تونس تطلق حملة تلقيح ضد سرطان الرحم

تلقيح فايروس الورم الحليمي يعزز الاستجابة المناعية للفتيات.
الثلاثاء 2025/03/18
التلقيح آمن ولا يؤثر على خصوبة الفتيات

توقيا من الإصابة بسرطان عنق الرحم أدرجت تونس التلقيح ضد فايروس الورم الحليمي البشري، وستنطلق حملة التطعيم يوم 7 أبريل القادم، وستشمل مئة ألف فتاة يدرسن في المرحلة الابتدائية، وسيُعزز التلقيح الاستجابة المناعية للفتيات في سن الثانية عشرة. وبالنسبة إلى الفتيات اللاتي لا يدرسن بإمكانهن التلقيح في مراكز الصحة الأساسية في مختلف جهات البلاد.

تونس - ستنطلق بداية من يوم 7 أبريل المقبل بتونس حملة التطعيم ضد فايروس الورم الحليمي البشري، وتشمل في مرحلة أولى تلقيح 100 ألف فتاة ممن عمرهن 12 سنة ويدرسن في المرحلة الابتدائية.

وقال المدير العام لمركز اليقظة الدوائية الدكتور رياض دغفوس إن تلقيح فايروس الورم الحليمي بـ100 ألف جرعة بداية من أبريل المقبل سيُعزز الاستجابة المناعية للفتيات في سن الثانية عشرة، وبالتالي يوفر الحماية الكافية من سرطان عنق الرحم.

وأكد دغفوس في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء أن وزارة الصحة ووزارة التربية أتمّتا التنسيق من أجل إنجاح حملة التطعيم المبرمجة.

وقال إن وزارة الصحة ستوفر التلقيح بجميع المدارس الابتدائية في فترة الحملة، كما سيتم توزيع كميات منه على مراكز الصحة الأساسية المنتشرة في كافة الجهات.

وكان وزير الصحة مصطفى الفرجاني قد أعلن، في تصريحات إعلامية على هامش ندوة صحفية عقدتها الوزارة حول إدراج اللقاح ضد الفايروس المتسبب في سرطان عنق الرحم ضمن الرزنامة الوطنية للتلقيح، عن انطلاق حملة التوعية بأهمية هذا التلقيح الذي سيتم الشروع في تطعيمه للفتيات بداية من 7 أبريل القادم، مضيفا أنّه تم إدراج التلقيح رسميًا في رزنامة التلاقيح بداية من سنة 2026.

في تونس توجد سنويا أكثر من 400 حالة جديدة و200 حالة وفاة بسرطان عنق الرحم، الذي يعد ثالث الأمراض السرطانية الأكثر انتشارا في صفوف النساء

وأشار وزير الصحة إلى أنّ التلقيح سيشمل الفتيات اللاتي يدرسن في السنة السادسة من التعليم الابتدائي، أما بالنسبة إلى الفتيات اللاتي لا يدرسن فبإمكانهن التلقيح في مراكز الصحة الأساسية، وفق قوله.

وشدد مصطفى الفرجاني على أنّ “هذه فرصة ذهبية لتقليص عدد الوفيات بسرطان عنق الرحم، خاصة وأنه وفق الإحصائيات الرسمية تموت 3 نساء بسرطان عنق الرحم كل أسبوع بتونس.”

وأكد الوزير أنّ هذا التلقيح ناجع 100 في المئة وهو آمن وليست له أيّ أعراض جانبية، مشيرًا إلى أنّ أكثر من 145 دولة في العالم أدخلت هذا اللقاح في منظومتها الصحية.

ودعا وزير الصحة إلى عدم الانسياق خلف حملات تقودها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وتنشر أخبارا زائفة ليس لها أي أساس علمي إذ تدّعي أنّ التلقيح ضد سرطان عنق الرحم له تأثير سلبي على خصوبة الفتيات، مشددًا على أن ذلك لا يعدو أن يكون مجرد إشاعات ومعلومات مضللة وكاذبة.

وكان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس قد عبروا عن رفضهم لهذا التلقيح ضد سرطان عنق الرحم، زاعمين أنّ له انعكاسات سلبية على الصحة الإنجابية وقد يؤثر على خصوبة الفتيات.

وقد باشرت وزارة الصحة الجمعة 7 مارس الجاري حملتها التوعوية حول إطلاق التلقيح ضد فايروس الورم الحليمي البشري في تونس، مؤكدة أنه سيكون مجانيا.

وذكرت الوزارة، في بلاغ لها، أنه تم إدراج التلقيح ضد فايروس الورم الحليمي البشري في البرنامج الوطني للتلقيح، بهدف القضاء على سرطان عنق الرحم بحلول عام 2030.

ويُعد التعرض للفايروس الحليمي من بين أبرز أسباب الإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة تصل إلى 95 في المئة، إذ أن الإصابة تنتج أساسا من خلال التعرض للفايروس بعد مكوثه واستقراره في الجسم.

وفي تونس توجد سنويا أكثر من 400 حالة جديدة و200 حالة وفاة بسرطان عنق الرحم، الذي يعد ثالث الأمراض السرطانية الأكثر انتشارا في صفوف النساء.

وزارة الصحة ستوفر التلقيح بجميع المدارس الابتدائية، كما سيتم توزيع كميات منه على مراكز الصحة الأساسية المنتشرة في البلاد
وزارة الصحة ستوفر التلقيح بجميع المدارس الابتدائية، كما سيتم توزيع كميات منه على مراكز الصحة الأساسية المنتشرة في البلاد

وتحصل حالة الإصابة بفايروس الورم الحليمي في سن مبكرة ويمكن أن تتعرض لها الإناث وكذلك الذكور، وفق ما بيّنه الدكتور دغفوس، منبها إلى أن عدة حالات للإصابة لا تظهر عليها مطلقا علامات التعرض للفايروس.

ورغم ان حالات أخرى للإصابة تظهر عليها علامات وأعراض، إلا أن المشكلة الرئيسية تكمن في استيطان الفايروس في الجسم لمدة طويلة، وهو ما تنجر عنه لاحقا الإصابة بالسرطان، لذلك يجب اعتماد الوقاية خصوصا من خلال تلقي التلقيح.

والجدير بالذكر أن تلقيح فايروس الورم الحليمي بدأ اعتماده منذ 2006 ويغطي حاليا 145 بلدا كما تفيد التقارير، ويتميز بفاعليته العالية، وهو ما جعل تونس تقرر إدراجه في الرزنامة السنوية للتلاقيح.

وعدوى فايروس الورم الحليمي البشري هي عدوى فايروسية تسبب ظهور زوائد على الجلد أو الأغشية المخاطية (ثآليل). وثمة أنواع تزيد عن 100 نوع من فايروس الورم الحليمي البشري، بعضها يسبب الثآليل، وبعضها الآخر يمكن أن يسبب الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.

ولا تؤدي معظم إصابات فايروس الورم الحليمي البشري إلى السرطان. ولكن هناك أنواع معينة منه يمكن أن تسبب سرطان الجزء السفلي من الرحم المتصل بالمهبل (عنق الرحم). كما ثبت وجود علاقة بين أنواع أخرى من السرطان وعدوى فايروس الورم الحليمي البشري، ومنها سرطان الشرج والقضيب والمهبل والفرج والجزء الخلفي من الحلق (البلعوم).

وتنتقل هذه العدوى عادةً من خلال الممارسة الجنسية، أو من خلال ملامسة الجلد المصاب. ويمكن أن تساعد اللقاحات في الحماية من الإصابة بسلالات فايروس الورم الحليمي البشري التي يرجح أنها تتسبب في الإصابة بثآليل الأعضاء التناسلية أو سرطان عنق الرحم.

15