تنامي النفوذ الروسي في ليبيا يهدد جهود كبح الهجرة إلى أوروبا

بنغازي- حذرت جريدة 'ديلي إكسبرس' البريطانية من أن استمرار التعامل الغربي مع قائد الجيش الليبي (قوات شرق ليبيا) المشير خليفة حفتر يهدد بعرقلة المساعي الأوروبية الهادفة لكبح النفوذ الروسي المتنامي في ليبيا.
وحذرت أيضا من أن أوروبا قد تدفع فاتورة توسع النفوذ الروسي في ليبيا اذ قد يوفر ذلك فرصة لموسكو للاستثمار في ورقة الهجرة واستخدامها للضغط على القوى الأوروبية.
وجاءت تحذيرات الصحيفة البريطانية بعد أيام من حضور السفير البريطاني لدى ليبيا عرضا عسكريا للقوات التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي في مدينة بنغازي بحضور حفتر، معتبرة أن الأخير أصبح يعتمد بشكل كبير على قوة الجيش الروسي للحفاظ على سلطته. كما أشارت إلى وجود عدد هام من القوات الروسية منها 1500 من القوات النظامية وصلوا شرق ليبيا في الآونة الأخيرة.
وتتواصل التحذيرات على أكثر من جهة اذ سبق أن نبهت وكالة الحدود الأوروبية 'فرونتكس' من أن توجه بوتين لنقل المهاجرين إلى عتبة أوروبا، سواء على طول الحدود الشرقية لروسيا أو من خلال وكلاء في أفريقيا، يشكل تهديدا كبيرا للأمن في العام 2024.
ويشير تقرير 'ديلي إكسبرس' إلى أن الدبلوماسيين الغربيين يحاولون مغازلة المشير حفتر من خلال تقديم التنازلات والعقود الاقتصادية مقابل تعهده بكبح تدفق المهاجرين غير النظاميين.
وأمام تنامي النفوذ الروسي، حاولت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في العامين الماضيين استمالة المشيرة حفتر. وتتالت الزيارات لمسؤولين أوروبيين إلى بنغازي. وحملت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني في مناسبتين في الآونة الأخيرة، عقود وصفقات اقتصادية وأمنية مقابل تعهد حفتر بالتعاون في وقف تدفق المهاجرين صوب أوروبا.
كما التقى مارتن أندرو السفير البريطاني لدى ليبيا الأسبوع الماضي مع قائد الجيش الليبي في بنغازي لنقل وجهة النظر القائلة بأنه يجب على جميع الأطراف المشاركة في العملية السياسية للأمم المتحدة.
ويتصدر الحديث عن النفوذ الروسي في ليبيا وعن رغبة موسكو في التوسع في افريقيا عموما أحاديث المراقبين والمحللين خاصة مع تواتر المخاوف الأوروبية وتأثيره على مصالحهم، فيما حذر آخرون من خطورة الوضع.
وبحسب تقرير 'ديلي اكسبريس'، فإن الوجود الروسي في ليبيا مكنها من جني خمسة مليارات يورو، إضافة الى أكثرمن 2.5 مليار يورو من الذهب المهرب كما فرضت سيطرتها على منجم ألماس بقيمة مليار يورو في جمهورية افريقيا الوسطى بصافي عائدات 300 مليون يورو سنويا.
وتتنامى المخاوف من التمدد الروسي في ليبيا في غرب البلاد. وقد سبق لدار الإفتاء أن ذكرت أنها تتابع وصول قوات وأسلحة روسية، تمهيدا لدخول "فيلق افريقيا" إلى ليبيا ودول أخرى مجاورة، معتبرة أن ما سمته بـ"الجهاد" ضد هذه القوات "واجب شرعا على أهل ليبيا"، مضيفة في بيان لها، ان الوجود الروسي المسلح على الأراضي الليبية يعد احتلالا وغزوا للبلاد.
ونشرت وسائل إعلام ليبية محلية في الأيام الماضية، لقطات تشير الى وصول دفعة خامسة إلى ميناء الحريقة في مدينة طبرق أقصى شرق ليبيا خلال 45 يوما من التجهيزات العسكرية تضم أسلحة وذخائر ومعدات وشاحنات عسكرية لإنشاء الفيلق الروسي الافريقي.