توقعات بارتفاع كبير في عدد المراهقين الذين يعانون من زيادة الوزن

لندن - توقع خبراء أن يعاني حوالي نصف مليار مراهق في جميع أنحاء العالم من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2030، محذرين من أن صحة المراهقين وصلت إلى “نقطة تحول”.
وفي مراجعة جديدة رئيسية لصحة ورفاهية المراهقين، قال خبراء إن بعض العوامل الرئيسية المسببة لسوء الصحة بين المراهقين تحولت من السجائر والكحول إلى زيادة الوزن ومشكلات الصحة العقلية، حسب وكالة الأنباء البريطانية (بي.أي ميديا)، الأربعاء. وحذروا من أن الصحة العقلية بين المراهقين شهدت "تراجعا كبيرا" على مدى العقود الثلاثة الماضية وهو ما تفاقم بسبب أزمة كوفيد ــ 19.
ويكون المراهقون الذين يعانون من السمنة في غالب الأحيان عرضةً للتنمر والإساءة من قبل الآخرين الذين يعتبرون أكثر نحافة، وهذه الحالة يمكن أن تنعكس سلباً على نفسية المراهق، فيميل إلى الانعزال والانزواء وعدم الرغبة في المشاركة في أي شيء.
وفي هذه الحالة قد يتعرّض المراهق لبعض الضغوط النفسية الذاتية، حيث يلجأ إلى لوم نفسه على كل ما يحصل معه وعلى كل ما يتعرض له، وتصبح نظرته إلى ذاته سلبية باستمرار مع الشعور بالإحباط والاكتئاب باستمرار. وتوقع الخبراء أن يعاني 464 مليون مراهق حول العالم من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2030، أي بزيادة قدرها 143 مليونا عن عام 2015.
◙ المراهقون الذين يعانون من السمنة يكونون في غالب الأحيان عرضةً للتنمر والإساءة من قبل الآخرين الذين يعتبرون أكثر نحافة
وكشفت دراسة جديدة أن معدلات السمنة وزيادة الوزن تتزايد نتيجة الفشل الاجتماعي، وهو ما قد يعاني منه أكثر من نصف البالغين ونحو ثلث الأطفال واليافعين بحلول عام 2050. وذكرت الدراسة، التي نشرتها مجلة “لانسيت”، أن هذه النسب تتعلق بأكثر من 3.8 مليار بالغ و746 مليونا من الأطفال واليافعين.
وقالت إيمانويلا جاكيدو، وهي أستاذة في معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن في الولايات المتحدة ورئيسة الفريق الذي أجرى الدراسة، “الوباء العالمي غير المسبوق المتمثل في زيادة الوزن والسمنة هو مأساة متجذرة وفشل اجتماعي مهول.” واستخدم فريق الباحثين بيانات من 204 دول ومناطق للتوصل إلى هذه التقديرات وتوقُع ما يمكن أن يحدث في
المستقبل إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء. وقالوا إن معدلات الوزن الزائد والسمنة زادت بالفعل إلى أكثر من المثلين على مدى العقود الثلاثة الماضية، حيث أصيب بها أكثر من 2.1 مليار بالغ و493 مليونا تتراوح أعمارهم بين الخامسة و24 عاما حتى عام 2021.
وأشار الباحثون إلى أنه على الرغم من أن أسباب السمنة معقدة، ينبغي على الحكومات أن تستخدم التقديرات للتركيز على كيفية مساعدة السكان الأكثر عرضة للخطر، خاصة في ما يتعلق بتحسين فرص الحصول على أنظمة غذائية صحية.
والسمنة مرض معقد تزيد فيه كمية دهون الجسم زيادة كبيرة. والسمنة ليست مجرد مشكلة تتعلق بالمظهر الجمالي، بل إنها مشكلة طبية تزيد من عوامل خطر الإصابة بالكثير من الأمراض والمشكلات الصحية الأخرى. وقد يتضمن هذا مرض القلب وداء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول وأمراض الكبد وانقطاع النفس النومي وبعض أنواع السرطان.
هناك الكثير من الأسباب التي تجعل البعض يواجهون صعوبة في إنقاص الوزن. تنتج السمنة عادةً عن عوامل وراثية وفسيولوجية وبيئية، بالإضافة إلى اختيارات النظام الغذائي والنشاط البدني وممارسة الرياضة.