه لي تشاي مشكلة في العثور على موظفين لمطعمه نودال توبيا في ماديسون هايتس بولاية ميشيغان صيف عام 2021، لذلك اشترى روبتا من شركة بودو أطلقت عليه اسم “بيلا بوت”.

وكان الروبوت ناجحا للغاية إلى درجة أنه أضاف اثنين آخرين، والآن، يقود روبوت واحد رواد المطعم إلى مقاعدهم، بينما يسلم آخر أوعية من المعكرونة بالبخار إلى الطاولات. ويقوم الموظفون بتكديس الأطباق المتسخة على روبوت ثالث للعودة إلى المطبخ.

ومع وجود الروبوتات بات تشاي يحتاج إلى ثلاثة أشخاص فقط للقيام بنفس حجم الأعمال، الذي كان يتعامل معه في السابق خمسة أو ستة أشخاص، كما أنها توفر له المال.

وقال إن “الروبوت يكلف حوالي 15 ألف دولار، لكن الشخص يكلف ما بين خمسة وستة آلاف دولار شهريا”.

وتمنح الروبوتات الخوادم البشرية المزيد من الوقت للاختلاط بالزبائن الذين غالبا ما ينشرون مقاطع فيديو للروبوتات على وسائل التواصل الاجتماعي تحث الآخرين على زيارتها. وقال تشاي “إلى جانب توفير العمالة، فإن الروبوتات تولد الأعمال”.

فيل زينغ: كل سلسلة مطاعم تتطلع نحو أكبر قدر ممكن من الأتمتة
فيل زينغ: كل سلسلة مطاعم تتطلع نحو أكبر قدر ممكن من الأتمتة

ويمكن أن تختلف التفاعلات مع الموظفين البشر. وقالت بيتزي جيرون رينوسا، التي تعمل مع بيلا بوت بمطعهما للسوشي في ويست ملبورن بفلوريدا إن “الروبوت يمكن أن يكون مؤلما ولا يمكنك حقا إخباره بالتحرك أو أي شيء”.

ولدى الروبوتات أيضا زبائن لا يريدون التفاعل معها، لكن رينوسا تعتبرها بشكل عام ميزة إضافية، فهي توفر لها رحلاتها ذهابا وإيابا إلى المطبخ وتمنحها المزيد من الوقت مع رواد المطعم.

ويبدو أن نقص العمالة أدى إلى تسريع تبني الروبوتات على مستوى العالم، ففي الولايات المتحدة مثلا وظفت صناعة المطاعم 15 مليون شخص في نهاية العام الماضي، لكن هذا كان أقل بنحو 400 ألف من قبل الوباء، وفقا لجمعية المطاعم الأميركية.

وفي مسح حديث، أكد 62 في المئة من مشغلي المطاعم للجمعية أنه ليس لديهم عدد كاف من الموظفين لتلبية طلب رواد مطاعمهم.

وقال كارثيك ناماسيفايام، مدير أعمال الضيافة في كلية برود للأعمال بجامعة ميشيغان، إن “مخاوف حقبة الوباء بشأن النظافة واعتماد تكنولوجيا جديدة مثل قوائم رمز الاستجابة السريعة قد مهدت أيضا للروبوتات”.

وأضاف “بمجرد أن يبدأ المشغل في فهم إحدى التقنيات والعمل بها، تصبح التقنيات الأخرى أقل صعوبة وستكون مقبولة بشكل أكبر مع المضي قدما”.

ويلاحظ ناماسيفايام أن القبول العام لخوادم الروبوت مرتفع بالفعل في آسيا، حيث إن بيتزا هت لديها نوادل آلية في ألف مطعم في الصين، على سبيل المثال.

وكانت الولايات المتحدة أبطأ في تبني الروبوتات، لكن بعض السلاسل تختبرها الآن. وتقوم شركة تشيك - فيل - أي بتجربتها في أماكن متعددة بالسوق الأميركية بما في ذلك في ولاية أتلانتا، حيث يشغل أحد المطاعم 13 موظفا ويساعدهم روبوت.

وتقول تشيك - فيل - أي إنها وجدت أن الروبوتات تمنح الموظفين البشريين المزيد من الوقت لتحديث المشروبات وتنظيف الطاولات والترحيب بالضيوف.

واعتبر ماركوس ميريت، وهو صاحب شركة تسويق، أن رؤية خادم روبوت في مطعم تشيك - فيل - أي تؤكد أن التكنولوجيا “جزء من حياتنا اليومية العادية الآن”.

وقال ميريت “كل شخص لديه هاتف محمول والجميع يستخدم شكلا من أشكال الكمبيوتر. إنه تطور طبيعي”.

ويتوقع ناماسيفايام أن نسبة معينة من المطاعم ربما 30 في المئة ستستمر في امتلاك موظفين من البشر وستكون أكثر فخامة، في حين أن الباقي سيعتمد بشكل أكبر على الروبوتات في المطبخ وفي غرف الطعام.

وقال إن “الاقتصاد يقف بجانب الروبوتات وستستمر تكلفة العمالة البشرية في الارتفاع، لكن تكاليف التكنولوجيا ستنخفض”.

لكن هذا ليس مستقبلا يريد الجميع رؤيته. وقالت سارو جايارامان، رئيسة شركة ون فير ويجي، التي تدعو إلى زيادة رواتب عمال المطاعم، إن “المطاعم يمكن أن تحل بسهولة نقص العمالة إذا دفعت رواتب أعلى للعمال”.

كارثيك ناماسيفايام: 30 في المئة من المطاعم ستستمر في امتلاك موظفين
كارثيك ناماسيفايام: 30 في المئة من المطاعم ستستمر في امتلاك موظفين

وأضافت “لا يذهب البشر إلى مطعم كامل الخدمات لتخدمهم التكنولوجيا، بل إنهم يذهبون لتجربة أنفسهم والأشخاص الذين يهتمون بأن يخدمهم إنسان”.

ولم تنجح كل السلاسل مع الروبوتات، فبعدما قدمت تشيليز خادما آليا باسم “ريتا” في عام 2020، ووسعت نطاق الاختبار ليشمل 61 مطعما أميركيا، أوقفت العمل بذلك فجأة في أغسطس الماضي.

ووجدت هذه السلسلة أن ريتا تحركت ببطء شديد وعرقلت طريق الخوادم البشرية، حيث أكد 58 في المئة من روادها الذين شملهم الاستطلاع أن الروبوت لم يُحسن تجربتهم الإجمالية.

وبدأت هايديلاو، وهي سلسلة مطاعم صينية، في استخدام الروبوتات منذ عام لتوصيل الطعام إلى موائد العشاء، لكن المديرين في العديد من المنافذ قالوا إن الروبوتات لم تثبت موثوقيتها أو فعاليتها من حيث التكلفة مثل الخوادم البشرية.

ويقول وانغ لونغ، مدير أحد المطاعم في بكين، إن الروبوتين اللذين يملكهما قد تحطما “ولقد استخدمناهما فقط بين الحين والآخر”. وأضاف إنه “نوع من مفهوم الشيء ولا يمكن للآلة أبدا أن تحل محل البشر”.

10