تمرين القوة يساعد على منع مخاطر الوظائف المكتبية

لندن ـ تشير دراسات عدة إلى أن الخمول البدني قد يكون قاتلا لأنه يفقد الأشخاص القوة العضلية، ما يجعلهم أكثر عرضة لمواجهة مجموعة من المشكلات الصحية.
وقد تشمل هذه المشكلات التدهور المعرفي، وسوء الصحة العقلية، والظروف العضلية الهيكلية، والتعرض لإصابات خطيرة، والدخول إلى المستشفى، والإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والخرف، الضعف والعجز الوظيفي وحتى بعض أشكال السرطان.
وارتبط انخفاض النشاط في السابق بالتقدم في السن، ولكن الآن، أصبح الشباب، وخاصة أولئك المنخرطين في الأعمال المستقرة مثل الوظائف المكتبية، خاملين، وضعفاء جسديا، ويأخذون إجازات مرضية طويلة الأجل، ويتقاعدون مبكرا.
ويمكن أن تؤدي ظروف العمل المستقرة إلى التعب العقلي والأوجاع والآلام، بل وربما تكون عاملا مساهما في أعلى مستويات الضعف الاقتصادي.
وتعد تمارين القوة أحد أكثر أنواع التمارين فعالية للصحة البدنية والعقلية، وهي إحدى أبرز التوصيات المدرجة في إرشادات النشاط البدني لمنظمة الصحة العالمية.
ومع ذلك، فإن هذا النوع من التمارين، الذي ينطوي على استعمال مقاومة أو ثقل لأجل تحفيز تقلص العضلات الهيكلية ما يزيد من قوتها، وحجمها، يعد واحدا من الأنشطة البدنية التي يصعب الالتزام بها.
ويميل الناس إلى الاعتقاد بأنهم ليسوا صغارا أو لائقين بدنيا أو نشطين بما يكفي لبدء تمرينات القوة، لكن الأبحاث وجدت أن العكس هو الصحيح، حيث أن البدء بمثل هذه التمرينات، في أي عمر وعلى أي مستوى من مستويات اللياقة البدنية، يؤدي إلى زيادة مستويات الطاقة وزيادة تلقائية في النشاط البدني.
انخفاض النشاط في السابق ارتبط بالتقدم في السن، ولكن الآن، أصبح الشباب، وخاصة أولئك المنخرطين في الأعمال المستقرة، خاملين
وتشمل العوائق الأخرى التي تحول دون البدء بتمرينات القوة ضيق الوقت، ونقص المعرفة المتخصصة، ومساحات الصالات الرياضية التجارية غير المريحة.
ولتجنب جميع هذه العوائق، يمكن للعاملين في المكاتب، البدء في القيام بتمرين القرفصاء لمدة دقيقة واحدة فقط بشكل دوري، خلال فترات الجلوس الطويلة، والتي تبين أنها قد تساعد في الحفاظ على الوظيفة الإدراكية للدماغ، بما في ذلك الإثارة الذهنية والتركيز، ويقلل من مشاعر التعب.
ويساعد تمرين القرفصاء، على بناء العضلات في الجزء السفلي من الجسم، وذلك لأنه يركز على الساق ويتطلب استخدام أسفل الظهر، وأوتار الركبة، وعضلات ربلة الساق.
وتعتبر القرفصاء جلسةً شائعةً يقوم بها الجميع في كل مكان، وقد استُوحِي منها تمرينٌ يُدعى بتمرين القرفصاء، ويتمّ التركيز من خلاله على أجزاء الجسم السُّفلية، كالبطن والحوض والسّاقين والأوراك أيضاً. وتمرين القُرفصاء هو أحد التمارين التي تُمكن مُمارستها بأشكال وطُرُق مُختلفة اعتماداً على الهدف المطلوب؛ حيثُ تُمكن مُمارسته دون أدوات لتحسين لياقة الجسم بشكلٍ عام وشدّ العضلات المُتأثرة في هذا التمرين.
ويستفاد من هذا النّوع من تمارين القُرفصاء في تحقيق اللياقة والمرونة للجسم، إضافةً إلى شدّ عضلات المؤخّرة، والسّاق، والمعدة، والظّهر بشكلٍ رئيسي، ويُعطي قوّة لهذه العضلات. ويُعتبر هذا النّوع من تمارين القُرفصاء سهلاً نسبيّاً، ويُفضّل تكراره من 20 إلى 30 مرة، ويتم كالآتي:
- المُباعدة بين الساقين والركبتين بمسافةٍ قليلة قبل النزول، مع فتح الأرجُل بزاوية خفيفة بحيث تُشكّل معاً رقم 7 بالعربيّة.
- وضع اليدين على جانبيْ الجسم، أو مدُّهُما أمامه أثناء القيام بالتمرين.
- النزول للأسفل باستخدام المؤخّرة، وكأنّ الشّخص يُريد الجلوس على كُرسي مُنخفض.
- المُحافظة على استقامة الظهر أثناء النزول مع فتح الصدر.
- عندما تُشكّل الفخذ زاوية قائمة مع الجُزء السُّفلي من السّاق (تكون السّاق عند جُزء العضلات الرُّباعيّة موازية للأرض)، أو أن تُشكّل زاوية أصغر من ذلك، يجب البدء بالصّعود من جديد؛ مع التّركيز على أن يتم الدّفع بعضلات المؤخّرة والسّاق فقط، ويُعتبر ذلك انتهاء التمرين واحد من القرفصاء