ثلاثة اتجاهات تهيمن على عالم المجوهرات في 2025

هناك حركة أوسع في صناعة المجوهرات نحو التعبير عن الذات والأصالة؛ حيث تكون كل قطعة عبارة عن بيان شخصي وليست مجرد إكسسوار.
الجمعة 2024/11/22
البساطة عنوان الفخامة

ستتجه صناعة المجوهرات خلال العام القادم نحو ابتكارات جريئة تعكس تغيّرات الموضة والذوق العالمي الذي يمتاز بالتخصيص والاستدامة والدمج الثقافي، كما سيتجه المستهلكون نحو مجوهرات مصنوعة من مواد معاد تدويرها أو مستخرجة بطرق مسؤولة بيئيّا واجتماعيا.

أبوظبي – ستحتفل المجوهرات في عام 2025 بالتخصيص والاستدامة والدمج الثقافي. ومع البحث المتزايد عن قطع تعكس القصص الشخصية والقيم الأخلاقية، ستستجيب الصناعة بتصاميم تجمع بين التقاليد والابتكارات العصرية.

وستستعرض توجهات العام القادم عالما تلتقي فيه الاستدامة والتخصيص والطابع الجمالي الجريء لتقدم مجوهرات تترك بصمة واضحة لدى المشترين الذين يتمتعون بالوعي والخبرة.

ومع الإبداعات، التي قدمها مصممو المجوهرات والخبراء الرواد في معرض المجوهرات والساعات في أبوظبي، من المتوقع أن يشهد عام 2025 تصاميم مجوهرات تجمع بين الإبداع والتحلي بالمسؤولية والجاذبية الأزلية.

وفقا لكوليت باين ماركيز، خبيرة الأحجار الكريمة، يمثل مفهوم الاستدامة ركيزة أساسية في تصميم المجوهرات لعام 2025؛ حيث تولي العلامات التجارية والمستهلكون تقديرا أكبر بشكل متزايد للممارسات الأخلاقية والشفافية. ولا يقتصر الأمر على إبراز الجماليات، وإنما يسلط الضوء على حركة عالمية تتجه نحو المصادر المسؤولة والإنتاج الواعي بأهمية الحفاظ على البيئة.

وأوضحت كوليت، الرائدة في مجال المجوهرات المستدامة، أن تقنية البلوك تشين يتم دمجها الآن في سلسلة التوريد، ما يسمح للمستهلكين بتتبع رحلة الأحجار الكريمة والمعادن من المنجم إلى السوق.

وبالإضافة إلى المصادر الأخلاقية تعيد العلامات التجارية التفكير في صنع عبواتها بمواد صديقة للبيئة وتصميم قطع مخصصة للبقاء سنوات طويلة من أجل تقليل النفايات.

حح

ومن جانبها أضافت نوشين بخش، مصممة المجوهرات السعودية، أن التطورات التكنولوجية -مثل أدوات التجربة الافتراضية- تقلل الحاجة إلى المخزون الزائد وتساعد على تقليص المخزون غير المباع.

ويعيد التوجه نحو التخصيص تعريف مشهد المجوهرات في عام 2025؛ حيث يبحث المستهلكون عن قطع تعكس قصصهم وقيمهم وأساليبهم الفردية. ولا يبحث المشترون اليوم عن قطع جميلة فقط، بل يريدون مجوهرات ذات معنى عميق، متفردة ومتميزة عن غيرها.

وتلاحظ تمارة الشمري، عضو مجموعة دبي التجارية لمصممي الذهب والمجوهرات، أن المستهلكين ينجذبون الآن إلى القطع التي تتميز بالرموز والأحجار الكريمة المقطوعة حسب الطلب والنقوش، والتي تتضمن أهمية شخصية، ما يحول المجوهرات إلى سرد للقصص.

ومع تطور أدوات التصميم الرقمية أصبح التخصيص أكثر سهولة من أي وقت مضى. وأشارت كوليت باين ماركيز إلى أن المنصات عبر الإنترنت تسمح الآن للمستهلكين بتجسيد رؤاهم وهم في منازلهم، ما يمكّنهم من اختيار المواد والأنماط والتفاصيل، التي تعكس تفردهم بأفضل شكل.

ويشير هذا التوجه إلى حركة أوسع في صناعة المجوهرات نحو التعبير عن الذات والأصالة؛ حيث تكون كل قطعة عبارة عن بيان شخصي وليست مجرد إكسسوار. ومن المتوقع أن ينمو الطلب على المجوهرات المخصصة، وهو ما من شأنه أن يجعل التخصيص أحد أكثر التوجهات رواجا في عام 2025.

وترى مصممة المجوهرات سلام سويد أن هذا الظهور الجديد للأسلوب المبالغ فيه هو فرصة لمن يرتدون المجوهرات لتقديم بيان بصري يعبر عن القوة والشخصية.

وبالإضافة إلى الأحجار الكريمة الملونة سلطت خبيرة الأحجار كوليت باين ماركيز الضوء على التوجه المتزايد للمجوهرات “العضوية التكنولوجية”.

حح

في عام 2025، يلهم التراث الثقافي مصممي المجوهرات لدمج الزخارف التقليدية مع الجماليات المعاصرة، بهدف تقديم قطع تحتفي بالهوية والتراث. ويحظى هذا التوجه بأهمية خاصة في منطقة الخليج؛ حيث تكتسب اللآلئ الطبيعية والزخارف المستوحاة من العمارة الإقليمية اهتماما متجددا.

وأوضحت الخبيرة غادة حسين الفردان أن التصاميم المستوحاة من الخليج تتم إعادة تصورها لجذب جمهور عالمي، ودمج الحرفية الأزلية مع عناصر التصميم الحديثة، التي يتردد صداها مع المستهلكين عبر الأجيال.

وبالنسبة إلى هذا الدمج بين التراث والأسلوب الحديث لا يقتصر الأمر على الإسهام في الاحتفاء بالتقاليد الثقافية فقط، وإنما يوفر أيضا ارتباطا بالمجوهرات أعمق وأكثر مغزى. وتنجذب الأجيال الأصغر سنا بشكل خاص إلى القطع التي تعكس جذورها بينما تناسب الأذواق المعاصرة أيضا، وهو ما يسمح لهذه الأجيال بالاحتفال بالتراث والتقاليد.

ومن خلال دمج هذه التأثيرات الثقافية، من المتوقع أن تشكل المجوهرات في عام 2025 جسرا بين الماضي والحاضر، ما من شأنه أن يمنح المستهلكين قطعا غنية بالأبعاد الرمزية كما هي غنية بمظاهر الجمال.

ومن المتوقع أن تعود اللآلئ المميزة بجرأة، لتضفي لمسة عصرية على طابعها الكلاسيكي. وستتميز هذه القطع بتصميمات مذهلة تبرز التفرد وخيارات التصميم المتنوعة، كما لاحظت كوليت باين ماركيز. ومن المقرر أيضا أن تهيمن السلاسل الضخمة والأقراط كبيرة الحجم، وهو ما يسمح لمن ترتديها بإبراز الذوق الدرامي والتعبير الشخصي.

وبالنسبة إلى من ينجذب إلى التأثيرات الفلكية، فإن المجموعات التي تتميز بتصميمات مستوحاة من الأبراج والأحجار الكريمة ذات اللون الأزرق، مثل التنزانيت والياقوت، ستكون من بين المجموعات التي تجب متابعتها.

حح

أما بالنسبة إلى اللؤلؤ الطبيعي فلا يزال مطلوبا بشدة في الخليج، كما أوضحت غادة حسين الفردان. ويدمج المصممون المحليون التقاليد مع الإبداع، ويبتكرون مجموعات تحتفي بالتراث الثقافي والتكيف مع متطلبات التصميم الحديث.

وضمن التوجهات الرئيسية الأخرى تأتي المجوهرات المتكيفة والمعدلة. وكما أبرزت نوشين بخش، تقدم هذه القطع طرقا متعددة لارتداء قطعة واحدة، وتلبي رغبة المستهلك الحديث في تنويع وظائف القطع.

ومع ارتفاع الطلب على الألماس والأحجار الكريمة المزروعة في المختبر، من المتوقع أن تقدم العلامات التجارية مجموعات حصرية تعكس الاختيار المراعي للبيئة، وتمزج بين الفخامة والقيم الأخلاقية. بالإضافة إلى ذلك، فإن المجوهرات المتكاملة مع التكنولوجيا، مثل ملحقات مراقبة الصحة والقطع، التي تدعم تقنية “آن أف سي “لمشاركة البيانات بشكل آمن، على استعداد لإضافة بُعد جديد إلى الرفاهية القابلة للارتداء.

18