ثنائية الهجرة والحب تميز أول أيام الأقصر للسينما الأفريقية

الأقصر (مصر) - تحت شعار "أفريقيا كل الألوان" انطلقت الدورة الثالثة عشرة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الجمعة، من ساحة معبد الأقصر الأثري في جنوب مصر بمشاركة 34 دولة يقدمون 42 فيلما ما بين طويل وقصير. وقالت مديرة المهرجان المخرجة المصرية عزة الحسيني في الافتتاح إن إدارة المهرجان عملت على مدى 10 أشهر كاملة من أجل إعداد برنامج مثير وثري يتنوع بين الأفلام والندوات واللقاءات والورش والمعارض والكتب في إطار الإيمان بأن “السينما نور”.
وانطلقت، السبت، برامج عروض الأفلام المشاركة بالدورة الثالثة عشرة التي تستمر إلى غاية الخامس عشر من فبراير الجاري، حيث تضمنت عروض السبت تقديم 14 فيلما موزعة على أقسام العرض المختلفة بالمهرجان. ففي مسابقة الأفلام الطويلة تم تقديم 4 أفلام هي: الفيلم المصري “رحلة 404” للمخرج هاني خليفة، ويحكي الفيلم عن غادة التي تتورط في مشكلة طارئة قبل أيام من سفرها لأداء فريضة الحج، فتلجأ لأشخاص من ماضٍ ملوّث كانت قد قطعت علاقتها بهم من أجل جمع مبلغ مالي كبير، فهل تتمكن من جمع المال والسفر لأداء مناسك الحج أم تتغيّر حياتها للأسوأ بعد لجوئها لأصدقاء الماضي؟
والفيلم الكيني “أجوندا” لمخرجه بيلي جونز أفواني، ويعرض الفيلم لقصة أرملة تروي مشاكلها التي لا تنتهي، حيث تعيش بجوار بحيرة يٌقال بأنها مأوى لأرواح الموتى، ويحكي الفيلم كيف أنه ذات ليلة عادت روح صيّاد أسماك لتطاردها من أجل الانتقام.
وفيلم “أومي نوبو” (الرجل الجديد)، من الرأس الأخضر لمخرجه كارلوس يوريكونينك، ويحكي عن “كويرينو” الذي يبلغ من العمر 76 عاما، وعاش طوال حياته في قرية ريبيرا فوندا، في الرأس الأخضر والتي كانت مهجورة منذ 40 عاما، وفي عام 1983 قُتل رجل بسبب صخرة انحدرت بعد هطول أمطار غزيرة، ونتيجة لذلك انتقل جميع القرويين إلى منطقة إيستانسيا دي براس، باستثناء كويرينو الذي قرر أن يعيش في قريته وحيدا.
ويحكي الفيلم السنغالي “بانل وآداما” للمخرجة راماتا تولاى ساي، قصة بانل وآداما اللذين يعيشان في قرية نائية قرب شمال السنغال.. آداما هادئ ومنطوي، في حين أن بانل عاطفية ومتمردة، وعندما تتولّد قصة حب بينهما يُقررا العيش بعيدا عن عائلتيهما حتى يتمكنا من البقاء معا إلى الأبد.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة، تضمن برنامج عروض اليوم الأول تقديم 5 أفلام هي: فيلم “ثلاثة أيام على الهدم” للمخرج إسلام يوسف من مصر، والفيلم الأوغندي “صانع الأحذية الأخير” للمخرج علي موسوكي، وفيلم “لوبي إيكو سيمبا” للمخرج ريمي ريومو جابي، وفيلم “صالون الشعر” للمخرجة فاطيمة وردي من ساحل العاج، وفيلم “زهرة الصحراء” للمخرج أسامة بن حسين من الجزائر.
وفي عروض مسابقة أفلام الدياسبورا (الشتات) قدم المهرجان إثنين من الأفلام هما: “برافو بوركينا”، وهو من إنتاج بوركينا فاسو وإيطاليا، للمخرج والي أويجيدي، ويدور حول فرار صبي من قريته في بوركينا فاسو ليهاجر إلى إيطاليا، لكنه سرعان ما يشعر بخيبة أمل يحلم بالعودة لبلده. وفيلم “توغو لاند” وهو إنتاج مشترك لتوغو وألمانيا، للمخرج يورغن إلينجهاوس، ويحكي عن رحلة تصوير أفلام وثائقية إبان الاحتلال الألماني لتوغو.
وفي عروض السينما المغربية، قدم المهرجان، السبت، فيلم “أوليفر بلاك” للمخرج توفيق بابا، وفي عروض برنامج بانوراما مصرية يعرض فيلم “حسن المصري” لمخرجه سمير حبشي. وفي برنامج عروض خارج المسابقة الرسمية، عرض الفيلم الكيني “بوفس” من إخراج نهاد أحمد وفينزينسو كافايو. كما تضمنت أجندة المهرجان السبت، عقد مؤتمر صحفي للمكرمين، وانطلاق فعاليات منصة المنتجين، بجانب برنامج الورش والندوات.
وتشهد الدورة الثالثة عشرة من المهرجان مشاركة أكثر من 220 من صناع السينما في مصر وأفريقيا وعدد من بلدان أوروبا، بجانب عروض لـ42 فيلما تتوزّع من بين روائية وتسجيلية طويلة وقصيرة. ويُحيي المهرجان خلال هذه الدورة مئوية الفنان المصري فؤاد المهندس، الذي يعد أحد أهم علامات الكوميديا في صناعة السينما.
وأهدى المهرجان هذه الدورة للمخرج المصري خيري بشارة (76 عاما) الذي ستعرض له خمسة أفلام ضمن برنامج خاص هي “الطوق والإسورة”، “يوم مُر.. يوم حلو”، “كابوريا”، “العوامة 70″، و”يوم الحداد الوطني في المكسيك”. واختيرت مالي (ضيف شرف) هذه الدورة بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس صناعة السينما في البلد الواقع بغرب أفريقيا.
ويشار إلى أن المهرجان كرم في حفل افتتاحه عددا من نجوم وصنّاع السينما من المغرب ومصر وبوركينا فاسو هم: الفنان المصري حسن الرداد، والفنانة المصرية إيمي سمير غانم، والمخرج المغربي حسن بنجلون، والممثلة البوركينة آيا كيتا والمنتج جابي خوري والمخرج المصري خيري بشارة.