تقييمات وكالة الطاقة الدولية لسوق النفط توسع الخلاف مع أوبك+

الكارتل النفطي يتمسك بزيادات تدريجية في الإنتاج رغم ارتفاع الأسعار.
الجمعة 2022/04/01
اضبط الأنبوب جيدا قبل الضخ

اتسعت حدة الخلافات التي طفت على السطح منذ بدء الحرب في أوكرانيا بين مجموعة أوبك+ والوكالة الدولية للطاقة بشأن تهدئة الأسواق بعد الارتفاع غير المسبوق في الأسعار لتصل إلى تخلي الكارتل النفطي عن اعتماد التقييمات التي تصدرها الوكالة كمصدر للصناعة.

فيينا - استبعدت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها الخميس وكالة الطاقة الدولية كمصدر للبيانات في مؤشر آخر على خلاف آخذ في الاتساع مع الغرب، بينما واصلت أعضاء أوبك+ الالتزام باتفاق زيادة الإنتاج تدريجيا، رافضين ضغوطا لضخ المزيد.

وتصدى الكارتل الذي تقوده السعودية باعتبارها أكبر منتج في أوبك وروسيا باعتبارها أكبر منتج من خارجها، والذي ينتج أكثر من 40 في المئة من إمدادات النفط العالمية لدعوات متكررة من الولايات المتحدة ووكالة الطاقة بضخ كميات أكبر لتهدئة الأسعار.

ومنذ اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية صعدت أسعار الخام لتقترب من أعلى مستوياتها على الإطلاق لتتجاوز 100 دولار في ذروة سبع سنوات بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات الروسية بعد فرض واشنطن والاتحاد الأوروبي عقوبات على موسكو.

وقال كالوم ماكفيرسون من شركة إنفستيك إن “السعودية ستحرص على تجنب الخلاف مع روسيا بضخ براميل إضافية عندما يواجه الإنتاج الروسي صعوبات”.

كالوم ماكفيرسون: السعودية ستضخ براميل إضافية إذا تعطل إنتاج روسيا

وترفض السعودية والإمارات حتى الآن هذه الدعوات وقالتا إنه “يتعين على المجموعة عدم التدخل في السياسة وأن ينصبّ التركيز على تحقيق التوازن في سوق النفط وتلبية احتياجات المستهلكين”.

لكن أوبك+ تتمسك بالمعدل المستهدف عبر ضخ زيادات شهرية تبلغ 400 ألف برميل يوميا. وقد ألقت باللوم في ارتفاع الأسعار على فشل الدول المستهلكة في تأمين استثمارات كافية في الوقود الأحفوري مع تحولها إلى طاقة أقل تلويثا للبيئة.

ومن المتوقع أن تزيد أوبك+ إنتاج النفط في مايو المقبل بنحو 432 ألف برميل يوميا. وتبلغ التخفيضات المتبقية 2.2 مليون برميل يوميا وتأمل أوبك+ بإنهائها قبل نهاية العام.

وكان الطلب على النفط أعلى بقليل من 100 مليون برميل يوميا في عام 2019، لكنه تضرر بشدة بسبب الجائحة في العام التالي عندما أجرت أوبك+ خفضا قياسيا في إنتاجها بلغ عشرة ملايين برميل يوميا أو 10 في المئة من المعروض العالمي.

ويتراوح نقص إمدادات النفط العالمية بين 5 و6 ملايين برميل يوميا، وهو ما يتراوح بين 5 و6 في المئة من الطلب العالمي، وفقا لحسابات رويترز، بعد أن أثرت العقوبات والصراعات ومشكلات البنية التحتية على الإمدادات.

وتعمل أوبك+ على إلغاء تخفيضات الإنتاج القياسية المطبقة منذ العام 2020 مع تعافى الطلب من الجائحة، لكن المجموعة لا تزيد الإنتاج بالسرعة التي يريدها الغرب والمستهلكون الآخرون.

وتدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سحب ما يصل إلى 180 مليون برميل من احتياطيات النفط الاستراتيجية، وتجتمع وكالة الطاقة الدولية اليوم الجمعة لاتخاذ قرار بخصوص سحب جماعي من احتياطيات النفط. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 6 بالمئة إلى 107 دولارات للبرميل في معاملات الخميس.

الأمير عبدالعزيز بن سلمان: مقترحات الوكالة حول تجنب الإضرار بالمناخ غير منطقية

وكانت أوبك+ حذرت من تعرض الاقتصاد العالمي إلى ضربة كبيرة إذا طال أمد الصراع في أوكرانيا.

وقالت في تقرير داخلي إن “من المتوقع أن تتراجع معنويات المستهلكين والشركات، ليس فقط في أوروبا ولكن أيضا في باقي أنحاء العالم، عندما يقتصر الأمر على حساب التأثير التضخمي الذي تسبب فيه الصراع بالفعل”.

ونتيجة للخلافات القائمة حول كيفية تهدئة أسواق النفط لن تستخدم منظمة أوبك وحلفاؤها بعد الآن بيانات النفط الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية لتقييم الامتثال لحصص الإنتاج وسط الخلاف المتزايد بين المؤسستين.

وقررت اللجنة الفنية المشتركة لتحالف أوبك+ الأربعاء الماضي التوقف عن استخدام بيانات وكالة الطاقة الدولية واستبدالها بتقارير من وود ماكنزي وريستاد إنرجي.

وتستخدم أوبك+ البيانات لتقييم إنتاج النفط الخام ومدى وفاء الدول الأطراف في الاتفاق بقيود الإنتاج المتفق عليها. وتقدم وكالة الطاقة الدولية المشورة للحكومات الغربية بشأن سياسات الطاقة، وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مموّل لها.

وأشارت الوكالة في بيان إلى أن “بياناتها وتحليلاتها موضوعية وتحديثها الشهري بشأن إنتاج أوبك+ النفطي سيكون متاحا للجمهور لدعم الشفافية”.

سهيل المزروعي: الوكالة في حاجة إلى أن تكون أكثر واقعية وألا تضلل العالم

وقال مصدر لرويترز “تعدّل وكالة الطاقة تحليلها الفني كي يكون متسقا مع ما تعلنه”. وأضاف “بدا هذا واضحا عند ملاحظة التغيرات المتكررة في أحدث تقاريرها وكيف تختلف عن بقية المنظمات الدولية ذات الشأن”.

وفي فبراير الماضي، فاجأت وكالة الطاقة السوق بتعديل تقديرها الأساسي للطلب العالمي بنحو 800 ألف برميل يوميا، أي أقل بقليل من 1 في المئة من سوق النفط العالمية البالغة 100 مليون برميل يوميا.

وانتقد بعض أعضاء أوبك+ بيانات الوكالة وقالوا إنها كانت غير صحيحة في العديد من الأوقات، وأشاروا إلى أن الوكالة تنصح بتجنب المزيد من الاستثمارات في قطاع الهيدروكربونات، فضلا عن إخفاقها في توقع نمو الطلب.

واعتبر وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان مقترحات وكالة الطاقة الدولية حول كيف يمكن للعالم تجنب الإضرار بتغير المناخ بأنها غير منطقية.

كما أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي قبل أيام في اجتماع خاص بالقطاع أن منظمات مثل وكالة الطاقة الدولية في حاجة لأن تكون “أكثر واقعية” وألا تقول معلومات مضللة للعالم.

وأضاف إن “منتجي النفط الذين شعروا بأنهم منبوذون في مؤتمر المناخ (كوب 26) العام الماضي يعاملون الآن كأبطال خارقين مع تراجع الإمدادات”.

وقبل مؤتمر المناخ، أصدرت وكالة الطاقة توصية كان لها صدى كبير بعدم البدء في مشاريع جديدة للوقود الأحفوري بعد عام 2021، بينما توقعت شركة ريستاد إنرجي الحاجة إلى وجود المئات من حقول النفط الجديدة لتلبية الطلب.

Thumbnail
10