تقنيات تضفي على القيادة الذاتية ميزات ثورية

لندن - يتسابق المطورون لابتكار تقنيات جديدة تضفي على المركبات ذاتية القيادة ميزات ثورية تنسجم مع مستقبل التنقل.
وتمكن باحثون في معهد فراونهوفر للأنظمة الضوئية الدقيقة في ألمانيا مؤخرا من تطوير تقنية جديدة للسيارات آلية القيادة، والتي تمتاز بحجم أقل ووزن أخف من أجهزة الليدار الحالية.
وأوضح فريق الباحثين أنهم قاموا بتطوير مرايا صغيرة أو ما تسمى بماسحات أم.إي.أم.أس أصغر حجما من أنظمة ليدار التقليدية.
وتقوم وحدة المرآة الدقيقة بمسح المحيط عبر توزيع ضوء الليزر في بُعدين، ثم يتعرف الكاشف على انعكاس الضوء لجسم ما مثل مركبة أخرى أو مبنى.
وما يميز التقنية الجديدة هو أن مرايا أم.إي.أم.أس تكشف محيطها بدقة وفي جميع المجالات، فضلا عن ذلك فهي خفيفة للغاية وقابلة للتكامل.
كما أن تلك المرايا لا تتأثر بالاهتزازات الناتجة عن حركة السيارة، وهو ما يجعلها أكثر دقة في اكتشاف محيطها.
ونظرا لأن هذا الماسح مصنوع من مادة السيليكون أحادي البلورة؛ فهو يتميز أيضا بقوة كبيرة ومقاومة جيدة للصدمات.
وباتت الكاميرات وأجهزة الاستشعار من التجهيزات الضرورية لتوجيه السيارات ذاتية القيادة لأنها بمثابة الأعين والآذان.
وتعمل تقنية الليدار عادة على تحديد المدى عن طريق الضوء أو الليزر وبالتالي حساب المسافات وخصائص الأهداف المرصودة من أجل الكشف عن محيط السيارة والقيام بمناورات القيادة.
وتستخدم أنظمة الليدار مرايا تدور حول محور لتمرير انعاكاسات الليزر، لكن ما يؤخذ على هذه التقنية هو الوزن المرتفع نسبيا والحاجة للمساحة الكبيرة، فضلا عن تعرض المرايا للاهتزازات.
وفي كوريا الجنوبية، طور باحثون منظومة جديدة للذكاء الاصطناعي يمكنها اختيار الوقت المناسب لإبلاغ السائق بمعلومات معينة أثناء القيادة بهدف عدم تشتيت تركيزه.
وتهدف التقنية التي ابتكرها الباحث يوشين لي من قسم الأنظمة الصناعية والهندسية في المعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا إلى اختيار التوقيت الآمن لمخاطبة السائق دون أن يؤدي ذلك إلى احتمال تعرضه لحادث بالسيارة.
وتستطيع المنظومة تحديد الأولويات عند اختيار الأوقات المناسبة لمخاطبة السائق، وكذلك أنسب أنواع الخدمات الصوتية التي تلائم كل قائد سيارة.
وعلى سبيل المثال، فإن إبلاغ السائق بالمعلومات الخاصة بالطقس تأتي دائما في المرتبة الثانية بعد اعتبارات السلامة، ولكن في حالة توصيل معلومات تتطلب من السائق الإجابة بـ”نعم” أو “لا”، تقوم المنظومة بإجراء تقييم سريع بشأن إعطاء الأولوية لتوصيل المعلومة، أو الانتظار حفاظا على عنصر السلامة.
ولمساعدة المنظومة على تحديد الأولويات بشكل سليم، طور الفريق نموذجا لخدمة صوتية متصلة بتطبيق للملاحة يمكن استخدامه في الواقع.
وتم توصيل هذا النموذج بكمبيوتر داخل السيارة لجمع البيانات الخاصة بظروف القيادة مثل زاوية ميل عجلة القيادة ووضع بدال المكابح، فضلا عن أوضاع السيارة على الطريق مثل السرعة والمسافة بين السيارات المحيطة والكثافة المرورية.
ومن المتوقع أن تساعد المنظومة في الحد من عناصر التشتيت التي يتعرض لها السائق أثناء القيادة، ويمكن ربطها بأنظمة الخدمات الصوتية المعمول بها حاليا، وكذلك يمكن توسيع الوظيفة التي تقوم بها بحيث تشمل رصد عناصر جذب الانتباه المختلفة التي تهدد القيادة الآمنة مثل استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة.