تيريزا ماي أمام هامش مناورة ضيق لإنقاذ بريكست
بروكسل - توجهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مجددا إلى بروكسل الأربعاء سعيا لإجراء تعديلات على اتفاق بريكست المبرم مع الاتحاد الأوروبي، لكنها ستصطدم مرة أخرى بتعنّت الأوروبيين.
وقبل أقل من ستة أسابيع من الموعد الرسمي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تتزايد مخاوف بريكست من دون اتفاق بسبب غياب حل لمسألة “شبكة الأمان” الخاصة بحدود أيرلندا.
ومسألة “شبكة الأمان” تنص على إبقاء بريطانيا ضمن وحدة جمركية مع الاتحاد الأوروبي، حيث أدخل هذا البند على اتفاق بريكست كحل أخير لتفادي عودة الحدود في جزيرة أيرلندا.
وينص على بقاء المملكة المتحدة ضمن اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي وبقاء مقاطعة أيرلندا الشمالية البريطانية ضمن السوق الأوروبية المشتركة للسلع، وذلك لتفادي كل رقابة جمركية وتنظيمات مادية بين شطري أيرلندا.
وفي بريطانيا يرى أنصار بريكست في هذا البند “فخا” قد يبقي بلادهم مرتبطة بالاتحاد الأوروبي، فيما تسعى ماي إلى الطمأنة من خلال الحصول على ضمانات من بروكسل حول الطابع المشروط والمؤقت لهذا الإجراء.
ويؤكد الجانبان أنهما راغبان في تفادي بريكست دون اتفاق الذي يلقي شكوكا في الجانب الأوروبي وستكون له آثار مدمّرة على الاقتصاد البريطاني، حيث تتضاعف عمليات إغلاق مصانع أو نقل مؤسسات خارج بريطانيا منذ أشهر.
وعصفت الاستقالات بحزب المحافظين على خلفية بريكست بعد أن قدمت ثلاث نائبات محافظات الأربعاء استقالتهن من الحزب وأعلن انضمامهن إلى كتلة مستقلة تدعو إلى تنظيم استفتاء ثان على الانسحاب.
وفي رسالة وجهتها إلى رئيسة الوزراء، أعلنت آنا سوبري، وهيدي آلن، وساره وولاستون، قرارهن بالانضمام إلى “المجموعة المستقلة” التي أسسها الاثنين نواب عماليون استقالوا من حزبهم المعارض، ليرتفع بذلك عدد أعضاء الكتلة الجديدة إلى 11 برلمانيا.
ويأمل المشرعون المنشقون في كسب أعضاء من بين المؤيدين للاتحاد الأوروبي، في كل من حزب العمال وحزب المحافظين، بهدف تشكيل قوة جديدة في قلب السياسة البريطانية.
وكان النواب المستقيلون أعلنوا أنهم سيواصلون عملهم داخل البرلمان ككتلة مستقلة، ودعوا زملاءهم في حزب المحافظين الحاكم وغيره للانضمام إليهم بعيدا عن أحزاب “تآكلت وفشلت” كما يقولون، والإسهام في تشكيل تيار ثالث.
