تقليل نسبة الكربوهيدرات في النظام الغذائي يحسن عمل العضلات

موسكو - أكدت خبيرة التغذية الروسية الدكتورة يلينا تيخوميروفا أن تقليل نسبة الكربوهيدرات في النظام الغذائي يؤدي إلى تحسن عمل العضلات وتطور التفكير الإبداعي، لأنه عندما لا يكون الجسم مثقلا بالسكريات يصبح أكثر إنتاجية.
وأشارت الخبيرة في حديث لصحيفة “إزفيستيا” إلى أن تقليل كمية الكربوهيدرات في النظام الغذائي يساعد ليس فقط على تخفيض الوزن، بل وعلى تحسين التفكير الإبداعي وزيادة إنتاجية الجسم أيضا.
وقالت إن السبب الرئيسي لانخفاض الوزن هو انخفاض الكمية الإجمالية التي يتناولها الشخص. وخلال عملية فقدان الوزن يختفي الانتفاخ مع الدهون الزائدة، وتتحسن نضارة البشرة، ويقل احتمال نشوء السيلوليت، ويزول تقريبا تورم القدمين في الفترة المسائية. والأهم هو أن تخفيض كمية الكربوهيدرات في النظام الغذائي يؤدي إلى تحسن عمل العضلات.
ووفقا لتيخوميروفا فإن الحضارات المتطورة على الأرض غارقة في وباء السمنة والوزن الزائد، وجميع الأمراض الأساسية مرتبطة بهما، أي بزيادة الدهون الناتجة عن الإفراط في تناول الكربوهيدرات. واستنادا إلى ذلك فإن التخلي عن استهلاك السكر يجلب الفوائد للجسم.
تقليل كمية الكربوهيدرات في النظام الغذائي لا يساعد فقط على تخفيض الوزن، بل وعلى تحسين عمل العضلات وزيادة إنتاجية الجسم
وأضافت أن الكربوهيدرات تنقسم إلى بسيطة ومعقدة. فالكربوهيدرات البسيطة حلوة المذاق مثل الغلوكوز والفروكتوز الموجودان في جميع الأطعمة الحلوة (السكر، المشروبات المحلاة، العصائر، الفواكه والثمار). والكربوهيدرات المعقدة وهي الألياف الغذائية والنشاء، الموجودة في بعض المواد مثل بعض أنواع الخبز والمعجنات والحبوب مثل الأرز والحنطة السوداء والبرغل، والمعكرونة ودقيق القمح وغيرها.
وأشارت إلى أن جمع الكربوهيدرات باستثناء الألياف الغذائية تتحول في الجسم إلى الغلوكوز الذي يعتبر غذاء للخلايا. لذلك إذا كان الشخص يستهلك كمية من الغلوكوز أكثر من حاجة الجسم، فإنه يتحول إلى دهون.
وقالت “لذلك يجب قبل كل شيء على من يعاني من الوزن الزائد والسمنة التقليل من استهلاك الكربوهيدرات، مثل التخلي عن تناول السكر وإضافته إلى الشاي والقهوة. كما أن تناول كميات كبيرة من الحنطة السوداء لن يسمح بانخفاض الوزن بل بزيادته”.
ويحتاج الأشخاص الذين يمارسون تمارين بناء عضلات الجسم مرتين في الأسبوع على الأقل أن يكون مصدر حوالي نصف السعرات الحرارية من الكربوهيدرات يوميًا. ولا يعني هذا أنه بإمكان الفرد أكل البيتزا والخبز قدر ما يشاء، بل محاولة إضافة الكربوهيدرات ذات الجودة العالية والدهون المنخفضة مثل الخبز والحبوب الكاملة والبقوليات والخضروات والفاكهة ومنتجات الألبان من حليب وزبادي قليل الدسم وهذه من الخيارات الجيدة لبعض الكربوهيدرات في النظام الغذائي. وينصح الأخصائيون عند التخطيط لوجبة خفيفة من الكربوهيدرات لبناء عضلات الجسم أن يتم الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالألياف بشكل مباشر قبل التمرين أو أثناءه.
ويعمل النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات على تقليل مستويات الكربوهيدرات مثل تلك الموجودة في الحبوب والخضروات النشوية والفاكهة ويركِّز على الأطعمة الغنية بالبروتين والدهون. وتوجد أنواع عديدة من الحميات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات. فكل حمية غذائية لها قيود مختلفة على أنواع وكميات الكربوهيدرات التي يمكن تناولها.
وتُستخدم الحمية الغذائية منخفضة الكربوهيدرات عمومًا لإنقاص الوزن. وقد يكون لبعض الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات فوائد صحية تتجاوز فقدان الوزن، مثل تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 والمتلازمة الاستقلابية (متلازمة الأيض أو التمثيل الغذائي).
وبصفة عامة، تُهضَم الكربوهيدرات المعقدة بدرجة أبطأ ويكون تأثيرها أقل على نسبة السكر في الدم من الكربوهيدرات المكررة، كما أنها توفر الألياف.
وغالبًا ما تُضاف الكربوهيدرات المكررة مثل السكر أو الدقيق الأبيض إلى الأطعمة المصنَّعة. ومن أمثلة الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات المكررة الخبز الأبيض والمعكرونة والبسكويت والكعك والحلوى والمشروبات الغازية المحلاة بالسكر.
ويستهلك الجسم الكربوهيدرات كمصدر رئيسي للطاقة. وأثناء عملية الهضم، تُقسَّم الكربوهيدرات المعقدة إلى سكريات بسيطة (غلوكوز) وإطلاقها في الدم (غلوكوز الدم).
ويُنتَج الأنسولين لمساعدة الغلوكوز على الدخول في خلايا الجسم، حيث يمكن استهلاكه لإنتاج الطاقة. ويُخزَّن الغلوكوز الزائد في الكبد والعضلات، ويتحول بعضها الآخر إلى دهون في الجسم.
ويهدف النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات إلى جعل الجسم يحرق الدهون المخزنة لتوليد الطاقة اللازمة مما يؤدي إلى فقدان الوزن.