توتر علاقة حمدالله بالنصر السعودي

الرياض – توترت علاقة النجم المغربي عبدالرزاق حمدالله، بنادي النصر وجماهيره من جديد على غرار السنوات الثلاث التي قضاها في صفوف الفريق السعودي.
فما أن تستقر الأوضاع، إلا ويخرج ما يعكر صفو العلاقة أو يحاول خدشها في ظل الحب الجارف والشعبية الكبيرة التي يحظى بها اللاعب في مدرج العالمي. حمدالله قدم نفسه في آخر 3 سنوات، كواحد من أفضل المحترفين الأجانب الذين مروا في تاريخ كرة القدم السعودية، في ظل الأرقام القياسية التي حققها.
قصة حمدالله بدأت في اللحظات الأخيرة من الميركاتو الصيفي لموسم 2018-2019، قادما من صفوف الريان القطري، بعد أن منحه أصفر العاصمة قيمة الشرط الجزائي المقدرة بـ3 ملايين يورو، ليفسخ عقده في ظل توتر العلاقات بين الطرفين.
وصل حمدالله وهو غير جاهز بعد توقف طويل بسبب إصابة غيبته عن الملاعب طويلا، ولم يقدم ابن مدينة أسفي المغربية نفسه بشكل جيد في أول 10 مباريات من الدوري، لتنادي الجماهير برحيله. بيد أن إدارة سعود السويلم كانت أكثر حكمة وترو، وهي ترى في اللاعب قدرات لم تنفجر بعد، وبالفعل ثبتت صحة رأيها، ليقود المهاجم المغربي فريقه لتحقيق لقب الدوري السعودي ويضع اسمه في صدارة الأرقام القياسية التهديفية.
رفع العقد
ما إن انتهى الموسم وطار اللاعب لبلاده، حتى بدأ يخرج في القنوات الفضائية ووسائل الإعلام، ملمحا لوجود عروض أوروبية، وفي سياق الحديث أورد وجود وعود من الإدارة النصراوية لتحسين عقده على الرغم من تبقي موسمين مع فارس نجد ملزم بهما اللاعب.
وذهبت إدارة السويلم وعاش النصر فراغا إداريا ومازال اللاعب يتحدث عن العروض، حتى وصلت إدارة الدكتور صفوان السويكت وعبدالرحمن الحلافي التي سارعت بلملمة أوراق الفريق، لكن حمدالله لم يلتحق بمعسكر الفريق في البرتغال.
وطار الحلافي حينها لشبه الجزيرة الإيبيرية واستدعى اللاعب برفقة أخيه الوكيل وتم تمديد عقده لموسم ثالث مع تبقي موسمين في العقد القديم ورفع راتبه بما يزيد عن الضعف ليصل إلى 5.5 مليون يورو، وحفظت الإدارة النصراوية عقد اللاعب بشرط جزائي يصل إلى 20 مليون يورو.
علاقة النصر بحمدالله تبدو ضبابية ولا يعرف المشجع في أي صفحة ستطوى هذه العلاقة، إما بصورة حسنة أو خروج من الباب الصغير
بدأ الموسم الرياضي ومعه عاد حمدالله ليمارس هوايته بتمزيق شباك الخصوم، وفي ظل النشوة النصراوية بعودة الهداف المغربي حصلت قصة الخلاف بينه وبين موظفة تعمل في مطار الملك عبدالعزيز، وتدخل عقلاء النصر لحل الإشكالية. بعد أيام قليلة، نشب خلاف جديد بين حمدالله وابن جلدته نورالدين أمرابط، بسبب عدم السماح له بتسديد ضربة جزاء في مباراة أبها، ومرة أخرى يتدخل المشرف على الفريق عبدالرحمن الحلافي لحل هذه الإشكالية.
وفي ظل هذه الظروف كان حمدالله يزيد بفرط الحب بينه وبين الجمهور النصراوي، بفضل أهدافه التي تسكن وجدان العشاق الهائمين. لكن العلاقة بين النصر وحمدالله لا تعرف الاستقرار، حيث تأخر اللاعب عن العودة من إجازة قصيرة لرؤية مولوده في أميركا، واضطرت الإدارة النصراوية لمعاقبته بالتنسيق مع المدرب وإبعاده عن المباراة، ما دفع اللاعب لإلغاء متابعة حساب النادي ثم خرج معتذرا. أزمة جديدة زادت من التوتر بين اللاعب وإدارته، في أعقاب التوقف بسبب جائحة كورونا، فعلى الرغم من التساهل تجاه وزنه الزائد، إلا أنه ذهب للمغرب رافضا العودة، بسبب رواتبه المتأخرة عقب الوداع الآسيوي.
صفحة جديدة
وفي الموسم الرابع استبشرت جماهير النصر، بعودة الجلاد المغربي لسابق عهده قياسا بما بذله طوال فترة التحضيرات، إلا أن هذا التفاؤل سرعان ما تبخر في أول مباراة عندما غضب اللاعب من استبداله خلال مباراة ضمك الافتتاحية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل خرج شقيق اللاعب ليؤكد استعداد حمدالله لخوض تجربة جديدة ما أغضب النصراويين، وسط أنباء عن وجود عروض محلية وخارجية، ليخرج مدير المركز الإعلامي للنصر وينفي الأمر.
وخلال الساعات الأخيرة، فوجئت إدارة النصر باعتذار من النجم المغربي عن عدم المشاركة في مباراة الفيصلي بحجة فقدانه للتركيز. وتبدو علاقة النصر بحمدالله، ضبابية ولا يعرف المشجع في أي صفحة ستطوى هذه العلاقة، إما بصورة حسنة أو خروج من الباب الصغير.