ثقل وزن مصارعي السومو يربك الطيران الياباني

رغم أن السومو فعالية رياضية محترفة ومربحة، إلا أنها لا تزال تحتفظ بجوانب دينية تقليدية تعود إلى العصور القديمة.
الأربعاء 2023/10/18
رياضة يتابعها الأباطرة

على الرغم من أن مصارعي السومو يثيرون إعجاب اليابانيين إلا أن شركة الطيران اليابانية صارت تمتعض منهم بعد أن حجزوا بأعداد كبيرة على أحد خطوطها للسفر إلى فعاليات رياضية، فكان وزنهم زائدا عمّا تحتمله الطائرة.

طوكيو ـ نادرا ما يشكل المسافرون، أصحاب الوزن الزائد، مشكلة بالنسبة للرحلات الجوية من وإلى اليابان، خصوصا أن السمنة تعتبر من المظاهر الصحية النادرة في هذا البلد الآسيوي، لكن مسابقة كبرى بمصارعة السومو التقليدية أوقعت شركات الطيران في حيرة لكيفية نقل المشاركين بأمان.

وأشارت تقارير إعلامية في اليابان إلى أن شركة الخطوط الجوية اليابانية كان على عاتقها نقل مجموعة كبيرة من مصارعي السومو  إلى البطولة التي تدور في جزيرة أمامي أوشيما، ولكن مجموع وزن المصارعين زائد على حمولة الطائرة.

ولأن مطار الجزيرة صغير جدا بحيث لا يتسع لطائرة أكبر قرر مسؤولو الشركة فصل المصارعين إلى مجموعات يتم نقلها بطائرات إضافية.

وقال المتحدث باسم شركة الكيران لتلفزيون أساهي، “بعد أن اكتشفنا أن العديد من الحجوزات لمصارعي السومو، فحصنا أوزانهم، واكتشفنا أن الرحلة قد تكون زائدة في الوزن بسببهم”، ما قد يعني عدم إمكانية أن تكون الطائرة قادرة على نقل الوقود الإضافي اللازم للرحلة.

وعادة ما تقدر الخطوط الجوية اليابانية متوسط وزن الراكب المحلي بـ70 كيلوغراما، لكن متوسط وزن مصارع السومو يبلغ 120 كيلوغراما، وربما حتى أثقل من ذلك بكثير.

حح

وشارك أكثر من 450 مصارعا في البطولة، مع توفير رحلات إضافية خلال عطلة نهاية الأسبوع لنقلهم ذهابا وإيابا للمشاركة في المسابقة. وعلى الرغم من أن السومو فعالية رياضية محترفة ومربحة، إلا أنها لا تزال تحتفظ بجوانب دينية تقليدية تعود إلى العصور القديمة.

يقال إن أصول السومو ترجع إلى العصور الأسطورية، لكن أول دليل تاريخي عليها في اليابان يعود إلى النصف الأول من القرن السابع.

وتصف وثيقة تاريخية مباريات أقيمت لنبلاء يابانيين ومبعوثين زائرين من شبه الجزيرة الكورية في عام 642. وقد قيل إن الإمبراطور تينمو (حكم 673 – 686) والإمبراطورة جيتو (حكمت من 690 إلى 697)، كانا يشاهدان مباريات سومو بين رجال من الأقاليم كانوا يتوافدون إلى العاصمة اليابانية.

وفي القرن الثامن، استدعي رجال أقوياء من مختلف مناطق اليابان للمنافسة، ما جعل هذه الرياضة فعالية خاصة بالبلاط. وتبرهن تلك الروايات على وجود اهتمام قوي بالسومو منذ العصور القديمة، وحتى في يومنا الحالي يحضر الإمبراطور الياباني بشكل متكرر لمتابعة بطولات سومو.

وتحتوي “كونجاكو مونوغاتاريشو” (مجموعة من الحكايات يعتقد أنها جمعت في القرن الثاني عشر) على عدد من القصص المتعلقة بمصارعة السومو.

ومن بينها قصة تعود إلى زمن الإمبراطور موراكامي في القرن العاشر عن مباراة بين اثنين من أقوى المصارعين في الأرض أحدهما مصارع مستجد والآخر مخضرم كانت نتيجتها مأساوية، وكان هذا الأمر سببا في أن تصبح مثل هذه المباريات من المحرمات.

كما تحكي المجموعة قصة مصارع سومو وضع قوته في مواجهة ثعبان عملاق وفاز بطريقة مثيرة للإعجاب. وتقام حاليا 6 بطولات احترافية سنويا بشكل دوري، وتستمر هذه البطولات 15 يوما يتنافس فيها كل “ريكيشي” (مصارع)  مرة واحدة يوميا.

خخ

وإذا تمكن المصارع من الفوز في جميع المباريات التي شارك فيها، فمن شبه المؤكد أنه سيفوز بالبطولة، لكن البقاء دون هزيمة ليس بالمهمة السهلة في رياضة الأقوياء. ولمصارعي السومو نواميسهم، إذ يصفف الريكيشي شعره على شكل قُنزعة تُعرف باسم “تشونماغي”.

وتكون أجسادهم أثناء المباريات عارية لا يسترها إلا مئزر طويل يسمى “ماواشي” يلف بإحكام حول الخصر. يذكر أن ماواشي هو شكل قديم من الملابس الداخلية التي توجد أيضا في جميع أنحاء شرق وجنوب شرق آسيا.

ويطلق على الحلبة التي يتنافس فيها المصارعون اسم “دوهيو”، ويوجد فوق المنصة الترابية المرتفعة حلقة كبيرة مصنوعة من قش الأرز يبلغ قطرها 4.55 متر.

ودرجت العادة على حظر دخول النساء إلى حلبة الدوهيو، لكن يبدو هذا الحظر غريبا بالنظر إلى اعتلاء إمبراطورات عرش الأقحوان في العصور القديمة وإلى أن الكثير من الآلهة الرئيسية في الأساطير اليابانية كنّ من الإناث، وأكثر من ذلك، تتحدث الكثير من الأساطير عن مصارعة للنساء.

وقد اعترضت سياسيات يابانيات في العصر الحديث على حظر رياضة السومو على النساء اللاتي يرغبن في المصرعة على حلبات الدوهيو، ومن المحتمل أن يتم إلغاء هذه القاعدة في يوم من الأيام.

18