تمارين اليوغا تساعد في التغلب على حرارة الصيف

عامل الطقس وتقلباته يمكن أن تصبح حافزا إضافيا لممارسة التمارين الرياضية والحفاظ على نسق اللياقة البدنية.
الأحد 2021/07/04
دعم للجسم والعقل لمواجهة حرارة الصيف

يعزف الكثير من الناس عن ممارسة الرياضة في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة لما تسببه من شعور بحالة من الإعياء الشديد للجسد، إلا أن مدرب تمارين جماعية بناد رياضي بدبي يقدم بعض الوضعيات المناسبة لممارسة اليوغا بوصفها تساعد في دعم الجسم والعقل لمواجهة حرارة الصيف.

دبي- لا يقتصر دور ممارسة اليوغا على الحصول على الراحة فقط، بل تعتبر أيضا من التمارين المثالية للمساعدة في دعم الجسم والعقل لمواجهة حرارة الصيف.
وقال ريو نونغا كبير مدربي التمارين الجماعية في النادي الرياضي فيتنس فيرست بدبي، إن “ممارسة اليوغا أثناء الطقس الأكثر دفئا مفيدة للغاية للجسم، بالمقارنة مع أشهر الشتاء”.

والحفاظ على نسق معتدل ومتوازن للياقة يستلزم ممارسة التمارين بشكل منتظم ومتواصل دون انقطاع، حتى لا يفقد الجسم مرونته وقوته. وقضاء الصيف دون تدريبات يفوت على العضلات وسائر الأعضاء وقتا ثمينا قد تصعب معه عملية استرجاع نسق اللياقة مجددا في ما بعد.

العزوف عن الرياضة

ممارسة اليوغا أثناء الطقس الأكثر دفئا مفيدة للغاية للجسم، بالمقارنة مع أشهر الشتاء

يتعلل الكثيرون بارتفاع درجات الحرارة للعزوف عن ممارسة الرياضة في هذا الفصل الحار، بدعوى أنها تتسبب في حالة إعياء شديد للجسد، بسبب ارتفاع نسبة التعرق وتزايد نبضات القلب.

إلا أن نونغا يوضح أن “الطقس الدافئ يسمح بالحصول على فيتامين دي بشكل طبيعي؛ حيث يساعد هذا الفيتامين في تجديد الجسم والحفاظ على وظيفة المناعة الجيدة وصحة القلب، ويمكن أن يساهم أيضا في إرخاء العضلات، التي تزيد من مرونة الجسم عند ممارسة اليوغا في أشهر الصيف”.

ويرى باحثون أن عامل الطقس وتقلباته يمكن أن تصبح حافزا إضافيا لممارسة التمارين الرياضية بدل التذرع بها. فلكل فصل مميزات من الممكن استغلالها لابتداع أنواع مختلفة من الرياضات الممتعة. ولفت نونغا إلى أنه “من المهم الحفاظ على برودة الجسم في الصيف، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال مجموعة متنوعة من حركات اليوغا”.

وتجاوزت اليوغا اليوم دورها الأصلي كوسيلة في الطب الصيني والهندي التقليدي لتصبح أداة تساعد في التخلص من الضغوط النفسية ولا تكاد تغيب عن قائمة الأنشطة المنصوح بإدخالها في نمط الحياة اليومية للتمتع بمزاياها المتعددة.

وهناك أكثر من مئة نموذج مختلف من أساليب اليوغا، بعضها يضمّ حركات سريعة ومكثّفة، وبعضها الآخر يتضمّن حركات الراحة والاسترخاء. وأوردت مجلة “شايب” الأميركية المعنية بالصحة والجمال أن اليوغا لها أساليب عديدة، مشيرة إلى أن الأهداف والاحتياجات الشخصية هي التي تحدد الأسلوب المناسب.

وقدم نونغا أفضل خمس وضعيات لليوغا، والتي يمكن أن تساهم في إرسال موجات مهدئة عبر الجهاز العصبي، بالإضافة إلى أنها تساعد الجسم في المحاولات التي يقوم بها للتنظيم الذاتي والحفاظ على اللياقة.

وينصح بتحية القمر، وهي عبارة عن مجموعة من الوضعيات التي يتم تنفيذها في تسلسل معين. وتعمل هذه السلسلة من الحركات على تحقيق التناغم بين التنفس والحركة وتضع الشخص في حالة من التأمل.

فرصة لتبريد الجسم

 
 
الحفاظ على نسق معتدل ومتوازن للياقة يستلزم ممارسة التمارين بشكل منتظم ومتواصل دون انقطاع

تنسّق كل وضعية في هذا التمرين كتمرين تحية الشمس المعروف في اليوغا، مع التنفس، ولكن على عكس تحية الشمس التي تركز على تدفئة وتحفيز الجسم، فإن تحية القمر تساهم في تبريد وتهدئة الجسم، وأيضا للتمرين دور كبير في تهدئة العقل وتعزيز الوعي، وهو مفيد عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة وتحتاج للهدوء.

أما الوضعية الثانية التي يوصي بها نونغا، فهي انحناء الظهر، والتي يرى أنها تبدو صعبة، مشيرا إلى أن “الجزء الأصعب كونه معاكسا للطريقة الطبيعية التي نحرك بها أجسامنا. نحن نميل إلى الأمام بينما تأخذك هذه الوضعية في الاتجاه المعاكس، لكن يمكن تنفيذها بوضع مسند لدعم الظهر”.

وتتمثل الوضعية الثالثة في الوقوف بالاستناد على الكتف، ويساعد هذا التمرين في تمديد الرقبة والكتفين ويقوي الساقين وعضلات الأرداف الداخلية والذراعين وعضلات البطن. كما يحفز عمل أعضاء البطن والغدة الدرقية ويسهل الهضم وتنظيم الهرمونات، وهو مفيد للذين يعانون من القلق والتوتر والاكتئاب بدرجة معتدلة.

ويحذر نونغا الذين يعانون من أي شكل من أشكال إصابات الرقبة عند ممارسة هذا التمرين، حيث يوصيهم باستخدام مسند مخصص لدعم أسفل الكتفين وحماية العمود الفقري العنقي.

وتعتمد الوضعية الرابعة على ثني الجسم نحو الأمام أثناء الجلوس، وهو ما يساعد على الهدوء والاسترخاء ويمكن أن يساعد أيضا في تخفيف حالات التوتر والقلق والأرق والصداع والاكتئاب بدرجة معتدلة. أما بدنيا فيساعد هذا التمرين في مرونة العمود الفقري والكتفين وأوتار الركبة، ويحفز الأعضاء الداخلية، ويمكنه أيضا تحسين الهضم ويخفف من الألم خلال الحيض.

ويعد الالتواء أثناء التمدد على الأرض آخر الوضعيات الخمس التي يوصي بها نونغا، ويساعد هذا التمرين على جعل الانتقال من حالة اليانغ (التدريب) إلى حالة الين (وضعية الاسترخاء) أو ما يعرف بالشافاسانا، بشكل سلس. ويعد هذا التمرين مهدئا ويساعد على التنفس بشكل بطيء وهو تمرين علاجي.

واليوغا ليست مجرد القدرة على ثني الظهر بمرونة أو اتخاذ وضعيات يصعب على الإنسان العادي القيام بها، ذلك أنها ترتكز على ثلاثة عناصر هامة وهي التدريبات العقلية وتدريبات التأمل والتمارين الجسدية، فهي تعمل على تحسين الأداء العقلي وتساعد الفرد على التركيز الجيد وتقلل من التوتر وتحسن المزاج وتمنح شعورا بالنشاط والتفاؤل.

ويتميز فصل الصيف بارتفاع درجات الحرارة وطول ساعات النهار، لذلك يفضله الكثيرون لبرمجة إجازاتهم السنوية للاستمتاع بكثرة الأنشطة وتنوعها. ولا يتعارض الاستمتاع بالإجازة مع اليوغا، إذ يمكن ممارستها في كل مكان سواء على الرمال أمام البحر أو المسابح أو في الفندق أو بين أحضان الطبيعة.

وأثبتت الأبحاث أن ممارسة الرياضة في البحر تحسّن المزاج وتفيد الجهاز التنفسي والصحة، حيث كشف باحثون أن استنشاق هواء البحر المالح يساعد في تنظيف الرئتين. ويحث الكثير من مدربي اللياقة حول العالم الناس على تجربة اليوغا المائية والانتظام في ممارستها لما لها من فوائد كبيرة على الجسم والمزاج، فإضافة إلى أهمية الرياضة في الماء، تساعد اليوغا المائية على الشعور بالاسترخاء والتوازن النفسي والتخلص من التوتر والقلق.

18