تغير المناخ يزيد معاناة مرضى الحساسية

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - كشفت دراسة علمية جديدة أجريت في الولايات المتحدة أن تغير المناخ يزيد من معاناة مرضى الحساسية.
وتوقع فريق بحثي من عدة جامعات وهيئات بحثية أميركية، من بينها كلية الطب بجامعة جورج واشنطن والمركز الطبي التابع لجامعة بيتسبرج، أن يصبح موسم الحساسية أطول كل عام، مع استمرار تفاقم ظاهرة تغير المناخ.
وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “لارينوغوسكوب” المتخصصة في أمراض الجهاز التنفسي، فحص الباحثون نتائج 16 دراسة سابقة تتناول مواسم انتشار حبوب اللقاح المسببة للحساسية وتركيزاتها في الغلاف الجوي، ومدى ارتباط ذلك بتغير المناخ.
وتوصل الباحثون إلى أن الزهور والنباتات أصبحت تنتج كميات كبيرة من حبوب اللقاح في الأماكن الحضرية بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مع تزايد حالات الحساسية الموسمية في ظل ارتفاع كميات حبوب اللقاح في الجو.
النباتات أصبحت تنتج كميات كبيرة من حبوب اللقاح في الأماكن الحضرية بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الغازات المسببة للاحتباس الحراري
وأكد الباحثون أن زيادة كثافة حبوب اللقاح في البيئة تزيد من حدة أعراض الحساسية بشكل عام.
وحذر الباحثون من أن الحساسية الموسمية تمثل خطرا على الصحة العامة وتستنزف الموارد الصحية للمجتمعات، وأنها سوف تتزايد مع زيادة حدة تغير المناخ.
وذكرت رئيسة فريق الدراسة في تصريحات للموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية أنه يتعين على الأطباء، باعتبارهم محل ثقة المجتمع، توحيد صفوفهم من أجل إحداث تغيير حقيقي لمواجهة مشكلة تغير المناخ، التي يترتب عليها وسيترتب عليها في المستقبل العديد من المشكلات الصحية.
وتحدث الحساسية عندما يتفاعل الجهاز المناعي مع مواد غريبة تدخل الجسم. وتُعرف هذه المواد باسم “المُؤرّجات” (المواد المسببة للحساسية). وتتضمن حبوب اللقاح وسم النحل ووَبَغ الحيوانات الأليفة. كما يمكن أن تحدث الحساسية بسبب بعض الأطعمة والأدوية التي لا تُسبب تفاعلات لدى معظم الناس.
ويُنتج الجهاز المناعي بروتينات وقائية تسمى “الأجسام المضادة” التي تهاجم المواد الدخيلة مثل الجراثيم. لكن في حالة الحساسية، يُنتج الجهاز المناعي أجسامًا مضادة تحدد مؤرِّجًا معينًا على أنه ضار، رغم أنه ليس كذلك. ويؤدي التعرض للمؤرجات إلى حدوث تفاعل تحسُّسي في الجهاز المناعي يمكن أن يؤدي إلى التهاب الجلد أو الجيوب الأنفية أو المسالك الهوائية أو الجهاز الهضمي.
وتختلف التفاعلات التحسُّسية من شخص إلى آخر. ويمكن أن تتراوح بين تهيج بسيط وحالة طارئة مهددة للحياة تسمى “التَّأَق”. وبالرغم من أنه لا يمكن علاج معظم أنواع الحساسية، فإن العلاجات يمكن أن تساعد على تخفيف أعراض الحساسية لدى الشخص.
وتعتمد أعراض الحساسية على نوع المُؤَرِّجْ. ويمكن أن تؤثر الأعراض في المسالك الهوائية والجيوب الأنفية والممرات الأنفية والجلد والجهاز الهضمي. وقد تتراوح التفاعلات التحسُّسية بين الخفيفة والشديدة.