تقنية طبية جديدة لعلاج الندبات بواسطة بصيلات الشعر

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - اكتشف فريق بحثي في بريطانيا تقنية جديدة لعلاج الندبات بواسطة بصيلات الشعر.

وأكد الفريق البحثي من الكلية الإمبراطورية في لندن، بعد تجارب أجريت على ثلاثة متطوعين، أن زرع بصيلات الشعر داخل الندبات يساعد على تكوين خلايا وأوعية دموية جديدة، ويغير تركيب مادة الكولاجين على طبقة الجلد داخل الندبة، مما يجعلها تستعيد شكل الجلد السليم.

وصرحت كلير هيجينز، رئيسة فريق الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “ريجنريتيف ميديسن”، بأن هذه الدراسة يمكن أن تسهم في توفير علاجات أفضل للندبات داخل الجسم وخارجه، وتعطي بارقة أمل للمصابين بالندبات الكبيرة التي يمكن أن تؤثر على الوظائف الحيوية لأعضاء الجسم وتسبب الإعاقة.

ويقول العلماء إن الإصابة بالندبات تؤثر على تكوين الشعر والغدد العرقية والأوعية الدموية والأعصاب على سطح الجلد، وهو ما يؤثر بدوره على آلية ضبط حرارة الجسم والشعور بالألم والإحساس بشكل عام، كما أن الندبات يمكن أن تؤثر على الحركة وتعطي شعورا بعدم الارتياح والاضطراب النفسي.

وفي إطار الدراسة قام الفريق البحثي بزرع بصيلات شعر في فروة رأس المتطوعين الثلاثة في عام 2017، وقاموا بعمليات تصوير مجهري بعمق 3 ملّيمتر قبل الزرع وبعده على مدار شهرين وأربعة أشهر وستة أشهر بعد الجراحة.

ووجد الباحثون أن بصيلات الشعر أسفرت عن تحسن ملموس في تركيب الجلد داخل الندبات، حيث استعاد الجلد الشكل الطبيعي والصحي بشكل تدريجي.

ويقول الباحث فرانسيسكو خيمينيز، المتخصص في مجال زراعة الشعر، “إن قرابة 100 مليون شخص يصابون بندبات في دول العالم ذات الدخل المرتفع وحدها سنويا، ويرجع سبب ذلك بشكل أساسي إلى الجراحات، وبالتالي فإن هذا البحث يفتح آفاقا جديدة لعلاج الندبات وصولا إلى منعها تماما في نهاية المطاف”.

والندبة‏ هي منطقة من الأنسجة الليفية تحل محل الجلد الطبيعي بعد إصابة. وتنتج الندبة عن عملية بيولوجية لإصلاح جروح في الجلد وأنسجة أخرى من الجسد. وهكذا، يعتبر التندب عملية طبيعية من عمليات الالتئام وينتج عن كل جرح (بعد حادث أو مرض أو عملية جراحية…) نوع من أنواع الندوب، مع استثناء الإصابات الصغيرة جدا. ولا يحدث ذلك مع الحيوانات، حيث تتجدد الأنسجة بالكامل دون ندوب.

ويتكوّن الندب من نفس البروتين (الكولاجين) الموجود في الأنسجة القديمة التي حل محلها مع اختلاف تكوين ألياف هذا البروتين؛ فبدلا من تشكيل شبكة نسج عشوائية من ألياف الكولاجين الموجودة في الأنسجة الطبيعية، تتقاطع الروابط الكولاجينية وتشكل محاذاة واضحة في اتجاه واحد.

وتكون الكفاءة الوظيفية لذلك الكولاجين الموجود في الندبة عادة أدنى من كفاءة الكولاجين الطبيعي المرتب عشوائيا. وعلى سبيل المثال، الندوب في الجلد هي أقل مقاومة للأشعة فوق البنفسجية، ولا تنمو الغدد العرقية وبصيلات الشعر مرة أخرى داخل أنسجة الندبة. ويسبب احتشاء عضلة القلب، المعروف باسم النوبة القلبية، تشكيل ندبة في عضلة القلب، مما يؤدي إلى فقدان القوة العضلية وربما فشل القلب. ورغم ذلك هناك بعض الأنسجة (مثل العظام) التي يمكن أن تلتئم دون أي تدهور هيكلي أو وظيفي.

أما الشعر فهو ألياف بروتينية تنمو من بصيلات مثبتة في طبقة الأدمة من الجلد، ويحمل جسم الإنسان ما يقارب 5 ملايين شعرة وتوجد منها مئة ألف شعرة في فروة الرأس، ويبلغ معدل تساقط الشعر اليومي حوالي مئة شعرة من الجسد بشكل إجمالي.

وتوجد الكثير من المواد التي تشارك في تكوين خصلات الشعر، والتي تلعب دوراً فعالاً في عملية بناء الشعر. ويتكون الشعر بشكل أساسي من بروتين قوي يسمى الكيراتين، بالإضافة إلى بصيلات الشعر المسؤولة عن تثبيت الشعر في فروة الرأس. وتشكل بصيلات الشعر القاعدة الأساسية لنمو الشعر وهي محاطة بالأوعية الدموية المسؤولة عن توفير التغذية للبصيلات، بالإضافة إلى الغدد الدهنية المسؤولة عن إفراز الزيوت في بصيلات الشعر وتوفير البيئة المناسبة لعدم حدوث جفاف أو تكسر في خصلات الشعر.

وتشكل بصيلات الشعر الجزء السفلي من الشعر وتعمل على تثبيت الشعر في طبقة الأدمة من الجلد، وتحتوي على عدة أنواع من الخلايا. وأهمها الخلايا المسؤولة عن إنتاج بروتين الكيراتين والبروتينات الأخرى الضرورية لعملية نمو الشعر، والخلايا المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين وهي الخلايا التى تتحكم في درجة لون الشعر بناءً على معدل إنتاج الأصباغ في هذه الخلايا.