تلوث الهواء يزيد مخاطر الإصابة بجلطات الدم

هناك نوعان من جلطات الأوردة العميقة وهما الجلطة التي تتكون في أوردة الساق أو الذراع، والانصمام الرئوي.
الأربعاء 2024/12/18
إجراءات للوقاية من تجلط الدم

سان فرانسيسكو ( الولايات المتحدة) - كشفت دراسة أميركية أن التعرض لتلوث الهواء لفترات طويلة يزيد مخاطر الإصابة بجلطات الدم في الأوردة. ويقول الأطباء إن هناك نوعين من جلطات الأوردة العميقة، وهما الجلطة التي تتكون في أوردة الساق أو الذراع، أو الانصمام الرئوي الذي يحدث عندما تتكون جلطة في الجسم، ثم تتحرك حتى تصل إلى الرئة، علما بأن النوعين يشكلان خطورة على حياة المريض.

وقام فريق بحثي من جامعات مينسوتا وواشنطن وأوكلاهوما بالولايات المتحدة بمتابعة 7600 مريض بالغ يعيشون بالقرب من ست مدن أميركية مع قياس معدلات جودة الهواء في تلك المناطق. وعلى مدار 17 عاما، تم نقل 250 منهم إلى المستشفى جراء إصابتهم بجلطات في الدم. وتبين من الدراسة أن التعرض لجزيئات الغبار الدقيقة، التي تنبعث عن محطات الطاقة أو حرائق الغابات يزيد مخاطر الإصابة بالجلطات بنسبة 39 في المئة.

وأظهرت الدراسة التي أوردها الموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية أن التعرض بشكل مزمن لأكسيد النتروجين وثاني أكسيد النتروجين اللذين ينبعثان من عوادم السيارات يزيد مخاطر الإصابة بالجلطة بنسبة 121 في المئة و174 في المئة على الترتيب. وذكر الباحثون أن هذه النتائج “تضيف إلى الأدلة المتراكمة بشأن المخاطر الصحية الناجمة عن تلوث الهواء.”

يُمكن تعريف تلوث الهواء بأنه احتواء الهواء على مزيج من الجسيمات والغازات بتراكيز ضارة، حيث يمثّل كل من الدخان، وحبوب لقاح النباتات وغاز الميثان وثاني أكسيد الكربون أمثلة على بعض ملوثات الهواء الشائعة، ويجدر بالذكر أن تلوث الهواء يمكن له أن يشمل الهواء الطلق خارج المنازل، إضافة إلى الهواء في الأماكن الداخلية، وبشكل عام يشكّل تلوث الهواء تهديدا كبيرا على المناخ وعلى الصحة، فقد يؤدي استنشاق الهواء الملوّث إلى الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة، مثل السكتة الدماغية، وأمراض القلب، وأمراض الجهاز التنفسي الحادة، وسرطان الرئة، مما يسبّب بالتالي حدوث حوالي سبعة ملايين حالة وفاة مبكّرة كل عام.

التعرض لجزيئات الغبار الدقيقة التي تنبعث عن محطات الطاقة أو حرائق الغابات يزيد مخاطر الإصابة بالجلطات بنسبة 39 في المئة

ويرى الخبراء أن تلوث الهواء يمثل حالة طوارئ عالمية للصحة العامة. كما يهدد الجميع من الأطفال الذين لم يولدوا بعد حتى الأطفال الذين يمشون إلى المدرسة، والنساء اللواتي يطبخن على مواقد نار في أماكن مفتوحة. ففي الشارع وداخل المنزل، يمكن أن تكون مصادر تلوث الهواء مختلفة تماما، لكن آثارها مميتة أيضا، تعد الإصابة بأمراض الربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى وأمراض القلب من بين الآثار الضارة بالصحة التي يُعرف أنها ناجمة عن الهواء الملوث.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 7 ملايين حالة وفاة مبكرة تُعزى إلى تلوث الهواء، أي وفاة 800 شخص كل ساعة أو وفاة 13 شخصا في كل دقيقة. بشكل عام، يتسبب تلوث الهواء في الوفاة بصورة أكثر من العديد من عوامل الخطر الأخرى، بما في ذلك سوء التغذية وتعاطي الكحول والخمول البدني.

ويضيف الخبراء أن على مستوى العالم، يتنفس 93 في المئة من جميع الأطفال هواء يحتوي على تركيزات أعلى من الملوثات التي تعتبرها منظمة الصحة العالمية مأمونة لصحة الإنسان. ونتيجة لذلك، يموت 600 ألف طفل بوفاة مبكرة كل عام بسبب تلوث الهواء. وكأن ذلك لم يكن كافيا، فإن التعرض للهواء القذر يضر أيضا بتطور الدماغ، مما يؤدي إلى إعاقات معرفية وحركية، وفي الوقت نفسه يعرض الأطفال لخطر أكبر للإصابة بأمراض مزمنة في وقت لاحق من الحياة.

ويضر تلوث الهواء المنزلي بشكل خاص النساء والأطفال بسبب أدوارهم المنزلية التقليدية في العديد من الثقافات. وتحدث حوالي 60 في المئة من الوفيات المرتبطة بتلوث الهواء في المنازل على مستوى العالم بين النساء والأطفال، وأكثر من نصف الوفيات الناجمة عن الالتهاب الرئوي لدى الأطفال دون سن الخامسة يمكن أن تعزى إلى تلوث الهواء الداخلي.

16