تقارب بين الولايات المتحدة والصين يبشّر بتوافقات في مؤتمر "كوب 28"

الطاقة النظيفة ضرورة ملحة لتجنب تبعات أكثر حدة وتطرفا لتغير المناخ.
السبت 2023/11/11
هل تضيّع السياسة مستقبل البشرية

اللقاء الذي جمع جون كيري المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ بنظيره الصيني شيه تشنهوا يؤشر على وجود إيجابيات في ما يخص قضايا المناخ حيث توصلا إلى توافقات من شأنها أن تساعد في ضمان تحقيق تقدم في محادثات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ «كوب 28» الذي يسعى لإيجاد توافق في الآراء وحلول فعالة لقضايا المناخ.

سنغافورة - قال جون كيري المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ الجمعة إن الولايات المتحدة والصين توصلتا إلى “تفاهمات واتفاقات” بشأن قضايا المناخ، والتي من شأنها أن تساعد في ضمان تحقيق تقدم في محادثات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ «كوب 28» التي تنطلق أواخر الشهر الجاري في دبي.

والتقى كيري مع نظيره الصيني شيه تشنهوا في ساني لاندز بولاية كاليفورنيا هذا الأسبوع خلال محادثات استمرت أربعة أيام وصفها بأنها صعبة وجادة.

وقال كيري في منتدى بلومبرغ للاقتصاد الجديد في سنغافورة “مرت علينا بعض لحظات، كما هو الحال في أي مفاوضات، شعرنا فيها باليأس التام”.

وأضاف “توصلنا في النهاية إلى تفاهمات واتفاقات قوية للغاية سيكون لها تأثير إيجابي في المؤتمر وستضعنا في مكان حيث يمكننا مساعدة العالم على التركيز على المزيد من مصادر الطاقة المتجددة وأشياء أخرى”.

جون كيري المبعوث الأميركي لشؤون المناخ: توصلنا إلى تفاهمات واتفاقات قوية للغاية سيكون لها تأثير إيجابي في المؤتمر
جون كيري المبعوث الأميركي لشؤون المناخ: توصلنا إلى تفاهمات واتفاقات قوية للغاية سيكون لها تأثير إيجابي في المؤتمر

وتعد الأرضية المشتركة بين أكبر اقتصادين في العالم وأكبر مصدرين لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري جزءا مهما في أي توافق في الآراء في «كوب 28» والذي من المتوقع أن يركز على قضايا مثل تمويل مكافحة تغير المناخ وتحقيق أهداف أكثر طموحا بشأن التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة.

وقال كيري إن تفاصيل الاتفاقات بين الجانبين ستعلن قريبا. وأضاف أن أحد الاتفاقات المهمة التي تم التوصل إليها بشأن الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ سيسمح لأي دولة بالمساهمة في صندوق بهدف دعم المناطق الأكثر عرضة لتأثيرات المناخ.

وسيكون الكثير من التركيز على الصين في مؤتمر «كوب 28» منصبا على برنامجها الحالي لبناء المزيد من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، وإحجام بكين عن الالتزام بتحقيق هدف ملموس بخفض استخدام الوقود الأحفوري في الوقت الذي تسعى فيه لضمان أمن الطاقة وتحقيق النمو الاقتصادي.

وقال المبعوث الصيني شيه للدبلوماسيين في سبتمبر إن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري أمر “غير واقعي” في حين أن تكنولوجيا رئيسية مثل تخزين الطاقة لا تزال في مراحل التطوير.

وعندما سُئل كيري عما إذا كان يتوقع أيّ تسوية بشأن الفحم من الصين قال “انتظروا وسترون”.

وأردف أنه في الوقت الحالي “يعد تمويل محطة طاقة تعمل بالفحم في أيّ مكان في العالم أمرا غير مسؤول”.

وتشكل انبعاثات الصين الملوثة التي تتسبّب بارتفاع درجة حرارة الكوكب ضعف تلك الصادرة عن الولايات المتحدة، لكن البلدين مسؤولان عمّا يقرب من 40 في المئة من الانبعاثات العالمية.

ولم يمض وقت طويل على بدء الصين في إظهار حرصها على تقليل اعتمادها على الفحم. وتهدف الصين إلى بلوغ ذروتها في انبعاثات الكربون بحلول عام 2030، وأن تصبح محايدة كربونيا بحلول عام 2060، وهي أهداف يقول البعض إنها بعيدة جدا، وتمنحها مساحة كبيرة جدا.

الطاقة النظيفة هي المنقذ
الطاقة النظيفة هي المنقذ

كما اعترض آخرون على حقيقة أن الصين لا تزال تعتبر “دولة نامية” في تصنيف الأمم المتحدة، مما يعني أنها تخضع لمعايير مختلفة عن الولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى.

أما بالنسبة إلى الولايات المتحدة فقد أقرت مؤخرا تشريعين من شأنهما ضخ المليارات من الدولارات في الطاقة النظيفة. لكنها وافقت أيضا على أحد أكبر مشاريع التنقيب عن النفط والغاز في السنوات الأخيرة في ألاسكا.

كما زادت انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة في عام 2022 حيث استهلكت البلاد المزيد من الغاز الطبيعي خلال الطقس القاسي في ذلك العام، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.

ويقول دان كامين أستاذ الطاقة في جامعة كاليفورنيا “الولايات المتحدة ليست أفضل حالا.. لذلك كل واحد أمامه طريق طويل ليقطعه، وكل واحد يحتاج إلى تحفيز الآخر، والأهم من ذلك أن البلدان جميعها تراقب إلى أيّ درجة تكون الولايات المتحدة والصين جادتين تماما بشأن المناخ”.

وقال مسؤولان مطلعان الخميس إن أكثر من 60 دولة أعلنت دعمها لاتفاق بقيادة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والإمارات في مسعى لزيادة الطاقة المتجددة إلى 3 أمثال هذا العقد والتحول عن استخدام الفحم.

الفحم الحجري بلية متجددة
الفحم الحجري بلية متجددة

وأضاف المسؤولان أن دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والإمارات تحشد الدعم لهذا التعهد قبل انعقاد مؤتمر المناخ السنوي الذي تعقده الأمم المتحدة «كوب 28» في دبي، كما ستدعو لتضمين هذا التعهد في النتائج النهائية التي ستصدر عن الاجتماع الدولي لزعماء العالم في الثاني من ديسمبر.

وقال المسؤولان لرويترز إن بعض الاقتصادات الناشئة الكبرى مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا وفيتنام ودول متقدمة مثل أستراليا واليابان وكندا ودول أخرى مثل بيرو وتشيلي وزامبيا وبربادوس قالت إنها ستنضم إلى التعهد.

ووفقا لمسودة التعهد، فسيلزم الأطراف التي توقع عليه بمضاعفة المعدل السنوي العالمي لتحسين كفاءة الطاقة إلى 4 في المئة سنويا حتى عام 2030.

وتقول المسودة إنه يجب أن يصاحب استخدام الطاقة المتجددة “الاستغناء التدريجي عن استخدام الفحم غير المعالج” بما في ذلك وقف تمويل محطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم.

وقال أحد المسؤولين إن المفاوضات مع الصين والهند للانضمام إلى التعهد “متقدمة للغاية” رغم أن الدولتين لم توافقا بعد على الانضمام.

ويقول العلماء إن كلا الإجراءين، التوسع السريع في استخدام الطاقة النظيفة والحد السريع من احتراق الوقود الأحفوري الذي يسبب انبعاث ثاني أكسيد الكربون في قطاع الطاقة، أمران ضروريان إذا أراد العالم تجنب تبعات أكثر حدة وتطرفا لتغير المناخ.

وقال المسؤولان إن إظهار دعم مبكر لزيادة الطاقة المتجددة لثلاثة أمثال والابتعاد عن الفحم سيخلق زخما وسيكون له تأثير إيجابي قبل المفاوضات المكثفة المنتظرة خلال فترة انعقاد مؤتمر المناخ.

اقرأ أيضاً: الإمارات تدخل مفاوضات المناخ بكفاءات شابة

16