تناول المضادات الحيوية يؤثر على التحفيز والتحمل لدى الرياضيين

ممارسة الأنشطة الرياضية خلال فترة تعاطي المضادات الحيوية تشكل خطرا كبيرا على الصحة.
الأحد 2022/08/07
وجوب إيقاف التمارين في حالة المرض

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - أظهرت دراسة أميركية أن تناول المضادات الحيوية لعلاج بعض الأمراض يقضي على نوع من البكتيريا التي تعيش في الأمعاء، مما يؤثر على التحفيز والتحمل لدى الرياضيين.

وتهدف الدراسة التي أجراها فريق بحثي بجامعة كاليفورنيا ريفر سايد الأميركية إلى تحديد تأثير بكتيريا الأمعاء على العادات الرياضية الطوعية لدى البشر.

وفي إطار الدراسة التي نشرها الموقع الإلكتروني “سايتيك ديلي” المتخصص في الأبحاث العلمية، قام الباحثون بتحليل عينات من فضلات فئران بعد إخضاعها لبرنامج علاج بالمضادات الحيوية لمدة عشرة أيام، وتبين من التحليل تراجع في نوع من بكتيريا الأمعاء لدى هذه الفئران.

وتضمنت الدراسة تقسيم الفئران إلى مجموعتين، مع إكساب إحداها عادة ممارسة النشاط الحركي والتدريبات الرياضية. وكشفت الدراسة عدم إصابة أي من المجموعتين بأعراض مرضية بعد تناول المضادات الحيوية، ولكن النشاط الحركي لدى الفئران “الرياضية” تراجع بنسبة 21 في المئة، كما ظلت الفئران الرياضية غير قادرة على استعادة مستواها السابق لمدة 12 يوما بعد التوقف عن تناول المضادات الحيوية.

الشخص الذي يمارس الرياضة بشكل عارض لن يتأثر كثيرا بتناول المضادات الحيوية، عكس الرياضي المحترف

أما بالنسبة إلى الفئران غير الرياضية، فلم يطرأ تغيير على عاداتها السلوكية الحركية سواء في فترة تناول المضادات الحيوية أو بعدها.

وتقول مونيكا مكنمارا الباحثة في مجال علم الأحياء التطوري إن “الشخص الذي يمارس الرياضة بشكل عارض أو متقطع لن يتأثر كثيرا بتناول المضادات الحيوية، ولكن بالنسبة إلى الرياضيين المحترفين، فإن أي تراجع في مستواهم، قد يكون له تأثير بالغ”.

ويوضح الباحث تيودور جارلاند الذي شارك في إعداد الدراسة إن “الفضلات الناتجة عن التفاعلات الأيضية الناجمة عن البكتيريا في الأمعاء يمكن إعادة امتصاصها وتحويلها إلى وقود أو طاقة للجسم، وبالتالي كلما قلت البكتيريا المفيدة داخل الأمعاء، كلما تراجع الوقود الذي يحصل عليه الجسم”.

وتشكل ممارسة الأنشطة الرياضية خلال فترة تعاطي المضادات الحيوية خطرا كبيرا على الصحة.

وأوصى الدكتور هيربرت بروك بالامتناع عن ممارسة الأنشطة الرياضية خلال فترة تعاطي المضادات الحيوية.

وعلل طبيب القلب الألماني ذلك بأن الجسم يحتاج إلى المزيد من الطاقة للتغلب على العمليات الالتهابية المستمرة، وهو ما يتعارض مع ممارسة الرياضة التي تستلزم المزيد من الطاقة هي الأخرى. وأضاف بروك أنه حتى بعد انتهاء تناول المضادات الحيوية لا بد للجسم من الحصول على راحة، والتي تعتمد مدتها على عدة أمور منها المرض ذاته؛ فالتهابات المسالك البولية تستلزم العودة بحرص بعد الانتهاء من تناول الدواء بيومين إلى ثلاثة أيام.

الفضلات الناتجة عن التفاعلات الأيضية الناجمة عن البكتيريا في الأمعاء يمكن إعادة امتصاصها وتحويلها إلى وقود أو طاقة للجسم

أما تناول المضادات الحيوية بسبب الالتهاب الرئوي أو التهاب اللوزتين القيحي فيتطلب عودة أكثر حذرا.

وبوجه عام ينبغي التوقف عن ممارسة الأنشطة الرياضية بعد الانتهاء من تناول المضاد الحيوي بنفس عدد الأيام، التي تم تناول المضاد الحيوي فيها.

فعلى سبيل المثال إذا تم تناول المضاد الحيوي لمدة أسبوع فيتعين على المرء الانتظار لمدة أسبوع حتى يعاود ممارسة نشاطاته الرياضية مرة أخرى، ولا بد أن يتم ذلك بحذر شديد وليس بالشكل الذي سبق المرض. وينصح الخبراء بتجنب الرياضة طيلة فترة تناول المضاد الحيوي، وذلك لأنَّ الجسم يكون في مرحلة إعادة بناء الخلايا، وهو ما قد يكون ضاراً للجسم، ويجهد القلب.

كما ينصحون بوجوب إيقاف التمارين في حالة المرض، أو عندما تظهر أعراض أخرى بالإضافة إلى نزلة البرد، ويصف الطبيب المضادات الحيوية حتى لا تزيد من ضعف جهاز المناعة.

ويوصي الأطباء بإلغاء الأنشطة الرياضية في حالات الإصابة بالحمى والضعف العام والصداع والأوجاع والتعب.

16