توماس فريدمان يفهم الشرق الأوسط من خلال مملكة الحيوانات ويثير الجدل

اتهام الكاتب وصحيفة نيويورك تايمز بالتحيّز والعنصرية.
الجمعة 2024/02/09
فريدمان استعان بالحيوانات والحشرات، لوصف عدد من الجهات والتنظيمات في الشرق الأوسط

اجتاحت التعليقات الغاضبة مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مقال للكاتب توماس فريدمان شبه فيه الشرق الأوسط بمملكة الحيوانات، حيث استهجن القراء كيف سمحت صحيفة نيويورك تايمز بنشر مقال مسيء يتضمن عنصرية وتحيزا ضد شعوب المنطقة.

نيويورك - تطرّق الكاتب توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في مقاله “فهم الشرق الأوسط من خلال مملكة الحيوانات” إلى الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، وشبّه الولايات المتحدة بالأسد، فيما استعان بالحيوانات والحشرات، لوصف عددٍ من الجهات والتنظيمات في الشرق الأوسط، فأثار موجة واسعة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي واتهام الكاتب بالعنصرية وإهانة العرب، رغم تشبيهه رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقرد.

وتواصلت ردود الفعل على المقال الذي نشر في الثاني من فبراير الحالي، وسط سيل من الاتهامات للكاتب وإدارة تحرير الصحيفة بالعنصرية ونزع الإنسانية عن الآخر.

amhfarraj@

وقال آخر:

AOAltwaijri@

وندّدت الصحافية والمذيعة الأميركية رانيا خالق بإدارة الصحيفة وكتبت “إنه عام 2024، وقد وافق محررو نيويورك تايمز على تشبيه توماس فريدمان للعرب والإيرانيين بالحشرات”. وأضافت في منشور آخر “لقد انتهيت من محاولة إقناع هؤلاء الأشخاص والمؤسسات بأنني إنسان وأن أفراد عائلتي بشر، وأن المنطقة التي أتيت منها مليئة بالأشخاص الذين يستحقون الحياة والسعادة والحرية. من الآن فصاعداً، علينا أن نعمل على بناء وسائل إعلامنا ومؤسساتنا وحركاتنا وأحزابنا”.

وشبه فريدمان الوضع في المنطقة بمملكة الحيوانات، واعتبر أن “الولايات المتحدة أشبه بالأسد العجوز. مازلنا ملك غابة الشرق الأوسط – أقوى من أي ممثل منفرد، ولكن لدينا الكثير من الندوب الناجمة عن العديد من المعارك التي لا يمكننا أن نظهرها فحسب، ونهدر بصوت عالٍ ونتوقع أن يفعل الجميع ما نريده أو الهروب بعيدا. نحن أسد واحد متعب، ولهذا السبب لم تعد الحيوانات المفترسة الأخرى تخشى اختبارنا”.

وأضاف “تمثل إيران بالنسبة إلى الجغرافيا السياسية ما يمثله نوع من الدبابير الطفيلية المكتشفة مؤخرا بالنسبة إلى الطبيعة، ماذا يفعل هذا الدبور الطفيلي؟”. ووفقا لصحيفة ساينس ديلي، فإن الدبور “يحقن بيضه في يرقات حية، وتأكل يرقات الدبور الصغيرة اليرقات ببطء من الداخل إلى الخارج، وتنفجر بمجرد أن تأكل حتى شبعها”.

وتابع في مقاله “هل هناك وصف أفضل للبنان واليمن وسوريا والعراق اليوم؟ هم اليرقات، الحرس الثوري الإسلامي هو الدبور. الحوثيون وحزب الله وحماس وكتائب حزب الله هم البيض الذي يفقس داخل العش المضيف -لبنان واليمن وسوريا والعراق- ويأكله من الداخل إلى الخارج”، وقال الكاتب “ليست لدينا إستراتيجية مضادة تقتل الدبور بأمان وكفاءة دون إشعال النار في الغابة بأكملها”.

واعتبر أن “حماس مثل عنكبوت باب المصيدة. والطريقة التي تعمل بها عناكب باب المصيدة، وفقًا لموقع ‘طبيعة’، هي أن العنكبوت يقفز بسرعة كبيرة ويمسك بفريسته ويعيدها إلى الجحر لالتهامها، كل ذلك في جزء من الثانية. وعناكب باب المصيدة ماهرة في تمويه أبواب أعشاشها الموجودة تحت الأرض، لذا تصعب رؤيتها حتى يتم فتحها”.

وختم تشبيهاته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلا “وأخيرا، فإن نتنياهو يشبه ليمور السيفاكا، الذي تمكنت من مراقبته في مدغشقر. والسيفاكا هي قرود تستخدم القفز الجانبي على قدمين كوسيلة أساسية للمشي. تتقدم عن طريق التحرك جانبيًا، والتلويح بأذرعها لأعلى وأسفل، ما يجعلها تبدو كأنها تتحرك أكثر مما هي عليه بالفعل. هذا هو بيبي، الذي ينتقل دائمًا من جانب إلى آخر للبقاء في السلطة وتجنب التراجع بشكل حاسم إلى الوراء أو إلى الأمام. وهذا الأسبوع قد يضطر إلى ذلك”. وأنهى فريدمان مقاله بالتعليق “أحيانا أفكر في الشرق الأوسط من خلال مشاهدة قناة سي.إن.إن. وفي أوقات أخرى أفضّل عالم الحيوانات”.

واجتاحت التعليقات الغاضبة مواقع التواصل خصوصا أن الكاتب يحظى بمتابعة واهتمام في وسائل الإعلام العربية، وكتب ناشط:

emadelalem@

وكتبت معلقة:

Salwa_S_Sa@

الكاتب اليهودي الأميركي توماس فريدمان ينشر مقالاً مهيناً للعرب في صحيفة نيويورك تايمز يقارن فيه الدول العربية بالحيوانات،

بينما من ينظر إلى السياسة الخارجية الأميركية التي تشجع على الإبادة الجماعية سيجدها سلوكا تستحي منه مملكة الحيوانات بأسرها وتحتفي به مملكة الشياطين.

وجاء في تدوينة على إكس:

Profmzweiri@

واستعاد عدد من المعلقين مقالات سابقة للكاتب في صحيفة نيويورك تايمز وقد أثار فيها الجدل بسبب آراء وصفت بالتحيّز والعنصرية والإسلاموفوبيا، فيما تساءل آخرون عن كيفية موافقة فريق التحرير على نشر مقال من هذا النوع.

وقال آخر:

khosseni@

توماس فريدمان يكتب مقالا في نيويورك تايمز عنوانه “فهم الشرق الأوسط من خلال مملكة الحيوانات”! حيث يقارن جميع دول الشرق الأوسط بالحشرات وسلوكها. عموما هذا ليس غريبا فهو صهيوني متعصب، الغريب هو سماح نيوريوك تايمز بنشر المقال.

وأشار المدير التنفيذي للجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز عبد أيوب عبر إكس إلى ازدواجية المعايير في ما يتعلق بالعنصرية ضد العرب. وكتب “قل هذا عن أي فئة أخرى وشاهد ردة الفعل، سيُطرَد توماس فريدمان قبل أن يجفّ حبر مقالاته”، متابعاً “إن انطلاقة موسم الانتخابات تذكير بأن العنصرية المناهضة للعرب وكراهية الإسلام هما السائدتان، ولهذا السبب فإن هذه القمامة (أي المقال) مقبولة من الجميع، ولن تكون هناك أي محاسبة”.

وانتقد المذيع الأميركي – البريطاني مهدي حسن الخيارات التحريرية لإدارة الصحيفة، متسائلاً “ألم يفكر أي محرر أو كاتب عنوان في صحيفة نيويورك تايمز الليبرالية مرتين قبل أن ينشر هذا الهراء، ومع عنوان كهذا، من فريدمان؟”.

وكان الإعلامي ذو الأصول الهندية قد تعرّض لحملة واسعة من مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة، بسبب تعليقاته المنددة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة من خلال البرنامج الذي كان يقدّمه عبر قناة “إم.إس.إن.بي.سي”.

لكن هناك من أعجبه التشبيه الذي استخدمه فريدمان معلقا:

_DrAbdulsalam@

 

ووصفت إرين أوفربي، المحررة السابقة في “ذا نيويوركر”، المقال بأنّه “عنصري إلى درجة أنه كان من الممكن نشره في ‘در ستورمر’ (صحيفة كانت تصدر في ألمانيا خلال الحقبة النازية) أو في إذاعة رواندا قبل الإبادة الجماعية عام 1994″، مضيفة “إنه أمر مهين بشكل مروع، ويجب طرد فريدمان”.

5