تهديدات الذكاء الاصطناعي تطال العاملين في سيليكون فالي

نموذج الذكاء الاصطناعي بات قادرا على إجراء محادثة صوتية واقعية وقادرا على التفاعل عبر النص والصورة.
الجمعة 2024/05/24
العاملون في سيليكون فالي ليسوا بمأمن

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - مع إعلان شركة أوبن إيه آي عن نسختها الجديدة من برنامج تشات جي بي تي- o4 وإطلاق غوغل نسختها الجديدة جيميني 1.5 برو، وتمتع كليْهما بقدرات مذهلة غير مسبوقة، بدأ السؤال الكبير يطرح نفسه: ما تأثير ذلك على وادي السيليكون والعاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات؟

خلال النسخ السابقة من برامج الذكاء الاصطناعي المختلفة والتي أطلقتها كبرى شركات التقنية، أحدث الذكاء الاصطناعي التوليدي، ثورة في صناعة تكنولوجيا المعلومات في جميع أنحاء العالم، وهي الثورة التي يرى البعض أنها عززت من فكرة التحول الرقمي وحفزت الابتكار. ومع النسخة الجديدة من تشات جي بي تي أصبح نموذج الذكاء الاصطناعي قادرا على إجراء محادثة صوتية واقعية وقادرا على التفاعل عبر النص والصورة.

كما تتيح الإمكانيات الصوتية الجديدة للمستخدمين التحدث إلى تشات جي بي تي وإجراء حوار معه وكذلك الحصول على استجابات في الوقت الفعلي دون أي تأخير، بالإضافة إلى مقاطعة النظام أثناء التحدث، وهي من السمات المميزة للمحادثات الواقعية التي مثلت في وقت سابق تحديًا كبيرا، ويفتح الباب أمام استخدامه في عمليات الترجمة الفورية.

وكتب سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، في منشور بمدونته الشخصية: “يبدو الأمر وكأن الذكاء الاصطناعي من الأفلام… لم يكن التحدث إلى جهاز كمبيوتر أمرًا طبيعيًا بالنسبة لي أبدًا؛ والآن أصبح كذلك”.

45

في المئة من العاملين في قطاع المعلومات في العالم يقولون إن الذكاء الاصطناعي سيحل محلهم

لكن على الجانب الآخر، مثل الأمر عامل قلق متزايد للعاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وترسخت لدى الكثيرين فكرة اقتراب موعد استبدال البشر بالآلات في هذا المجال، بحسب ما أفاد موقع بيزنس إنسايدر.

ولا يساعد الذكاء الاصطناعي شركات تكنولوجيا المعلومات على الازدهار في الوقت الحالي فحسب، بل يحمل أيضًا وعودًا كبيرة للمستقبل. ومع ذلك، إلى جانب إمكاناته المذهلة، يطرح الذكاء الاصطناعي أيضًا العديد من المخاوف التي تتطلب دراسة متأنية وإستراتيجيات استباقية لضمان استخدامه المسؤول والأخلاقي أيضا.

ويشير تحليل لموقع إيكونوميست إلى قلق متزايد بين شركات التقنية وخصوصا في الهند والتي تُسند إليها شركات التقنية العالمية عددا من المهام نظرا لتفوق العاملين من الهنود.

لكن مؤخرا، قامت سبعة من أكبر هذه الشركات بتسريح 75 ألف موظف في العام الماضي. تقول الشركات إن هذا التخفيض، الذي يعادل حوالي 4 في المئة من قوتها العاملة مجتمعة، لا علاقة له بالذكاء الاصطناعي لكنه يعكس التباطؤ الأوسع في قطاع التكنولوجيا.

 يقول المسؤولون في هذا القطاع بالهند إن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة، وليس تهديدًا لكن هناك من يرى أن ما حدث هو رد فعل للتطور الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع يساهم بنسبة 7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للهند، ويمثل ما يقرب من ربع إجمالي الصادرات.

وأفاد التقرير السنوي لمؤشر اتجاهات العمل لعام 2024 الذي أصدرته مؤخرًا شركتي مايكروسوفت ولينكد-إن، أن 45 في المئة من العاملين في قطاع تقنية المعلومات في جميع أنحاء العالم يقولون إنهم قلقون من أن الذكاء الاصطناعي سيحل محلهم، لكن لورانس ليو، مدير ابتكار الذكاء الاصطناعي في شركة إيه آي سنغابور، يقول إن هناك تهديدًا أكثر إلحاحًا في الوقت الحالي: “لن يحل الذكاء الاصطناعي محلك.. سوف يتم استبدالك بشخص يستخدم الذكاء الاصطناعي ليتفوق عليك”.

12