تقنيات الاسترخاء تساعد على خفض ضغط الدم المرتفع

يؤكد الأطباء وخبراء اللياقة البدنية أن تقنيات الاسترخاء، مثل ممارسة اليوغا والتحكم في التنفس، تساعد على خفض ضغط الدم المرتفع الذي يسببه عادة التوتر والضغط النفسي. وخلص الخبراء إلى أن تمارين التاي شي واليوغا والتأمل والتنفس تساعد على خفض ضغط الدم لدى الذين يعانون من هذه الحالة. ويجب على مريض ضغط الدم اتّباع نظام حياة صحي.
برلين - أظهرت نتائج دراسة حديثة أن تقنيات الاسترخاء تساعد على خفض ضغط الدم المرتفع، وعزت ذلك إلى أن التوتر النفسي يعد واحدا من عوامل الخطر الرئيسية المؤدية إلى ارتفاع ضغط الدم.
وفي هذه الدراسة، التي نُشرت في المجلة العلمية “بي أم جي ميدسين”، قام الباحثون بتقييم البيانات من 54 دراسة، ووجدوا أن أغلب تقنيات الاسترخاء يمكن أن تقلل من ارتفاع ضغط الدم (140 – 90 ملم زئبق وأعلى) لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
وكانت الإجراءات الأكثر بحثا هي التحكم في التنفس (13 دراسة) واليوغا – التاي تشي (11) والتغذية الراجعة البيولوجية (8) والاسترخاء العضلي التدريجي (7) والموسيقى (7).
وبالمقارنة مع عدم العلاج أدى التحكم في التنفس إلى خفض ضغط الدم الانقباضي (العلوي) بمقدار 6.65 ملم زئبق، والتأمل بمقدار 7.71 ملم زئبق، والتاي تشي واليوغا بمقدار 9.58 ملم زئبق، والتحكم في التنفس بمقدار 9.90 ملم زئبق، والموسيقى بمقدار 6.61 ملم زئبق، والاسترخاء التدريجي للعضلات بمقدار 7.46 ملم زئبق، والعلاج النفسي بمقدار 9.83 ملم زئبق.
وقد أدت التقنيات المشتركة إلى خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 6.78 ملم زئبق. ولم يكن هناك دليل على فاعلية تقنيات الاسترخاء لفترات أطول من ثلاثة أشهر بسبب قلة الدراسات.
أغلب تقنيات الاسترخاء يمكن أن تقلل من ارتفاع ضغط الدم (140 – 90 ملم زئبق وأعلى) لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر
وإلى جانب تقنيات الاسترخاء يتم خفض ضغط الدم المرتفع من خلال العلاج الدوائي، فضلا عن التقليل من الملح. وخلص بحث إلى أن أساليب الاسترخاء ربما تساعد على خفض ضغط الدم، في المدى القصير على الأقل.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) أن الخبراء خلصوا إلى أن تمارين التاي شي واليوغا والتأمل والتنفس تساعد على خفض ضغط الدم لدى الذين يعانون من هذه الحالة.
ويشار إلى أن أكثر من ربع البالغين في المملكة المتحدة -أي ما يعادل نحو 14.4 مليون شخص- يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
وبالنسبة إلى البحث الجديد قام فريق من جامعة إكستر وبريستول بفحص نتائج 54 دراسة موجودة بالفعل تتعلق بهذا الشأن.
وخلص الباحثون إلى أنه على المدى القصير (ثلاثة أشهر أو أقل) يبدو أن أغلب أساليب الاسترخاء لها تأثير مفيد حيال ضغط الدم.
واستمرت بضع دراسات في متابعة المرضى أكثر من ثلاثة أشهر، ولكن يبدو أن تأثيرات أساليب الاسترخاء في ضغط الدم تتراجع بمرور الوقت.
وكتب الفريق في دورية “بي إم جيه” الطبية أن “نتائج دراستنا تشير إلى أن الكثير من أساليب الاسترخاء تظهر نتائج واعدة تجاه خفض ضغط الدم على المدى القصير، ولكن التأثيرات على المدى الطويل غير واضحة.”
ولا يعتمد علاج ارتفاع ضغط الدم على الأدوية التي يصفها الطبيب فحسب؛ وإنما يجب على المريض اتباع نظام حياة صحي.
وبعد تشخيص مرض ارتفاع ضغط الدم يصف الطبيب للمريض الدواء المناسب لحالته الصحية، ولكنه ينصح المريض بضرورة تغيير نظام حياته إلى نظام حياة صحي، ينقسم إلى عدة جوانب، أهمها تناول أطعمة صحية وممارسة التمارين الرياضية.

وتقي ممارسة التمارين معتدلة الشدة بانتظام من الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم؛ إذ أنها تقلل خطر الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم بنسبة تصل إلى 30 في المئة.
أما الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم فتساعدهم التمارين الهوائية المعتدلة إلى عالية الكثافة في خفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي بمتوسط 11 و 5 ملم زئبق.
ولكن ضغط الدم يرتفع أثناء وبعد ممارسة التمارين الرياضية، وهو أمر طبيعي، ويظهر التأثير الإيجابي للرياضة بعد فترة من ممارسة التمارين الرياضية.
وتؤثر ممارسة التمارين الرياضية تأثيرًا إيجابيًا في ضغط الدم، ويحدث ذلك لأن الرياضة:
- تقلل نسبة الكولسترول في الدم: ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم يزيد من خطر الإصابة بمرض تصلب الشرايين، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم؛ لذلك فإن التخلص من الكولسترول المرتفع يحافظ على صحة الأوعية الدموية.
- تقوِّي عضلة القلب: عضلة القلب كأي عضلة في جسم الإنسان تحتاج إلى التدريب. وعضلة القلب القوية تضخ كمية كبيرة من الدم دون مجهود، ما يقلل من قوة الدم على جدار الأوعية الدموية، ومن ثَم يقل ضغط الدم.
- تخلص من السمنة: زيادة الوزن وتراكم الدهون تحت الجلد هما من عوامل الإصابة بارتفاع ضغط الدم؛ لذلك يجب تقليل الوزن للحفاظ على الضغط في مستواه الطبيعي.
- تخفض التوتر: التعرض المستمر للضغط العصبي والتوتر يزيد من خطر الإصابة بأمراض كثيرة، وعلى رأس القائمة الأمراض القلبية، مثل ارتفاع ضغط الدم ومتلازمة القلب المكسور.
وتُعد رياضة المشي من أفضل الرياضات لمرضى الأمراض القلبية وأسهلها؛ إذ يمكن للمريض ممارستها في أي وقت أو مكان، دون الحاجة إلى معدات مخصوصة أو أماكن مجهزة.
وقد أثبتت رياضة المشي فاعليتها في الوقاية من الأمراض القلبية ومرض السكري، وفي التخفيف من التوتر والقلق اللذين قد يُصاب بهما الشخص.
ويساعد المشي الشخص على التأمل في الطبيعة ويزيد من التفكير الإبداعي لديه، وفي حال كان الجو شديد البرودة أو الحرارة يمكن للشخص المشي في مراكز التسوق المغلقة.
كما أن للسباحة فوائد عديدة على المدى البعيد، منها خفض ضغط الدم وتقليل الدهون في الجسم.