تكية الكسنزانية تجمع العراقيين في حلقات الذكر الصوفية

بغداد - في تكية الطريقة الكسنزانية ببغداد، يلتقي المريدون للمشاركة في قرع الطبول والإنشاد الديني ضمن حلقات الذكر الصوفية.
يوضح رضا علي حبوب، المشرف في التكية، أهمية حضور هذه الحلقات التي تُعقد مرتين أسبوعيا، قائلا، “نحن نلتقي في هذين اليومين من كل أسبوع، الإثنين إلى الثلاثاء، والخميس إلى الجمعة. حضور المريدين في هذه الحلقات واجب، مشايخنا دائما يوصون بالالتزام بهذا الحضور، لأن الأعمال تُرفع إلى الله سبحانه وتعالى، وتفتح أبواب السماء للدعاء. كل حلقة من حلقات الذكر هي بمثابة روضة من رياض الجنة.”
ورغم التحديات التي واجهتها الطريقة الكسنزانية وشيخها الحالي، محمد المحمد الكسنزاني، خلال فترة الصراع الذي عاشته البلاد بسبب تنظيم الدولة الإسلامية، فقد ظلت التكية مدافعة عن صلاة الجماعة والوحدة الإسلامية، وأدانت العنف وسفك الدماء. وقال حبوب، “نعم، في فترة هجوم داعش على المحافظات وضواحي بغداد، كان هناك نوع من الانكماش، لكن التكية الرئيسية للطريقة الكسنزانية قامت على منهج الاعتدال. لذا كان لها دور عظيم في تلك الظروف. أول من دعا إلى الصلاة الموحدة هو حضرة السلطان الخليفة محمد المحمد الكسنزاني في عام 2014، حيث دعا إلى إقامة صلاة موحدة في هذا المسجد، ودعا إلى نبذ العنف والتكفير، وإلى الوحدة الإسلامية وتحريم الدم العراقي ودم المسلم.”
وأشار حيدر عبدالرحمن، أحد رواد التكية، إلى صمود وعزيمة المريدين والدراويش في مواصلة رحلتهم الروحانية رغم التضحيات والانقطاعات التي تسبب بها تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة.
ويؤكد حبوب أن تكية الطريقة الكسنزانية تعد ملاذا لمختلف الطوائف، إذ تستقبل أتباع المذاهب والأعراق المتنوعة، بل وحتى من غير المسلمين، مثل البوذيين والعلمانيين والملحدين. وأوضح، “في تكتينا، تجد جميع المذاهب الإسلامية، سواء السني أو الشيعي، العرب والكرد، وحتى الأجانب. نحن لا نميز بين الناس وفقا لمذهبهم أو خلفياتهم. مذهبنا يقوم على احترام إنسانية الإنسان مهما كان دينه أو لونه أو شكله. حتى البوذيون، العلمانيون، والملحدون يأتون إلى التكية، ونحن نستقبلهم بأذرع مفتوحة، ونقدم لهم الطعام والضيافة.”
وتعكس التجمعات في التكية التزاما بالسلام والوحدة، حيث توفر مساحة للمصلين للالتقاء في وئام، ومشاركة الطعام والضيافة. ويعتقد حبوب أن الطريقة الكسنزانية هي من أكبر الطرق الصوفية في العراق.