تيك توك ماكينة نقود تغيّر حياة مستخدميه

نيويورك- اعتادت أليسا مكاي العمل جزءا من الوقت في متجر لبيع الزبادي المثلج في مدينة بورتلاند بولاية أوريغون الأميركية للحصول على راتب يكفي لتغطية نفقات دراستها الجامعية. لكن الآن تحقق مكاي البالغة من العمر 22 عاما أكثر من 100 ألف دولار سنويا من خلال بث فيديوهات خاصة بها على موقع التواصل الاجتماعي الصيني تيك توك، حيث تضع علامات تجارية شهيرة مثل كوتش ونتفليكس وأمازون برايم فيديو إعلاناتها على فيديوهات مكاي للوصول إلى متابعيها الذين وصل عددهم إلى حوالي 9 ملايين أغلبهم من الشباب والفتيات قبل سن المراهقة الذين لا يفكرون في زيارة موقع فيسبوك.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن مكاي القول إن “تيك توك بالتأكيد غير حياتي بنسبة 100 في المئة”. وانتقلت للسكن في شقة خاصة بها لأول مرة برفقة كلبها.
كما كان تيك توك التطبيق الأكثر تنزيلا في العالم خلال العام الماضي، ووصل عدد مستخدميه إلى أكثر من مليار يشاهدون الفيديوهات القصيرة التي يبثها مستخدمون آخرون ويعرضها التطبيق على نافذة المستخدم.
وبحسب تقديرات شركة إي ماركتر للأبحاث فإن تطبيق تيك توك حقق خلال العام الماضي إيرادات من الإعلانات بلغت 4 مليارات دولار ومن المتوقع وصولها إلى 12 مليار دولار، وهو ما يفوق إيرادات منصتي تويتر وسناب شات للتواصل الاجتماعي مجتمعتين، وذلك بعد ثلاث سنوات فقط من بدء بث الإعلانات على تطبيق تيك توك.

Û التطبيق يمثل تهديدا لغوغل وفيسبوك في سوق إعلانات الإنترنت
وقال بيتر جان دي كرون الرئيس التنفيذي لشركة الإعلانات على الإنترنت إنترفيجن ميديا دونتس “بالتأكيد يمثل تيك توك تهديدا لغوغل وفيسبوك” في سوق إعلانات الإنترنت، مضيفا “تيك توك بدأ يحصل على نسبة مئوية من ميزانيات الإعلان تفوق حجم مستخدميه”.
وفي حين تواجه شركة غوغل التابعة لمجموعة ألفابت وفيسبوك التي أصبح اسمها ميتا بلاتفورمس صعوبات كبيرة بسبب تحقيقات الاحتكار من جانب السلطات المعنية في الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، أصبح تطبيق تيك توك وشركته الأم بايت دانس التهديد الأخطر بالنسبة إلى سيطرة الشركتين الأميركيتين على سوق إعلانات الإنترنت في العالم منذ فرض سيطرتهما على عالم الإنترنت خلال العقدين الماضيين.
ومع وصول عدد الناشطين على تيك توك إلى مليار مستخدم شهريا، فإنه يظل صغيرا مقارنة بفيسبوك التي تستحوذ على 2.9 مليار مستخدم نشط شهريا وإنستغرام بملياري مستخدم شهريا.
ولكن كثافة استخدام تيك توك تزيد على كثافة استخدام المنصات والتطبيقات المنافسة حيث يقضي المستخدم في الولايات المتحدة 29 ساعة شهريا مع تطبيق تيك توك مقابل 16 ساعة شهريا مع منصة فيسبوك و8 ساعات مع إنستغرام بحسب تقديرات شركة “داتا.أي.آي” لأبحاث الهواتف المحمولة.