تغيرات في الدماغ تسبب الوسواس القهري

دويسبورج (ألمانيا) - قال الدكتور تورستن جروتيرت إن الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يعاني فيه المريض من فكرة معيّنة تلازمه دائما وتحتل جزءا من الوعي والشعور لديه بشكل قهري، أي أنه لا يستطيع التخلص منها مثل الحاجة إلى تفقّد الأشياء بشكل مستمر أو ممارسة عادات وطقوس بشكل متكرر مثل غسل اليدين والتحقق من غلق باب المنزل وإطفاء الموقد مرارا وتكرارا، بالإضافة إلى العنف والتوتر النفسي والخوف والقلق والاكتئاب وازدراء الثوابت والقيم والمعتقدات.
وأوضح اختصاصي الطب النفسي والعلاج النفسي الألماني أن أسباب الإصابة باضطراب الوسواس القهري تتمثل في الاستعداد الوراثي والتغيرات في الدماغ (مثل فرط نشاط الفص الجبهي واضطراب توازن هرمون السيروتونين) والأحداث الحياتية المسببة للأعباء النفسية (مثل الحوادث والطفولة ذات الحماية المفرطة).
وأشار جروتيرت إلى أن الوسواس القهري هو مرض نفسي مزمن من النادر الشفاء منه، غير أنه يمكن السيطرة عليه من خلال العلاج السلوكي المعرفي المدعوم باسترخاء العضلات التدريجي وتدريب اليقظة والتحفيز الذاتي.
كما يمكن أيضا اللجوء إلى العلاج الدوائي مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية والمضادات غير النمطية للذهان.
اضطراب الوسواس القهري يتسم بنمط من الأفكار والمخاوف غير المرغوب فيها (وساوس) تدفع الشخص إلى القيام بسلوكيات تكرارية
ووفقا لخبراء “مايو كلينيك” يتسم اضطراب الوسواس القهري بنمط من الأفكار والمخاوف غير المرغوب فيها (وساوس) تدفع الشخص إلى القيام بسلوكيات تكرارية (سلوكيات قهرية). وتُعيق هذه الوساوس والسلوكيات القهرية الأنشطة اليومية وتتسبب في ضيق شديد.
ويمكن للشخص محاولة تجاهل وساوسه أو إيقافها، لكن لن يؤدي هذا سوى إلى زيادة شعوره بالضيق والقلق. في النهاية، يشعر بأنه مدفوع إلى أداء السلوكيات القهرية في محاولة لتخفيف التوتر. وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتجاهل هذه الأفكار أو الدوافع المزعجة أو التخلص منها، فإنه يستمر في التفكير فيها.
ويتمحور اضطراب الوسواس القهري، وفق نفس الخبراء، غالبا حول موضوعات محددة مثل الخوف المفرط من التعرض للتلوث بسبب الجراثيم. وللتخفيف من مخاوفه من التعرض للتلوث، قد يقوم الشخص بغسل يديه بشكل قهري حتى تصابا بالتقرح والتشقق.
إذا كان الشخص مصابا باضطراب الوسواس القهري، فقد يشعر بالخجل والحرج من هذه الحالة المرضية، لكن قد يكون العلاج فعالا.
ويبدأ الوسواس القهري عادة في سن المراهقة أو سنوات الشباب، لكنه قد يبدأ كذلك في مرحلة الطفولة. وتبدأ الأعراض عادة متدرجة، وتميل إلى التنوع في شدتها على مدار العمر. وقد تتغير كذلك أنواع الوسواس والأفعال القهرية التي يتعرض لها الفرد مع مرور الوقت.
وتزداد الأعراض سوءا وعادةعندما يتعرض لإجهاد أكبر. وقد تتراوح درجة شدة أعراض الوسواس القهري الذي يعد اضطرابا ملازما مدى الحياة، بين الخفيفة والمعتدلة، وربما تكون شديدة وتستنفد الوقت إلى درجة تعيقه عن أنشطة حياته.