تهمة الإرهاب تلاحق عوائل عراقية ومن يحاول مساعدتها

الموصل (العراق) - تلاحق التهمة الجاهزة بالإرهاب والانتماء إلى تنظيم داعش أو التعاون مع عناصره أهالي عدد من المناطق العراقية التي استعيدت من التنظيم بحرب مدمّرة عانى الأهالي أنفسهم ويلاتها، وما تزال تبعاتها تمنع تطبيع الحياة في تلك المناطق.
ولا تُستخدم تلك التهمة التي لا تستثني حتى العاملين في الحقل الإنساني، فقط كطريقة للانتقام وتصفية الحسابات العرقية والطائفية، وأحيانا السياسية، بل كثيرا ما تتحوّل إلى وسيلة لتحقيق مكاسب مادية عبر استخدامها في التهديد والضغط والابتزاز.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، الإثنين، مسؤولين بمحافظة نينوى بشمال العراق بمضايقة وتهديد واعتقال عاملين في مجال الإغاثة أو حتى اتهامهم بالإرهاب، ما يؤدى إلى تقويض عملهم.
وكشفت المنظمة عن أنه في “بعض الحالات تجبر السلطات المحلية المنظمات على التوقف عن تقديم الخدمات لعائلات متهمة بربط علاقات مع تنظيم داعش”.
ونقل تقرير نشرته المنظمة على موقعها الإلكتروني عن لما فقيه نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة القول “وكأن ظروف عمل عمال الإغاثة ليست صعبة بما فيه الكفاية.. هؤلاء يواجهون في الموصل وأجزاء أخرى من نينوى تهما لا أساس لها بانتمائهم إلى داعش، بل وقد اعتقلوا. ويبدو أن اتهاماتهم بالانتماء إلى داعش هي محاولات مكشوفة لدفع بعض المنظمات إلى تحويل المساعدات إلى سلطات محلية فاسدة، أو التوقف عن تقديم المساعدة إلى بعض العائلات المحتاجة المتهمة بوجود أقارب لها في داعش”.
وحثّت المنظمة قوات الأمن العراقية على “إدراج المعلومات المتعلقة بحماية العاملين في المجال الإنساني والمبادئ الإنسانية في مناهج تدريبها لعناصرها، وأن تضع إجراءات تشغيلية موحدة للتحقيق ومعالجة حوادث الاستهداف أو التدخل في العمل الإنساني”.
وناشدت “الجهات المانحة، التي تموّل العمليات الإنسانية في العراق، وشركاء التحالف الدولي ضدّ تنظيم داعش، والقادة في الوكالات والمنظمات الإنسانية أن تثير حالات الاستهداف، وأن تتواصل مع مكتب رئيس الوزراء العراقي، وأن تضغط على الحكومة لوضع حد للهجمات ومحاسبة المسؤولين”.
وشددت فقيه على أنه “ما لم تكن هناك استجابة قوية لوقف الانتهاكات بحق العاملين في المجال الإغاثي ومحاولات تقويض عمليات الإغاثة، فسيصبح من الأصعب والأكثر خطورة بالنسبة لهم مساعدة العراقيين الذين يحتاجون إلى المساعدة، بما في ذلك العائلات ذات الانتماء المزعوم إلى داعش”.
وكانت محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل على رأس المناطق العراقية التي عانت احتلال تنظيم داعش لها بين سنتي 2014 و2017، كما عانت تبعات الحرب ضدّه وما خلّفته من خسائر بشرية ومادية فادحة ومن دمار كبير في البنى التحتية ما يزال ماثلا إلى اليوم في الموصل.
كما لا تزال فظاعات تلك الفترة تتكشّف تباعا، حيث أعلن الإثنين عن العثور على رفات ثلاثة وعشرين إيزيديا في ناحية المحلبية الواقعة على بعد تسعين كلم غربي الموصل، قالت قيادة عمليات نينوى إنهم من ضحايا تنظيم داعش.
وما يزال للتنظيم المتشدّد وجود عبر خلايا نائمة في تلك المناطق. وقالت القوات الأمنية، الإثنين، إنّها اعتقلت سبعة من عناصر داعش بينهم قيادي يحمل الجنسية السورية في قضاء البعاج. فيما أقدم التنظيم على قتل مدنيين اثنين كان اختطفهما الأحد من قرية عيونات الواقعة ضمن قضاء سنجار بالمحافظة ذاتها على خلفية اتهامهما بالتعاون مع القوات الأمنية.